مركز الميماس للثقافه والاعلام

          الديمقراطيه اولا   

                                    مواطنون لارعايا

 www.memas.jeeran.com

mmm10002@hotmail.com             

الحريه لكافه معتقلي الرأي والضمير في سوريا

 

( لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته باعتناق الآراء دون مضايقة وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود

            ( المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنســان )

                                     


 

 

           سبّة الدّهر أن يحاسب فكرفي هواه و أن يغلّ لسان

  

     الحرية فورا لجميع معتقلي الرأي في سورية.

  رفع حالة الطوارئ وإلغاء المحاكم الاستثنائية في البلاد.

     عودة المنفيين السوريين إلى وطنهم

     إقامة دولة القانون الديمقراطية الدستورية.

 

 

 

 

    الحريه لميشيل كيلو وأنور البني وكمال اللبواني

   الحريه لعارف دليله ومحمود عيسى ورياض درار ونزار رستناوي

                  الحريه للطالب عمر العبدالله ورفاقه

 

 

 

                                         نشره ميماس

         السنه الثانيه= العدد ( 197  ) الاربعاء 15 تشرين الثاني ( نوفمبر   ) 2006م

أ‌-    رؤيه :                                                   ث- حورات

ب- اخبار  :                                                 ج- قراءات مختاره :

ت- قضايا وآراء :                                           ح-ملفات :

 

 

 

 

 

 

                           مواد العدد

           

                  

 

 

 

رؤيه: المعارض السوري علي العبد الله

الاخبار:اخبار حقوق الانسان في سوريه

قضايا وآراء:

1-   خدام يقول في تصريح جديد

2-   الساده في المعارضه السوريه/مواطن سوري

3-   بحكم قانون حاره كل من ايدو الو/حكم البابا

4-   من اين ياتي النظام السوري بهؤلاء الوزراء/الطاهر ابراهيم

5-   فقاعات وزير الاعلام/د0 هشام الشامي

6-   محسن بلال صادق ولكن/ داني حرب

7-   تصريح لاامين عام الاتحاد الاشتراكي العربي/حسن عبد العظيم

8-   ساهموا في تقليص الرقابه على الانترنيت/مراسلون بلا حدود

9-   بشار الاسد الرقصه الاخيره/سوريه الحره

10-                   مالم يقله مقال اين مكمن الخطر/ ابراهيم درويش

11-                   المؤامره مستمره/ هيثم المالح

12-                   سوريه وعداله التدمير الشامل/علي ديوب

13-                   هواجس التغيير الديمقراطي/ غسان المفلح

14-                   ثلاثيه الديمقراطيه والتحرروالهويه/صبحي غندور

15-                   شمشوم الجبار والرئيس بشار/بلال داوود

16-                   فساد الوضع اراهن/مازن كم الماز

17-                   السقوط في الهاويه/ د0 منذر خدام

18-                   الديمقراطيه خيارا وطنيا/بسام العيسمي

19-                   الشعب السوري ولعنه الاغتراب/اياد العبد الله

20-                   عاجل وملح ومطلوب/د0 هشام الشامي

21-                   عاش اورتيغا يسقط التلفزيون/

22-                   اطفال سوريا يعملون منذ الصغر/خالد الاحمد

23-                   الانتحار على الطريقه السوريه/حكم البابا

24-                   النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطيه/درويش محمي

25-                   لبنان مزيد من التصعيد/نصير الاسعد

 


رؤيه
             المعارض السوري علي العبد الله لـ آكي:

           النظام السوري منهك وعلى المعارضة التحرك



 

             طالب الكاتب المعارض علي العبد الله المعارضة السورية أن "تحزم أمرها" وتدخل في عملية "مواجهة جدية"، وأن "تكف عن الرهبة من البطش والسجن إذا كانت حريصة على تحقيق برنامجها للتغيير السلمي"، وأن لا تترك الشعب السوري "بين طرفي استبداد السلطة وبطش الخارج".واعتبر العبد الله، عضو لجان إحياء المجتمع المدني في سورية، وعضو تجمع (إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي)، وعضو منتدى الأتاسي، في تصريح خاص لـ (آكي)، أن النظام السوري "وصل إلى مرحلة الإنهاك، ولم يعد يستطيع أن يحل أي ملف لا على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الخدمي، وهذا سيضعه أمام خيار الانسحاب أو الانتحار بفعل تراكم الملفات".وحول أكبر تجمع معارض في سورية (إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي)، الذي يعتبر من أعضائه المؤسسين، قال العبد الله "ميزة إعلان دمشق الأساسية أنه استطاع جمع طيف متعدد من المواقف والبرامج والتنظيمات السياسية، وهو ليس بالأمر السهل، خاصة مع عدم وجود فهم موحد لطبيعة المواجهة وأساليب المواجهة مع السلطة، وليس هناك فهم موحد للأهداف". وأضاف "لهذا واجهتنا مشكلة تحديد سقف للحراك السياسي الوطني الديمقراطي، وهناك من يطالب بسقف منخفض يعبر عن تردد كبير، وآخر يطالب بسقف أعلى أسوة بما حدث في جميع دول العالم التي عانت من الأنظمة الشمولية، فالإشكال كان في الاتفاق على سقف العمل وأساليبه وأدواته، لذا رأينا الكثير من التردد والتباينات عكستها مواقف أطراف داخل إعلان دمشق".وأوضح أن قوى الإعلان "مالت عموماً إلى التهدئة، واستطاعت أن تتحرك خطوات بسيطة إلى الأمام عن طريق وضع بعض الوثائق، وتشكيل هيكلية داخلية ولجان عمل في المحافظات". وهذا التطور –يواصل العبد الله "يبشر ويشير إلى إمكانية الانتقال إلى عمل منظم ومستقر، وهو ما يجب أن تشهده الساحة السورية في العام الثاني من إعلان دمشق وإلا سندخل في حالة موات سياسي".والعبد الله الذي خرج من السجن مطلع الشهر الماضي بعد أن أمضى نحو ستة أشهر في المعتقل بسبب مطالبته السلطة التشريعية بإلغاء الأحكام العرفية، واتهم بنشر معلومات خاطئة، وتشويه صورة الدولة، وحكم بالسجن بناء على الأحكام العرفية نفسها التي طالب بزوالها، تحدث عن سبب التعامل القاسي للسلطات السورية مع المعارضة وقال "إن السلطة السورية، وعلى ضوء مأزقها الخاص المعبر عنه بعزلتها العربية والدولية، أرادت أن تضع المجتمع الدولي أمام فرضية إما نحن أو الفوضى". والعبد الله الذي اعتقل سابقاً بسبب "قراءته" بيان للإخوان المسلمين في منتدى الأتاسي، طالب قوى إعلان دمشق في المرحلة القادمة "بوضع تصور لمجابهة هذا الحصار بعدة مستويات، المستوى الأول أن تتوجه إلى الرأي العام العربي والدولي ببيانات توضح فيها تطور الحراك الداخلي والتباين بين موقفها وموقف السلطة، والمستوى الثاني، هو التحرك في الأوساط الشعبية لشرح مفاهيمها ورؤاها، خاصة مع وجود الكثير من سوء الفهم في الأوساط الشعبية لهذا الإعلان، متأثرة بإعلام السلطة وقواه السياسية". وطالب الكاتب السوري المعارض بـ"العمل على تكتيل قوى المجتمع السوري حتى تستطيع أن تتحول إلى طرف في المعادلة، فالصراع الآن بين قوى عربية ودولية وبين قوى النظام السوري، وقوى المعارضة تكاد تكون منسية في هذا المعادلة". وأكّد أن ظروف السجن السيئة لم تؤثر به ولا بغيره من المعارضين، وقال "النشطاء الذين اعتقلوا مؤخراً تعاطوا بإيجابية وصلابة مع عملية اعتقالهم، حيث لم نشهد تراجعاً في المواقف، إلا إذا استثنينا حادثة تراجع البعض ممن وقع على إعلان دمشق ـ بيروت، وهم أصلاً من مدرسة مترددة من إعلان دمشق. أما أن البقية ومن خلال المعايشة في السجن فقد كانت تمضي إلى التمسك بمبادئها يوماً بعد يوم".وأضاف "كنا نشعر أن الانعكاس السلبي وقع على المعارضة خارج السجن، حيث لمسنا نمطين من التصرف، نمط تجلى في البحث عن مخرج للمعتقلين يتم خارج الساحة النضالية عن طريق الواسطة والرسائل والعلاقات الجانبية مع بعض أطراف السلطة، والجانب الآخر في الدعوة إلى التهدئة بدعوى أن الوقت غير مناسب وهو المقتل الذي تحاول الوصول له السلطة في مواجهة فعاليات المعارضة".وعن شرط الداخل والخارج قال "لا نستطيع أن ننكر وجود معارضة بالداخل وأخرى في الخارج، وأن القطيعة بين المعارضتين قديمة، نتيجة لضغط السلطة من جهة ونتيجة لضعف التكيف من جهة ثانية، حيث لم تستطع المعارضة في الداخل والخارج على وضعية تصور مستقبلي وتعمل عليه. وحدها القوى المجتمعية والحقوقية التي برزت في السنوات الأخيرة استطاعت أن تطرح أفقاً للتعاون وتلعب دوراً إيجابياً في الجمع بين المعارضة الداخلية والخارجية حول تصور واحد تجسد في إعلان دمشق، لكن هذا لا يعني وجود اتساق في الرؤى ولا اتفاق على أساليب العمل، بينما المطلوب هو الاتفاق على برامج تحرك لإخراج الوضع السياسي من عنق الزجاجة".وعن علاقة المعارضة السورية ببعض الدول الأوربية الأمر الذي ترفضه السلطات السورية بشدة، رأى العبد الله أن "المشكلة ليست في الاتصال أو التشاور الذي يتم بين بعض أطراف المعارضة السورية والمنظمات المدنية الحقوقية الدولية"، بل "هي امتداد لتكتيك السلطة وإغلاق المجال السياسي لتكريس وتثبيت انطباع أن ليس في سورية سوى السلطة". وأضاف "إن الاعتماد على العامل الدولي في التغيير من شأنه أن يضع كل أوراق اللعبة في يد قوى خارجية ما يجعل القوى الوطنية الديمقراطية هامشية، ومن هنا يمكن أن نفهم المخاطر التي يمكن أن تنجر على البلاد إذا ما تم التغيير بأيد خارجية. لكن بالمقابل يجب أن لا نغفل أن السلطة قطعت الطريق أمام أي حوار داخلي بدءاً من رفضها فكرة الحوار الوطني وصولاً إلى رفضها الإصلاحات التي تطالب بها المعارضة، ووضعتنا أمام طريق مسدود إما هي أو الخارج". وطلب العبد الله من قوى المعارضة "العمل الجاد والدؤوب لتكون طرفاً أصيلاً في معادلة الصراع بحيث تستفيد من التغيرات الإقليمية والدولية لكن مع وقوفها على رأس عوامل التغيير، ما يتيح لها التأثير على مستقبل العملية السياسية في سورية وقيادة الظروف إلى مستقبل آمن وزاهر. أما التعويل على قوى خارجية فقط فلن يكون له إلا نتائج خطيرة وعقيمة".

 

  مواد العدد

     

 

من أخبار حقوق الإنسان في سورية

15/11/2006م

   

            إعلان دمشق يدعو الشعب السوري

    لأن يرفع صوته وسقف مطالبته بحريته وحقوقه بشكل سلمي

الثلاثاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006

دمشق – أخبار الشرق

دعا إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي الشعب السوري إلى "أن يرفع صوته وسقف مطالبته بحريته وحقوقه بشكل سلمي، ليتمكن من الإمساك بمصيره"، مشيراً إلى أن ذلك يمثل الخطوة الأولى لاسترجاع الجولان ودعم القضية الفلسطينية.

وقال الإعلان في بيان تعليقاً على مجزرة بيت حانون؛ إن "أبشع ما في الصورة بقاء هذه السياسة دون أي رادع عربي أو دولي. بل لطالما بقيت تتلقى الحماية والدعم والتغطية من قبل السياسة الأمريكية التي تقف بشكل سافر ظهيراً للعدوان الإسرائيلي ومشاريعه في التدمير واغتصاب حقوق الشعوب في المنطقة. وقد ظهر ذلك جلياً بالفيتو الأمريكي الذي حال دون صدور قرار عن مجلس الأمن بإدانة المجزرة وهو بمثابة رسالة لتشجيع العدوان واستمراره".

وقال البيان: "اليوم يتبدى بوضوح عجز النظام العربي عن لعب أي دور حقيقي في حماية الشعب الفلسطيني الأعزل والمستفرد وهو يتعرض دون توقف للحصار والتجويع والمجازر، التي كان آخرها في بيت حانون. لأن الشعوب المقيدة والمقموعة من أنظمتها والمنتهكة بكرامتها ولقمة عيشها، تمارس أحزانها اليومية بصمت أمام صور الأشلاء والتدمير والدماء. يستوي في ذلك ما جرى بالأمس على أرض لبنان ويحصل اليوم في فلسطين. ولأن الأنظمة استبدادية وتفتقد للشرعية، فهي تعلم، كما تعلم إسرائيل، أن قفزها بين حبال التناقضات الإقليمية والدولية، ولهاثها وراء صفقات سريه إنما هو من أجل إطالة عمرها والحفاظ على امتيازات أصحابها فقط، لا من أجل عيون مواطنيها. فكيف يكون الحال مع أطفال لبنان وفلسطين؟!".

وأوضح البيان أن "قضية بيت حانون أو قانا أو قضية الجولان وأهله هي نفسها قضية حريتنا. والنضال الديمقراطي لا ينفصل أبدا عن النضال الوطني مهما حاول المحاولون فصلهما بالتحدث عن المقاومة والممانعة، وكأنهما خارج إرادة الشعوب وقدرتها على الفعل. ودون أن يروا التوافق بين انعدام الحريات والهزيمة أمام العدو". وعبر عن الاستنكار إزاء "هذه المجازر بنفس الصوت المرتفع والغاضب الذي يطالب بحرية الشعوب وديمقراطيتها".

وإذ أهاب الإعلان "بالشعب السوري أن يرفع صوته وسقف مطالبته بحريته وحقوقه بشكل سلمي، ليتمكن من الإمساك بمصيره، فإنه يفعل ذلك لأنه يؤمن بأنه الطريق الوحيد الذي يضمن وحدتنا الوطنية واستقلال بلادنا وأمنها ومناعتها في مواجهة الأطماع والعدوان. ويشكل الخطوة الأولى التي تؤسس لاسترجاع جولاننا دون تفريط. وهو بحد ذاته الدعم الأكبر للقضية الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، ولإخراجها من زواريب الارتهان والمزايدات والصفقات إلى فضاء الدعم الشعبي الحقيقي".

كما دعا الإعلان "الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها الفردية والجماعية، ويضع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي أمام مسؤوليته فيما يجري من إبادة منظمة للشعب الفلسطيني، ويؤكد على أن أي استقرار حقيقي في المنطقة لن يمر إلا عبر إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يتجاوب مع المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، واحترام شعوب المنطقة وإرادتها ومصالحها وطموحها للتغيير من أجل إقامة أنظمة ديمقراطية حديثة، تستمد سلطتها من الشعب، وتستند إلى شرعية دستورية، وتحافظ على استقلال البلاد ومواردها على قاعدة سيادة القانون وتحقيق المصالح الوطنية العليا".

 

 مواد العدد

 

 

 

 

 

اعتقال مراد معشوق الخزنوي وآخرين

قالت مصادر مقربة من عائلة الشيخ الخزنوي بالقامشلي أن السيد مراد نجل الشيخ معشوق الخزنوي قد اعتقل يوم أمس الاثنين 13/11/2006 على طريق دمشق – عمان من قبل السلطات السورية ولا يعرف مصيره حتى الآن ، علماً أنه لا توجد مذكرة قضائية بحقه.

وأضافت اللجنة الكردية لحقوق الإنسان التي نقلت الخبر لأول مرة بأن الأمن السياسي في بلدة الدرباسية اعتقل المواطنين الكرديين لقمان محمد محمد بتاريخ 2/11/2006 وأحمد محمود فرحو بتاريخ 4/11/2006، ونقلا إلى دمشق ولا يعرف عنهما شئ، علماً بأنهما اعتقلا ثلاثة أشهر قبل ذلك إثر عودتهما من زيارة إقليم كردستان-العراق.

إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان  إذ تدين كل أشكال الاعتقال التعسفي الذي لا يرتكز إلى أساس قضائي طبيعي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين المذكورين أعلاه فوراً ، وكافة معتقلي الرأي والضمير في سورية، وتذكر بأن اختطاف واغتيال الشيخ معشوق الخزنوي في شهر أيار (مايو) 2005 لا تزال تتفاعل حتى تجد حلاً قضائياً عادلاً يحقق في دوافع الاختطاف والاغتيال ويقتص من مدبري ومنفذي هذه الجريمة 

اللجنة السورية لحقوق الإنسان

14/11/2006

ــــــــــــــــــــ

نداء عاجل: محمد غانم يواجه خطر الاعتقال

علمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أن الكاتب محمد غانم مدير تحرير موقع سوريون الالكتروني معرض للاعتقال في أي لحظة. فقد عُلم نقلاً عن محاميه أن كتاباً صادراً  عن المخابرات العسكرية السورية طلب سوقه موجوداً إلى فرع فلسطين للتحقيق العسكري بدمشق (الفرع رقم 235) .

ومن الجدير بالذكر فقد اعتقل محمد غانم بتاريخ 31/3/2006 من منزله في مدينة الرقة وأخضع للتحقيق في فرع فلسطين بدمشق ثم أحيل إلى محكمة عسكرية بتهم إهانة رئيس الجمهورية والتقليل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية، وحكمت عليه  في 6/6/2006 بالسجن لمدة سنة ثم خفضت الحكم لمدة ستة أشهر . وأطلق سراحه مؤخراً  بتاريخ 1/10/2006  بعد انتهاء محكوميته. 

 ومورست ضده بعد إطلاق سراحه سياسة التجويع والتنكيل والانتقام إذ لم يسمح له بالعودة إلى عمله، علماً أنه يعمل في سلك التعليم منذ ثلاثة عقود، وعنده أولاد يدرسون في الجامعة وفي المرحلة الثانوية وهم بحاجة إلى نفقات متنوعة.

 إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان تدعو السلطات السورية التوقف عن القيام بأي ضد الكاتب محمد غانم وتحملها مسؤولية ذلك، كما تدعوها إلى إعادته إلى عمله واحترام كافة التزاماتها تجاه المواطنين السوريين. وتوجه اللجنة نداءها لكافة أصدقاء حقوق الإنسان لمؤازرة محمد غانم في محنته التي يواجهها على يد السلطات السورية وأجهزتها القمعية.

 وتجدد اللجنة السورية لحقوق الإنسان المطالبة بإغلاق فرع فلسطين سئ السمعة الذي يمارس فيه التعذيب على أوسع نطاق.

 اللجنة السورية لحقوق الإنسان

14/11/2006

ـــــــــــــــــــــــــــــ

اعتقالات في حمص بتهمة الانتماء إلى حزب التحرير

 داهمت دوريات من مخابرات القوى الجوية في منتصف ليل السبت الماضي (11/11/2006) منازل مجموعة من الشباب في مدينة حمص بتهمة الانتماء إلى حزب التحرير واعتقلتهم. ومن الجدير بالذكر أن معظم المعتقلين هم من الذين اعتقلوا من قبل وأفرج عنهم منذ حوالي سنتين بعد أن قضوا فترات في السجن تراوحت بين 3-6 سنوات.

 وقدرت المصادر عدد المعتقلين بحوالي 15 معتقلاً، عرف من بينهم:

1- غزوان الشوا خريج كلية العلوم ويعمل في تقنية الكومبيوتر والمعلومات

2- جهاد الكيال ويعمل في تقنية الكومبيوتر والمعلومات

3- بشير أبو اللبن ويعمل في محل للمواد الغذائية

4- إياد الخراز

 إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تدين هذه الاعتقالات التعسفية غير المبررة ، لتطالب السلطات السورية بإطلاق سراح المعتقلين المذكورين فوراً  وإتاحه حرية التعبير عن الرأي والتجمع السلمي لكافة المواطنين عملاً بأحكام الدستور.  وتستغرب أن تقوم جهة استخبارية عسكرية جوية بالانقضاض على منازل مدنيين آمنين في منتصف الليل وتنتهك حقوقهم في الحرية والأمان.

 اللجنة السورية لحقوق الإنسان

14/11/2006

ــــــــــــــــ

اعتقال عمر محمد الدغيم

علمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مصدر مطلع في المعرة بأن المواطن عمر محمد الدغيم (26 سنة) من قرية كفر رومة التابعة لمدينة المعرة في محافظة إدلب اعتقل قبل ثلاثة شهور -آب (أغسطس) 2006 - بسبب كلمة انتقاد لحادثة قال أن المخابرات السورية مسؤولة عنها، وذكر أن أحد المخبرين رفع تقريراً به مما أدى إلى اعتقاله.

 واللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تدين سلوك السلطات السورية في قمع حرية التعبير عن الرأي وممارستها الاعتقال التعسفي على أوسع نطاق لتطالبها بإطلاق سراح المعتقل عمر الدغيم فوراً ووقف كل أشكال الاضطهاد بسبب ممارسة حرية التعبير عن الرأي.

 اللجنة السورية لحقوق الإنسان

14/11/2006

ـــــــــــــــــــــــــــ

المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )

لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية

/ المادة 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسـان /

لكل فرد حق في تكوين الجمعيات مع آخرين بما في ذلك إنشـاء النقابات والإنضمام إليها من أجل حماية مصالحه

/ المادة  22 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية /

بيان

قررت وزارة الخارجية السورية منع حوار ديني مشترك كان من المقرر عقده في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق يوم الخميس الواقع في 9/11/2006 برعاية الجمعية السورية للعلاقات العامة ونادي النساء الكنديات السوري في تورنتو و كان من المقرر أن يشارك به مجموعة من القادة الدينيين الأمريكيين الذين يزورون سوريا.

وكان من المفترض أن يحضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس إدارة المنظمة السورية لحقوق الإنسان الموجودين حالياً في سوريا كالصحفية منتهى سلطان الأطرش والدكتور طيب التيزيني والدكتور عاصم العظم والمهندس بسام اسحق والمحامي مهند الحسني

نرى في المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن منع اللقاء مخالف لما ورد في الفصل الرابع من الدستور السوري المتعلق بالحريات العامة ولمنطلقات المشرع السوري الذي أكد على أن الأصل في الأشياء الإباحة لا المنع فمن باب أولى الإسهام في لقاء الحضارات، وللعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لاسيما المادة /19/ منه والتي أكدت على حق كل إنسان  في اعتناق آراء دون مضايقة وفي التعبير و في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار و تلقيها ونقلها إلى الآخرين دونما اعتبار للحدود سواء بشكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.

دمشق 15/11/2006

مجلس الإدارة

http://www.shro-syria.com/

shrosyria@yahoo.com

963112229037+  Telefax :     /    Mobile : 094/373363

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسـان في سورية

الحكم على مجموعة العتيبة:

حكمت محكمة أمن الدولة العليا في دمشق اليوم على مجموعة من الشباب من منطقة العتيبه من ريف دمشق احكاما مختلفة بالسجن تراوحت بين السجن لمدة 6 سنوات و9 سنوات , وصدرت هذه الاحكام بتهمة انتماء هؤلاء الى تيار سلفي متشدد حسب زعم المحكمة .

وكانت تفاصيل الحكم :

احمد حرانية وعبد المعطي كيلاني وسامر ابو الخير ونعيم مروة  بالسجن 6 سنوات.

كما حكمت على خالد عبد العال وخالد حمامي بالسجن 7 سنوات .

وعلى احمد عيد بالسجن 9 سنوات.

يذكر ان مجموعة العتيبة تحاكم منذ اكثر من عام امام محكمة امن الدولة العليا بدمشق .

المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية

14-11-2006

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإفراج عن الشيخ مراد معشوق الخزنوي

 اثر التحركات المكثفة التي قام بها المرصد السوري لحقوق الإنسان طيلة يوم  أمس أفرجت السلطات السورية اليوم الثلاثاء 14/11/2006 عن الشيخ مراد معشوق الخزنوي النجل الاكبر للشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي والذي كان قد  اعتقل  صباح  أمس الاثنين في نقطة العبور على الحدود السورية الأردنية حيث كان ينوي مغادرة سورية.

ان المرصد السوري لحقوق الإنسان يعتبر هذا الإفراج  خطوة على الطريق الصحيح و يشكر  كل من ساهم معه بهذه التحركات ويخص بالشكر وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي كان لتجاوبها مع المرصد التأثير الواضح بهذا الأمر

وفي الوقت ذاته يطالب المرصد السلطات السورية بتشكيل لجنة تحقيق من شخصيات حقوقية وقضائية معروفة بنزاهتها  في جريمة اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي وتقديم مرتكبيها إلى العدالة وكف يد الأجهزة الأمنية عن ممارسة الاعتقال التعسفي وإيقاف تدخل أجهزة الأمن بشؤون القضاء حفاظا على الوحدة الوطنية

لندن 14/11/2006

المرصد السوري لحقوق الإنسان

http://www.syriahr.com/

syriahr@hotmail.com

00447722221287---- 00447878639902

 

 



 

 

المنظمة السورية لحقوق الإنســان ( سواسية )

تفصل السلطة القضائية في المسائل المعروضة عليها دون تحيز على أساس الوقائع وفقاً للقانون ودون أية تقيدات أو تأثيرات غير سليمة أو أية إغراءات أو ضغوط أو تهديدات أو تدخلات مباشرة كانت أو غير مباشرة من أي جهة أو من لأي سبب.

الفقرة الثانية من  مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية والمتضمنة

كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن يثبت ارتكابه لها قانوناً في محاكمة علنية تكون قد وفرت له فيها جميع الضمانات اللازمة للدفاع عن نفسه

المادة /14/ من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية السياسية وكذلك المادة /10/ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

بيان

بحضور عدد من الأساتذة المحامين و منهم المحامي مهند الحسني رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عقدت محكمة أمن الدولة يوم أمس الأحد الواقع في 12/11/2006 جلسة محاكمة استجوبت فيها كل من :

أحمد شحود الحسن من محافظة إدلب والمتهم بتبني الفكر السلفي الجهادي والذي أنكر التهمة المسندة إليه وأفاد بأنه لم يذهب للجهاد و لم يكفر أحد وأن الكتابين والأشرطة الليزرية المصادرة مسموح بهم وقد اشتراهما من الأسواق منكراً علمه بمحتويات جهاز الحاسوب ،كما استجوبت المحكمة بذات القضية المتهم فيصل بلاني والذي أنكر ما أسند إليه من جرم وأكد أنه عاد من العراق بعد سقوط بغداد مباشرة بعد أن أمضى هناك ستة عشر يوماً وأنه لم يشارك في أي عمليات قتالية وأن عمله في المكتبة التي صودرت منها بعض الكتب كان بقصد كسب الرزق وأن جميع ما صودر منه مسموح به قانوناً وأرجئت محاكمتهما ليوم 14/1/2007 لإبداء النيابة العامة مطالبتها بالأساس.

كما استجوبت المحكمة المتهم يونس خضر يونس من محافظة حمص ويعمل في التجارة وذلك على خلفية نقل الأنباء الكاذبة التي من شـأنها وهن نفسية الأمة سنداً للمادة 286 عقوبات وانتحال وظيفة عامة سنداً للمادة 386 عقوبات و الذي أنكر ما أسند إليه من جرم وأكد على كيدية الاتهام وأرجئت محاكمته ليوم 14/1/2007 لدعوة شهود الحق العام بناء على طلب النيابة العامة.

و من جهة أخرى أرجئت محاكمة المخلى سبيله الطبيب والشاعر محمود صارم والمتهم بوهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي ومحاولة إثارة العصيان المسلح لجلسة 21/1/2007.

كما تقدمت النيابة العامة بمطالبتها بالأساس فيما يتعلق بالمتهمين علي محمد إسماعيل وسامي درباك وعبد الناصر درباك وطارق حلاق وخالد الأحمد وجمال جلول وأرجئت محاكمتهم لجلسة 23/12/2006 للدفاع.

ثم تقدمت جهة الدفاع بمذكرة خطية مؤلفة من أربع صفحات عن المتهمين أحمد صلاح شاهين وعبد الله عبد العزيز عيد وباسل محمد مدراتي والمتهمين بإنشاء جمعية بقصد تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي وأوضاع المجتمع الأساسية سنداً للمادة 288 بدلالة المادة 304 عقوبات ، إضافة لاتهام الثاني بالقيام بدعاوى ترمي لإضعاف الشعور القومي سنداً للمادة /285/ عقوبات ، إضافة لاتهام الأول والثالث بالشروع بأعمال لم تجزها الحكومة تعرض سوية لخطر أعمال عدائية سنداً للمادة /278/ بدلالة المادة /199/ عقوبات وذلك على خلفية تبني الفكر السلفي ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بأي تنظيم ديني أو غير ديني وقد أرجئت محاكمتهم لجلسة 3/12/2006 للنطق بالحكم.

كما تقدم الدفاع بمذكرة خطية مؤلفة من صفحة واحدة عن المتهم قنبر حسين قنبر والمتهم بجناية الانتساب لتنظيم سري ومحاولة اقتطاع جزء من الأراضي السورية لضمه لدولة أجنبية سنداً للمادة /267/ عقوبات إضافة للظن عليه بجنحة دخول القطر بصورة غير مشروعة سنداً للفقرة (أ) من المادة /13/ بدلالة المادة 1 و 4 من القانون 42 لعام 1975 وأرجئت محاكمته لجلسة 10/12/2006 للنطق بالحكم.

كما أرجئت محاكمة فايز عثمان عثمان والمتهم بجناية دس الدسائس لدى دولة أجنبية سنداً للمادة 264 عقوبات لجلسة24/12/2006 للتدقيق.

كما أرجئت محاكمة المتهم سيف الدين عبد الكريم والمتهم بذات الجناية لجلسة 21/1/2007.

في حين أرجئت محاكمة محمد ثابت حلي والمتهم بالانتساب لجماعة الأخوان المسلمين سنداً للمرسوم /49/ لعام 1980 لجلسة 10/12/2006، وأرجئت محاكمة عبد القادر عليان المتهم بتبني الفكر السلفي لجلسة 21/1/2007.

مع تكرارنا في المنظمة السورية لحقوق الإنسان لملاحظاتنا السابقة لاسيما الوارد في بياناتنا المؤرخة في 8/6/2006 و 18/9/2006والمتعلقة بطبيعة المكان وبمنع الزيارة في سجن صيدنايا العسكري ومنع المحامين من لقاء موكليهم على انفراد وبطء الإجراءات في مراحل التحقيق الأولية و عدم خضوع الأحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة للطعن بالنقض ، إلا أن المحاكمات عقدت في أجواء مريحة نسبياً وبحضور مندوبة السفارة النرويجية بدمشق و يذكر لرئيس المحكمة أنه أعطى أمراً بقضي بالسماح للأهالي بزيارة أبنائهم ضمن نظارة المحكمة بعد انتهاء الجلسات .

دمشق 13/11/2006

مجلس الإدارة

http://www.shro-syria.com/

shrosyria@yahoo.com

ــــــــــــــ

السلطات  السورية تعتقل الشيخ مراد الخزنوي على الحدود الأردنية السورية

كرد روج - دمشق - عمان - خاص

قامت السلطات السورية باعتقال الشيخ مراد الخزنوي نجل شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي أثناء محاولته اجتياز الحدود السورية الأردنية في ما يبدو عملية انتقامية من الشيخ مرشد ولممارسة ضغوط أمنية عليه لتسليم نفسه وكما ذكر لنا مصدرنا بأنه كانت هناك مذكرة اعتقال على النقاط الحدودية بحق الشيخ مراد أيضا كما كانت صادرة بحق الشيخ مرشد الخزنوي المطارد منذ أكثر من شهرين من قبل السلطات السورية وفي اتصال هاتفي أجرته كرد روج مع الشيخ مرشد أفاد بان مرافقي الشيخ مراد وهم زوجة الشيخ مرشد وأولاده قد أكدوا بان السلطات قد قامت بفصل الشيخ مراد عنهم واقتادته إلى جهة مجهولة وأضاف الشيخ مرشد بأنه قد اتصل مع أخيه حيث أكد له بأنه موجود في مركز النصيب الحدودي وانه سينقل بعد ذلك  إلى فرع جهاز امن الدولة في درعا أو دمشق وبعد ذلك انقطع الاتصال معه حيث صادرت السلطات الهاتف المحمول الذي كان بحوزته والشيخ مراد هو الابن الأكبر للشيخ الشهيد معشوق الخزنوي وهو من مواليد 1973 متزوج وله ثلاثة أولاد وأضاف الشيخ مرشد بأنه يحمل السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن سلامة الشيخ مراد الذي يعاني من المرض ولم يسمح له باصطحاب دواءه الذي تركوه مع مرافقيه

ـــــــــــ

 

 المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية

http://www.aohrs.org/

info@aohrs.org

مدا خلـه حول الانتخابات المقبلة

إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم ويجب أن تتجلى هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجري بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة وبالتصويت السري ويجب ضمان حرية التصويت (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ) 0

ضمـن ما يسمى بالحــوار للاستحقـاقـات الانتخابيـة في العام القادم ترى المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا لزاما عليها أن تطرح بعض النقاط الأساسية والضرورية لتأخذ العملية الانتخابية مجراها الصحيح وتصل إلى مبتغاها في تمثيل الشعب والمواطن تمثيلا حقيقيا وصحيحا 0  

وهي على الشكل التالي :

- يجب قبل كل شيء إصدار قانــون عصري للأحـزاب والجمعيـات يتيح الفرصــة لكل مواطن ولكل حزب أو جمعية التعبير عن رأيه وطرح أفكاره وبرنامجه الانتخابي بكل حرية دون أي مضايقة أو مساءلة 0

- إصدار قانون عصري للمطبوعات بحيث يتثنى لجميع المرشحين إصدار صحف ونشرات تشرح وتوضح برنـامجهم الانتخابي وإتاحـة فـرص متساويـة للجميع في الإعلام المـرئي وغير المـرئي 0 وعـدم التوجيـه لقائمة معينة أو مرشح دون آخر0

- تضيـيـق الدائـرة الإنتخـابيـه بحيث لا تمثَـل الدائرة بأكثر من 3-4 أعضاء لأن كـون المحافظة دائرة واحده لا يوفــر التمثيـل الحقيقي ويفسح المجـال للإسراف في دفـع الأموال والتـأثيـر على الناخب الغير قادر على المقارنة بين المرشحين البعيـديـن عنـه مئــات الكيلـومتـرات والغيـر مـوجـوديـن في مجتمعـه أو قريبيـن منه 0 ويبعد المؤهلين للمشاركة عن الترشيح 0

- إصدار جـداول انتخابيه لكـل دائرة تنشـر وتـوزع قبـل ثلاثـة أشـهر مستوفيـة جميع مراحـل الاعتراض والتصحيح  0 وعدم السماح للناخب بممارسة حقه إلا في دائرته الإنتخابيه 0

- أوراق الاستفتاء يجب أن تضم جميع أسماء المرشحين مع رموزهم ويختار الناخب من يناسبه بالتأشير.

- إلغــاء ما يسمى بالصناديـق الجوالة ( لعـدم مصداقيتها ) والتي تـأتي أخيـرا لتغييـر النتيجـة الحقيقية وفقا للأهــواء والرغبـات 0

- ضبط العمليـة الإنتخابيه بوضع علامة خاصة للمنتخب لايمكن إزالتها إلا بعد أيام كي لا يستطيع الانتخاب لأكثر من مرة واحدة 0 وأن يكون الانتخاب بالبطاقـة الشخصية أو البطاقـة الإنتخـابيه ويشطب أسمه في الجدول الانتخابي بعد ممارسـته لحقــه 0

-  مراقبة الانتخابات من قبل الجمعيات الحيادية ونقترح ( الشبكة العربية لمراقبة الانتخابات )

-  إعطاء مراقبي الانتخابات ووكلاء المرشحين صلاحية التأكد من وضع العلامة الخاصة وشطب الاسم في الجدول الانتخابي ومراقبة فرز الأصوات ومطابقتها والتأكد منها في المراكز الانتخابية وفي المركـز العام وعند إعلان النتائج النهائية 0

-  أن يكون الانتخاب في يوم عطلـه رسميـه وليس في يوم عمل كي لا يتمكن  الرؤساء أو المدراء من التأثيـر على مرؤوسيهم وموظفيهم 0 وأن تكون بإشراف السلطة القضائية 0ومراقبة لجان وجمعيات حياديه 0

-  أن تعطى جميع القوائم أو المرشحين نفس القدر من الاهتمام وأن لا يتم التركيز من قبل مسؤولي الانتخابات أو العناصر الأمنية لقائمة أو مرشح مخصص بإخافة الناخبين أو توجيههم 0وأن يعاقب من يقوم بذلك ويبعد مباشرة عن موقعه 0

-  تحـديد سقـف مـالي للمرشح  يقـوم بصرفه على العملية الإنتخابيه ومراقبة ذلك بشكل فعال ودقـيق 0

هذا ما ارتأت المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية طرحه للنقاش والتنفيذ لإعطاء دافع للمواطنين  للمشاركة انتخابا وترشيحا 0ولكي يقتنع المـواطن بأن صوتـه لن يكـون دون جـدوى لقناعتـه السابقة بأن من سيفـوز معـروف مسبقـا ولا داعي للتعـب والمشاركة في واجب وحق مسلوب منذ عقود 0  

دمشق في 13-11-2006

مجلس الادارة

ــــــــــــــــ

 

بيان صحفي

اعتقال الشيخ مراد معشوق الخزنوي 

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان بان السلطات السورية قد قامت صباح اليوم 13/11/2006 باعتقال الشيخ مراد معشوق الخزنوي في نقطة العبور على الحدود السورية الأردنية حيث كان ينوي مغادرة سورية

وابلغ الشيخ مرشد  المرصد ان إدارة المخابرات العامة قد اعتقلت  اخيه الشيخ مراد هذا الصباح   وانه يخشى عليه من التصفية من قبل الامن السوري كما اتهم الشيخ مرشد شخصيات متنفذة في السلطة السورية باغتيال والده الشيخ العلامة محمد معشوق الخزنوي في 1/6/2005  وقال ان والده كان قد تلقى تهديدات من قبل الأجهزة الأمنية السورية بعد كلمة ألقاها في نيسان ابريل 2005حمل فيها الأمن السوري المسؤولية عن مقتل العشرات من الكرد السوريين في آذار مارس 2004

وكان الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي تعرض للاختطاف في العاشر من أيار (مايو) 2005 وأعلنت السلطات السورية  في  1/6/2005أسماء خمسة أشخاص قالت أنهم قاموا بعملية الاختطاف بالرغم من وجود أدلة على أن عددا من المتهمين كانوا متواجدين في أماكن عملهم أو مع أشخاص آخرين أثناء حدوث جريمة الاختطاف 

ان المرصد السوري لحقوق الإنسان اذ يستنكر بشدة اعتقال الشيخ مراد الخزنوي يطالب السلطات السورية اخلاء سبيله فوراً

وفي الوقت ذاته يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات السورية بتشكيل لجنة مستقلة من شخصيات حقوقية وقضائية معروفة بنزاهتها  في جريمة اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي وتقديم مرتكبيها إلى العدالة وكف يد الأجهزة الأمنية عن ممارسة الاعتقال التعسفي وإيقاف تدخل أجهزة الأمن بشؤون القضاء حفاظا على الوحدة الوطنية

لندن 13/11/  2006

المرصد السوري لحقوق الإنسان

http://www.syriahr.com/

syriahr@hotmail.com

00447722221287---- 00447878639902

ـــــــــــــ

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسـان في سورية

اصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 30-8-2006 القرار 1617 القاضي برفض ترخيص المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية دون ايضاح اسباب الرفض .

وعليه قررت المنظمة الوطنية المضي في الاجراءات القانونية وتقدمت بتظلم للوزارة هذا نصه :

السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الموقرة

تظلم

مقدمه : المحامي عبد الرحيم غمازة بصفته وكيلا عن مؤسسي جمعية المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا وأمين سرها .

صدر عن سيادتكم القرار رقم /1617/ تاريخ 30/8/2006 والقاضي من حيث النتيجة رفض طلب شهر الجمعية حيث جاء في الأسباب بناء على ..... وعلى مقتضيات المصلحة العامة !...

إن الجمعية تقدمت إلى وزارتكم بكافة الأوراق المطلوبة وأشار نظامها الداخلي بأنها منظمة حقوقية وليست لها أية أهداف سياسية ......

ولما كانت الجمعية مستوفية لجميع شرائط تأسيسها القانونية ومنسجمة مع أحكام القانون 93 لعام 1958 ولائحته التنفيذية ومستكملة لجميع شروط الإشهار .. فإن السبب الذي استندت إليه الوزارة لا ينسجم مع أحكام قانون الجمعيات من جهة .. وأن الجمعية تأتلف مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان بجميع وثائقها من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين والبرتوكولين المتممين للإعلان وجميع الاتفاقيات الأخرى التي وقعت وصادقت عليها سورية فإن سبب الرفض يخالف كل تلك الاتفاقيات والمعاهدات وإن تعبير المصلحة العامة هو كلام مرسل وعلى عواهنه ولا يصلح سببا لرفض الإشهار .

لــذلـك :

جئنا بهذا التظلم إضافة للجمعية ملتمسين الرجوع عن القرار 1617 تاريخ 30/8/2006 وإشهار الجمعية أصولا انسجاما مع القانون والمعاهدات الدولية التي وقعت وصادقت عليها سورية لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وملحقاته وميثاق الأمم المتحدة .

وفي ذلك انسجاما مع القانون .

وبكل الاحترام

وكيل المؤسسين – أمين سر الجمعية

المحامي عبد الرحيم غمازة

ــــــــــــــ

المنظمة الوطنية لحقوق الإنسـان في سورية

تصريح صحافي

أجلت محكمة امن الدولة بدمشق امس الاحد محاكمة الدكتور محمود صارم المتهم بنشر اخبار كاذبة من شانها وهن نفسية الامة والذي يحاكم طليقا حتى 21 ك 2 "يناير" العام القادم ، كما اجلت الى نفس التاريخ محاكمة سيف الدين عبد الكريم الذي يحاكم بتهمة دس الدسائس لصالح دولة اجنبية ، ومحاكمة عبد القادر عليان بتهمة الانتماء الى فكر سلفي جهادي , كما أجلت محكمة امن الدولة محاكمة محمد ثابت حلي حتى العاشر من الشهر القادم ويتهم حلي بالانتماء الى جماعة الاخوان المسلمين في سورية .

كما اجلت محاكمة فايز عثمان بتهمة دس الدسائس ايضا حتى 24 الشهر القادم ، ويونس يونس بتهمة نشر اخبار كاذبة حتى 14 مطلع العام القادم وفيصل بلاني واحمد شحود حتى 14 يناير من العام القادم ، وهما متهمان بالانتساب الى تيار جهادي سلفي .

واجلت محاكمة احمد صلاح الدين شاهين وعبد الله عبد العزيز عبد وباسل مداراتي حتى 3 الشهر المقبل وقد اعتقلوا بتهمة الانتماء الى جمعية تهدف الى تغيير كيان الدولة الاقتصادي والاجتماعي والمقصود الانتماء الى" حزب التحرير الاسلامي ".

كما اجلت محاكمة الناشط الكردي قنبر حسين قنبر من حزب العمال الكردستاني حتى 10 الشهر المقبل وهو معتقل على خلفية اتهامه بالانتماء الى جمعية سرية تهدف الى اقتطاع جزء من اراضي البلاد وضمها لاراضي اجنبية "حزب العمال الكردستاني " والانتماء الى جمعية تهدف الى اثارة النعرات الطائفية والعنصرية.

د. عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية

13-11-2006



 

 

 

اعتقال ريزان عادل أحمد

 أفادت مصادر حزب يكيتي الكردي في سورية أن دورية تابعة لمخابرات أمن الدولة في مدينة عامودا داهمت بتاريخ 16/10/2006 محل عمل المواطن الكردي ريزان عادل أحمد (صاحب بوتيك) واعتقلته بشكل تعسفي، واقتادته إلى مدينة القامشلي، ومن ثم تم نقله إلى فرع المنطقة في العاصمة دمشق، وذلك لأسباب لم تعرف حتى تاريخه.

 إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان التي تطالب بوقف كل أشكال الاعتقال التعسفي تطالب أيضاً بإطلاق سراح المواطن ريزان عادل أحمد فوراً والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في سورية.

 اللجنة السورية لحقوق الإنسان

9/11/2006

ـــــــــــــــــــــ

وزير الإعلام السوري:

لا معتقلي رأي في سورية والمعنيون هم أشخاص خالفوا الدستور!!

أخبار الشرق 10/11/2006:

كرر وزير الإعلام السوري محسن بلال نفي حكومته وجود أي معتقل سياسي في سورية، معتبراً أن من يوصفون بأنهم معتقلو رأي هم أشخاص "ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور".

وسبق أن اعترف مسؤولون سوريون بوجود معتقلين سياسيين مطلقين وعوداً بإغلاق هذا الملف في مواعيد لم يجر الالتزام بها.

وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، حول موعد الإفراج عن معتقلي الرأي في سوية، قال بلال إن "هذا السؤال ليس في محله"، مضيفاً: "ليس لدينا معتقلي رأي.. لدينا أشخاص أمام القضاء.. لدينا أشخاص ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور".

ويشار إلى أن السلطات السورية اعتقلت مجموعة من النشطاء على خلفية توقيعهم إعلان دمشق بيروت، كما اعتقلت آخرين بسبب كتاباتهم أو زياراتهم للخارج.

لكن الوزير السوري زعم أن "لدينا (في سورية) حرية، وهناك صحف خاصة تطبع في سورية ومحطات تلفزيونية و32 محطة إذاعية". وتابع قائلاً: "حرية الرأي مصانة"، مكرراً وصفه السؤال بأنه لا صحة له.

وقال بلال إن الأمريكيين والبريطانيين "تصرفوا بحماقة ضد سورية وكانوا يظنون أنهم بمحاولتهم عزلها أغلقوا خانة مزعجة في المنطقة، لأن سورية عبّرت عن وجهة نظرها بكل شفافية وموضوعية، وحذّرتهم من أنهم إن قاموا بحرب على العراق فستكون نتائجها مدمرة وكارثية وستؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتشجيع الإرهاب في المنطقة".

ــــــــــــــــ

عزاء من المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواســـية )

لا حقاً للتوضيح الصادر عن منظمتنا بتاريخ 13/7/2006 فيما يتعلق بالمفرج عنهم من التيار الإسلامي فقد علمت المنظمة السورية لحقوق الإنسان بوفاة المرحوم الشاب حكم بن محمد العظم إثر نوبة قلبية بعد أشهر قليلة من إطلاق سراحه.

نأمل في المنظمة السورية لحقوق الإنسان أن تشكل مأساة الشاب حكم العظم حافزاً للسلطات السورية للتفكير الجدي في إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي والضمير وطي هذا الملف مرة واحدة و إلى الأبد من حياتنا العامة و معالجة آثاره وتداعياته السلبية بكل جرأة و موضوعية.

و بهذه المناسبة نتوجه لآل العظم الكرام في سوريا والمهجر بأرق التعازي بوفاة ابنهم الشاب سائلين المولى أن لا يفجعهم بعزيز و أن يتغمد الراحل الشاب بواسع رحمته.

دمشق 10/11/2006

المحامي مهند الحسني

رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنســــان / دمشق - سوريا

ـــــــــــــــــ

 

 

 

بيان صحفي

انتحار شقيق غازي كنعان في ظروف غامضة

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جثة علي كنعان شقيق وزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان وجدت مهشمة على سكة قطار قرب منطقة بستان الباشا التي لا تبعد كثيرا عن القرداحة

وصنفت مصادر عائلية الحادث على انه انتحار وقال أحد أبناء علي كنعان أن والده كان يمر بحالة اكتئاب وانه توقف عن النوم في المنزل وصار ينام في مزرعته على طريق جبلة إلى أن وجدت جثته بعد ظهر يوم أمس وعلى بعد أمتار منها سيارته التي كان يستقلها في التنقل بين البيت والمزرعة

ويأتي انتحار كنعان بعد عام من انتحار شقيقه غازي في الثاني عشر من أكتوبر -تشرين الأول عام 2005 في مكتبه بوزارة الداخلية

وكان المعارض السوري أحمد أبو صالح نائب رئيس الوزراء السوري (سابقا) قد كشف النقاب مؤخرا عن اتصالات أجراها غازي كنعان قبل انتحاره بعدة أشخاص من المعارضة السورية في الخارج

ونظرا للغموض الذي يلف هذه القضية يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بتحقيق قضائي مستقل في ظروف انتحار غازي كنعان وشقيقه

جدير بالذكر أن المنتحر حديثا علي كنعان قضى عن ستين عاما وله ثمانية أبناء ستة ذكور وفتاتين

لندن /9/11/2006

المرصد السوري لحقوق الإنسان

http://www.syriahr.com/

syriahr@hotmail.com

00447722221287----

 

       لواء اسكندرون لم يعد سورياً ..في اجتماع المعابر الحدودية
داماس بوست :7/11/2006
فجأة وبدون سابق إنذار توقف رئيس الوفد التركي عن إلقاء كلمته ونظر إلى جمهور الحاضرين وقال لهم أنه عندما كان بالاستراحة شاهد خرائط تجعل من إقليم هاتاي "اسكندرون" ضمن الحدود السورية ، وقال طالما أن وزارة الخارجية قد عدلت الخرائط فلماذا لم تعدلها وزارة السياحة .
جاء كلامه هذا أثناء اجتماع لتطوير المعابر الحدودية بمحافظة حلب التي وقف محافظها مجيباً كعادة كل مسؤولينا عندما تضيع أجوبتهم المقنعة "هذه المسائل نتركها للجهات العليا"، وبعد أن بلع ريقه المر، قال أن ذلك لايقلل من محبتنا للشعب التركي .
وهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤول تركي هذه القضية التي من المفترض ليست من اختصاصه ، ولكنها كانت بمثابة صفعة أفاقت سكان أهل الكهف من سبات طال .
فإلى الآن لم تصدر تصريحات رسمية تعلن أن لواء اسكندرون ذهب مع الريح منذ عام 1939 سنة اقتطاعه عن سوريا ، وكانت كتبنا المدرسية إلى وقت قريب تدرس لواء اسكندرون على أنه أحد المناطق السورية المحتلة ، هناك أسئلة مرة كالعلقم .. لماذا لم يتم إعلامنا بالتنازل ، وهل لقاء الأهالي الذي يقام في الأعياد كان جائزة الترضية للسوريين ،
يقع هذا اللواء في أقصى الشمال الغربي من سوريا ، وتبلغ مساحته نحو 18 ألف كيلو متر مربع ، وقاعدته مدينة الاسكندرون الواقعة على الخليج المعروف باسمها : خليج الاسكندرون ، وكان يسكنه في العام 1939م نحو 220 ألف نسمة ، منهم 87 ألفـًا فقط من الأتراك .
وردت أول إشارة إلى لواء اسكندرون كمنطقة متـنازع عليها ، في الكتاب الذي أرسله الشريف حسين بن علي إلى السيد هنري مكماهون في 14/7/1915م ، حيث ذكر أن الحدود الشمالية للبلاد العربية يجب أن تمتد إلى مرسين وأضنة ، فتغدو منطقة اسكندرون وأنطاكيا جزءًا من الدولة العربية المنشودة ، لكن مكماهون اقترح في الكتاب الذي أرسله إلى الشريف حسين في 24/10/1915م ، فصل هذه المنطقة ، زاعمـًا أن سكانها ليسوا عرباً تماماً ، ورفض الشريف حسين هذا الاقتراح ، وأصر على رأيه في الكتاب الذي بعث به إلى مكماهون في 5/11/1915م ، ولكنه رضي أخيراً بالتـنازل عن مرسين وأضنة فقط .
وعندما عقد الحلفاء معاهدة الصلح مع الدولة العثمانية في 10/8/1920م (معاهدة سيفر) تـنازلت الدولة العثمانية عن منطقتي اسكندرون وكيليكيا باعتبارهما جزءاً متمماً للبلاد السورية ، ولكن هذه المعاهدة أثارت مصطفى أتاتورك الذي كان يقود حركته في شرقي الأناضول ، ورفض الاعتراف بمعاهدة سيفر ، ووضع "ميثاق المجلس الوطني الكبير" الذي أعلن بموجبه إعادة تكوين تركيا من جميع أجزاء الدولة العثمانية التي تسود فيها "أغلبية تركية" .

 

 

 

 

     

 

     



 

             بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

                حول مسلسل المجازر على الأرض الفلسطينية

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

يا أبناء شعبنا في سورية الأبية..

ما يزال مسلسل المجازر الذي يطال المدنيين من رجال ونساء وأطفال.. مستمراً على ساحتنا العربية الفلسطينية. ولقد تجاوز الغول الصهيوني الوالغ في دماء شعبنا هناك كلّ الحدود، وداس كل القيَم، وتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية.. واستهتر بحياة الإنسان وبوجوده، ففي كل يوم تحصد آلة القتل الصهيونيّ حياة العشرات من الأطفال والنساء، وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها. وفي كلّ يوم يطال رصاص قناص صهيوني قلبَ طفل يافع أو رأس فتاة بريئة تلهو على باب دار..

وعقب كل مجزرة تسفح فيها الدماء، وتتطاير فيها الأشلاء، وتهدم من خلالها البيوت، فتشحن الموقف الإنساني العام بمزيد من القهر والاحتقان والكراهية والبغضاء.. يُطلّ علينا الناطق باسم (البيت الأبيض) ليؤكد أن ما تقوم به "إسرائيل" مشروع، وأنه يدخل ضمن سياسات الدفاع عن النفس، وفي سياق الحرب الأخلاقية العادلة!!

ثم ينسج المسؤولون الأوروبيون - المنتظمون في سلك تجويع الشعب الفلسطيني - على منواله. ويرددون مقولاته، مطالبين الضحية بالمزيد من الاعتدال!! ولا يزيد حكام العرب والمسلمين على طرفي المأساة غير الصمت المريب..

يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية..

إن ما يجري على أهلنا في فلسطين هو الجزء الأوضح والأصرح من المعركة المفروضة على هذه الأمة. فعلى أرض فلسطين اليوم يتعانق الحقد التاريخي بكل آفاقه مع المطالع الرأسمالية الجشعة، حيث يتجرد الغزاة ومن يدعمهم من كل شعور إنساني أو إحساس بالمسؤولية..

إن المعركة على أرض فلسطين هي معركة الأمة جميعاً .. فهل يعقل أن نترك أهلنا في فلسطين وحدهم في أتون هذا الصراع الرهيب؟! هل يدفع الإنسان الفلسطيني وحده ضريبة الدفاع عن الأقصى وعن بيت المقدس، وعن أرض العروبة والإسلام في الجنوب الغربي لبلاد الشام يا أهل الشام؟!

وإذا جاز لحكام الأمة – وهو لا يجوز - أن يلوذوا بالصمت ويؤثروا العافية، فهل يجوز هذا لجماهير الأمة ولنخبها المسؤولة عملياً عن قيادة هذه الجماهير؟! هل يُسوغ أن تُحوَّل مشاهد قتل الآباء والأبناء والأمهات والبنات إلى "دراما" تستنزف من خلالها الدموع؟!

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

إن استجداء الشفقة أو العون من الضمير العالمي أو من الموقف الدولي غدا بفعل التجربة موقف العاجزين. وإن انتظارها من النظام العربي الرسمي هو ضربٌ من خداع النفس والتعلل بالآمال، وسيكون - إذا استمرأته جماهير الأمة - تهرباً من تحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نتجاوز كل أشكال الشجب والاستنكار، في سياق جرمي لم يعد يجدي معه الشجب والاستنكار؛ ندعو أبناء الأمة أجمع إلى الانغماس العملي في المعركة الحقيقية على أرض فلسطين. ندعو النخب كما ندعو الجماهير إلى إيجاد البدائل والحلول لدخول المعركة بكل الوسائل الممكنة والفعالة. وسيكون الخروج إلى الشوارع للتظاهر أمام سفارات دول البغي والعدوان ضرباً من النصرة، كما سيكون في إغلاق الموانئ والمطارات في وجه ملاحة هذه الدول ضرباً آخر. وسيكون في وقف جميع أشكال التعامل الاقتصادي معها نوعاً ثالثاً.

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

في هذا الصباح الدامي لأهلنا في فلسطين وفي بيت حانون، ندعوكم لتكون كل مدننا وبلداتنا وقرانا بيت حانون. ندعوكم لكي نعيش الملحمة لحظةً بلحظة، وساعةً بساعة، تضحيةً وبذلاً. ندعوكم للانغماس جميعاً في معركة الأمة الواحدة حتى يسقط العدوان وينتصر الإنسان على كل أرضنا في فلسطين ..

(انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ..)

لندن في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

   

 

 

 

 

 

 

     

بيت حانون الدم يختلط بالصراخ

 

               غزة ـ ميسرة شعبان ووكالات
"أين أنت يا أخي أين أنت يا أبي.. أخي أصيب وابن عمي واختي وجيراني شهداء لقد رأيت جارنا ساقيه مقطوعتين ورأيت أخي من دون رأس انها فاجعة كبيرة الله اكبر.. الله اكبر على الاحتلال".

بصراخ هستيري رغم جروحها كانت امرأة ثكلى من عائلة العثامنة التي اجتاحتها مجزرة اسرائيلية جديدة في بيت حانون امس، تبحث عن عائلتها التي كادت ان تباد بقصف اسرائيلي همجي على ما تبقى من البلدة المدمرة جراء اسبوع متواصل من جرائم الحرب الاسرائيلية التي ارتكبت في ظل صمت دولي وضوء اخضر اميركي وعجز عربي.
بماذا يمكن وصف مجزرة الأمس في بيت حانون؟.. هل هي قانا ام صبرا وشاتيلا ام جنين ام كفر قاسم؟. وكيف يمكن لحروف اللغة ان تعبر عن بشاعة المحتل الذي لم يرحم طفلا او شيخا او امرأة او رجل؟ الدماء أصبحت تراق بكل سهولة فظائع ما بعدها فظائع.
بيت حانون التي لم تنم ليل الثلاثاء ـ الاربعاء وهي تداوي جروحها وتتفقد شهداءها وجرحاها وتحصي مبانيها ومزارعها المدمرة وتبحث عن أبنائها الأسرى وبعد وداعها لأكثر من 30 شهيدا أيقظتها امس قذائف الموت التي انهالت على منازل المواطنين الآمنين من دون الأخذ بالحسبان ان تلك المنازل كانت تحتضن بين جدرانها آمال أطفال ناموا في أحضان أمهاتهم اللواتي كن دائما المكان الأكثر أمناً ليلوذ به طفل يرعبه دوي الانفجارات على مدى الأسبوع المنصرم، لكن الصباح حمل الفاجعة لأطفال أضحوا وأمهاتهم أشلاء ممزقة.
عدد الشهداء ناهز الـ18 شهيدا والجرحى اكثر من 50 بينهم 13 جريحا بحال الخطر و9 من المصابين بترت أعضاؤهم وأصيبوا إصابات مباشرة في الرأس والصدر مما يهدد بارتفاع عدد الشهداء حسب المصادر الطبية، التي أكدت أن الشهداء وصلوا أشلاًء مما صعب التعرف على هوية الشهداء وذلك بعدما استهدفت المدفعية الاسرائيلية 5 منازل لعائلة العثامنة في شارع حمد في الناحية الغربية الشمالية لبلدة بيت حانون.
ترقد إحدى المواطنات من عائلة العثامنة على سرير الشفاء ولا تدري نوع إصابتها فقد لف جميع جسدها بالشاش الأبيض، وتقول "أخي أصيب وذهبنا لإسعافه بعد إطلاق قذيفة واحدة ثم سمعنا أصوات القذائف تنهال علينا، والناس كانوا يتجمعون للإسعاف والإنقاذ.. أين نحن هل أصبحنا في غابة.. ماذا فعلنا لقد كنا نيام حسبنا الله ونعم الوكيل".
الطفلة اسماء العثامنة ترقد كذلك على سرير بمستشفى وقد امتلأ جسدها بجروح ناجمة عن شظايا واحمرت عيناها من كثرة البكاء.
قبل ساعات دمرت قذائف المدفعية الاسرائيلية منزل عائلة اسماء العثامنة ومزقت والدتها واختها وقتل اعمامها واولاد اعمامها.
وتقول اسماء التي تبلغ من العمر 14 عاما وصوتها يرتعش "كنا نائمين وأيقظنا سقوط قذائف على منزل عمي المجاور. ثم انفجر زجاج نوافذ منزلنا ايضا.. هربنا من المنزل لنتعرض للمطاردة خارجه. القذائف قتلت امي واختي واصابت جميع اخوتي".
وبينما كانت تتحدث كان اطباء وممرضات في المستشفى القريبة من جباليا يقومون بمداواة الجرحى وكثيرون منهم من عائلة اسماء.
وفي الطبقة السفلى كان عشرات الفلسطينيين المذعورين يسعون للحصول على معلومات عن اقاربهم الذين اصيبوا في القصف. وقام مسعفون بالقاء مياه على سيارات الاسعاف في محاولة لازالة اثار الدماء. وكانت تشاهد قفازات الاطباء المغطاة بالدماء على الارض.
وقالت اسماء "الناس خارج المنزل طلبوا منا الفرار. جرينا من المنزل الى ممر ضيق.. ثماني قذائف على الاقل سقطت في الشارع.. كنا خائفين من الموت داخل المنزل. لكن الموت أخذ امي واختي خارجه".
بجوار اسماء ترقد ابنة عمها البالغة من العمر عامان ملك العثامنة وهي مصابة بجروح ناجمة عن شظايا في الوجه.
المدفعية الاسرائيلية كانت صبت حممها على 5 منازل في شارع حمد في بيت حانون 4 منها للأشقاء حسين وسعيد وسعد ومسعود العثامنة إضافة الى محمد الكفارنة جارهم، وفيما غادر المواطنون منازلهم وتجمع المسعفون والجيران سقطت قذائف أخرى في وسط الطريق ما ادى الى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وقال شهود انه في ساعة مبكرة اطلقت قذيفة مدفعية واحدة على الاقل ومن ثم انهالت القذائف مرة واحدة على هذه المنازل التي تقع في الناحية الغربية الشمالية لبلدة بيت حانون.
وافاد مدير عام الاسعاف والطوارئ الطبيب معاوية حسنين ان 9 من المصابين بترت أعضاؤهم وأصيبوا إصابات مباشرة في الرأس والصدر مما يهدد بارتفاع عدد الشهداء. واضاف ان اصغر الشهداء طفلة رضيعة وأكبرهم مسن في الستين من العمر، مشيرا الى سقوط 12 شهيدا من عائلة العثامنة وحدها.
ولم تكتف قوات الاحتلال بهذه المجزرة بل أطلقت الرصاص بعد ظهر امس على عبد الله أبو سلطان (35 عاما) في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة ما ادى الى استشهاده، فيما استشهد إياد نظير سويلم (32 عاما) بعد قنصه برصاص قوات الاحتلال في شارع شعشاعة شرق مخيم جباليا.
وكان استشهد صباح امس الفتى نمر محمد النادي (17 عاماً) إثر إصابته برصاص الوحدات الخاصة التي اعتلت منازل المواطنين شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وبحسب المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان فإن الشهيد أصيب برصاصة في صدره أسفرت عن استشهاده على الفور.
وفي شرق قطاع غزة قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية فجر امس منزل القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد الجعبري في حي الشجاعية شرق مدينة غزة ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بشظايا القصف الصاروخي نقلوا على أثرها إلى مستشفى الشفاء لتلقّي العلاج.
وقال شهود إن طائرة "اف 16" اسرائيلية أطلقت صاروخا باتجاه منزل الجعبري ما أدى إلى تدمير المنزل بصورة كاملة وذلك بعد ربع ساعة من إنذار الجيش الاسرائيلي لأهالي المنزل بمغادرته تمهيدا لقصفه.
كما استشهد مقاومان من "حماس" وأصيب آخرون بجروح بصاروخ اطلقته طائرة استطلاع مساء امس على سيارة في مدينة غزة، وأعلنت الحركة ان احد الشهيدين هو احمد عوض مهندس صنع الصواريخ لديها.
وقد جابت شوارع قطاع غزة والضفة المحتلة مسيرات حزن وغضب كردود فعل عفوية منددة بالمجزرة الاسرائيلية ومطالبة في الوقت ذاته كل الأجنحة العسكرية التابعة لفصائل المقاومة بالانتقام سريعاً لدماء الشهداء وتنفيذ عمليات داخل العمق الاسرائيلي، كما أطلق مسلحون غاضبون النار باتجاه مكتب تابع للاتحاد الأوروبي في مدينة غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
المصادر الطبية احصت بشكل اولي 16 شهيدا من عائلة العثامنة وحدها، هم: ملك سمير العثامنة (عام واحد) وميساء رمزي العثامنة (3 أعوام) وفاطمة العثامنة (5 أعوام) ومحمود أمجد العثامنة (12 عاماً) ومهدي سعد العثامنة (13 عاماً) ومحمد سعد العثامنة (14 عاماً) وعرفات سعد العثامنة (17 عاماً) ونهاد العثامنة (23 عاماً) وسمير مسعود العثامنة (23 عاماً) ومحمد رمضان العثامنة (24 عاماً) وسناء أحمد العثامنة (30 عاماً) ومنال أحمد العثامنة (33 عاماً) ونعمة أحمد العثامنة (57 عاماً) وفاطمة أحمد العثامنة (70 عاماً) وصباح العثامنة (45 عاماً) ومسعود عبد الله العثامنة (55 عاماً) و شهيدان من الجيران وهم صقر محمد عدوان (45 عاماً) وسعدي مجدي أبو عمشة (8 أعوام).
الشهداء اكتظت بهم ثلاجات الموتى في مستشفى كمال عدوان التي اعلنت حال الطوارئ وناشدت هي وغيرها من المستشفيات بضرورة التبرع بالدم بسبب النقص الحاصل في وحدات الدم جراء العدوان المتواصل منذ 8 أيام على شمال القطاع، فمجزرة الأمس أضيفت إلى سجل المجازر والجرائم الاسرائيلية، وشلال الدم النازف من جنين حتى رفح مفتوح ليظل السؤال الذي يتردد على كل لسان ماذا تخفي الأيام المقبلة من مفاجآت؟.
"المستقبل"

 

   

     


                                                                 شهيدات بيت حانون                                                             عبد الباري عطوان
ردت نساء بيت حانون اللواتي انطلقن في مسيرة عفوية الي مسجد المدينة لإنقاذ المحاصرين من المسلحين، والتصدي للقوات الاسرائيلية الغازية، الاعتبار للمرأة العربية، واثبتن انهن اكثر رجولة وشجاعة من كل رؤساء الاركان وقادة الجيوش العربية دون استثناء.

 

جميل منظر الفتيات والسيدات المؤمنات وهن يهرعن الي المسجد المحاصر وسط الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية، غير عابئات بنيران وقذائف مدافعها الحية، يرددن الله اكبر.. الله اكبر مدوية مجلجلة.

 

لا نعرف ما اذا كان الزعماء العرب قد شاهدوا هبة الكرامة هذه، شاهدوا النساء يتصدين بصدورهن العامرة بالايمان للرصاص الاسرائيلي ويسقطن شهيدات وجريحات دفاعا عن ارض ومقدسات تقاعس هؤلاء الزعماء في الدفاع عنها، وهم الذين يملكون الجيوش وترسانات اسلحة انفقت علي عملية بنائها مئات المليارات من الدولارات.

 

ولا نعرف ايضا ما اذا كانت السيدات الأوليات كن الي جانب ازواجهن، ونظرن الي شاشات التلفزة وهي تنقل هذه اللقطات المشرفة، وماذا كانت ردة فعلهن، اذا كانت هناك فعلا ردات فعل ترتسم ملامحها علي الوجوه التي هي قطعاً في كامل زينتها.

 

هذه هي المرأة العربية ـ الفلسطينية، لا تكتفي بإنجاب الشهداء، وانما بالانضمام الي قوافلهم ايضا، والنزول الي ميدان المواجهة.

 

سياسة التجويع التي تمارسها امريكا وبدعم معظم الأنظمة العربية، في دول المركز والاطراف، فشلت في تركيع الشعب الفلسطيني، اناثا وذكورا، بالغين واحداثاً، اسلاميين او وطنيين، فالمقاومة لم تتوقف مطلقاً، والصواريخ الايمانية استمرت في الوصول الي قلب المستوطنات الاسرائيلية تبث الهلع والرعب في صفوف سكانها.

 

القيادة السياسية الاسرائيلية تقول ان هذه المجازر لا تعني الاجتياح، ولا اعادة احتلال قطاع غزة، فإذا كان مقتل سبعة وعشرين فلسطينيا، بينهم امرأتان، هو مجرد تسخين ، فكيف ستكون المجزرة الكبري اذا ما بدأت عملية الاجتياح الكامل؟

 

الحكومات العربية غير عابئة بما يحدث، والجامعة العربية كفت حتي عن القيام بما كنا نستنكره في الماضي، اي الدعوة لانعقاد اجتماع طارئ للجامعة العربية، فالسيد عمرو موسي امينها العام يتواجد في الدوحة لاستعادة الديمقراطيات المغيبة، والرئيس المصري حسني مبارك في اذربيجان في جولة آسيوية وسطي، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يتفقد مدينة جيزان علي الحدود اليمنية.

 

تونس اغلقت سفارتها في قطر احتجاجاً علي برنامج بثته الجزيرة عن قرار منع الحجاب الطائفي فيها، اما الحكومة الاردنية فسارعت الي سحب سفيرها من الدوحة استياء من برنامج آخر.

 

الكرامة العربية تنتفض لأن ضيفا في محطة تلفزيونية نطق بآراء لا تعجب الحكومات في برنامج تلفزيوني، ولكنها تغيب تماما عندما تنتهك اسرائيل اعراض المحصنات، وتقتل الابرياء بالعشرات وتنسف المساجد ودور العبادة. فكرامة الأنظمة وأجهزة مخابراتها اكثر اهمية من كرامة أمة ودماء نسائها واطفالها.

 

مطالبنا باتت متواضعة لدرجة المطالبة بسحب سفير عربي من تل ابيب، وطرد اسرائيلي من القاهرة أو عمان او نواكشوط او الرباط، او اغلاق مكتب تجاري في قطر او تونس. ولكن حتي هذه المطالب علي تواضعها باتت كبيرة الكبائر يتهم من يقترب منها بالتطرف، وربما الانتماء الي تنظيم القاعدة . فاسرائيل لم تعد عدوا عند معظم الأنظمة العربية، ومجازرها في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني لا ترتقي الي درجة الاقدام علي اعمال مشروعة في العرف الدبلوماسي مثل سحب السفراء. فالعدو هو المقاومة، اسلامية او وطنية، التي تريد تنغيص حياة الأنظمة واستقرارها وعلاقاتها الطيبة مع الحليف الامريكي، وتكدير محاولاتها الاستمتاع بالعوائد النفطية المتضخمة.

 

الجيش الاسرائيلي مني بهزيمة مذلة في لبنان فأراد تعويضها في بيت حانون وطولكرم ونابلس، بقتل اكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين العزل، وهذا ما يفسر المجازر التي يرتكبها حاليا في قطاع غزة علي وجه الخصوص.

 

المقاومة الاسلامية التي تصدت ببسالة للجيش الاسرائيلي ومنعت تقدمه، والحقت خسائر كبيرة في صفوف جنوده، وشيدت مقبرة جماعية لدبابات الميركافا ، في جنوب لبنان، كانت وما زالت، افضل حظاً من نظيرتها الفلسطينية لانها وجدت وتجد الدعم من ايران، وتملك حدودا مفتوحة مع سورية، وتجلس علي ترسانة من الاسلحة الحديثة، وعشرين الف صاروخ مثلما اعلن سيدها حسن نصر الله.

 

ولكن المقاومة الفلسطينية محاطة بأنظمة اكثر حرصا علي امن اسرائيل من امنها الخاص، وتغلق الحدود بإحكام تحسدها عليه الدولة العبرية نفسها.

 

العراق يتحلل ويتلاشي امام اعيننا، والشعب الفلسطيني يتعرض للذبح، ولبنان ينتظر اجتياحا اسرائيليا آخر تسرح الطائرات الاسرائيلية في سمائه في تحد سافر للشرعية الدولية المزعومة، ودارفور السودانية تنتظر مصيرا اكثر سوءا من مصير العراق، والشعوب والأنظمة العربية تقف في موقف المتفرج.

 

باكستان تشهد مظاهرات صاخبة احتجاجا علي قصف مدرسة علي الحدود مع افغانستان من قبل القوات الباكستانية ادي الي وقوع مجزرة. وبنغلاديش تشهد مظاهرات ادانة للعدوان الاسرائيلي، حتي في غلاسكو في اسكتلندا يتظاهر الاسكتلنديون لابسو التنانير وزرق العيون ضد فريق مكابي حيفا الذي جاء ليلعب مباراة ضد فريق رينجرز الاسكتلندي في مسابقة اوروبية، يتظاهرون نصرة للعرب ويرفعون اعلام فلسطين.

 

العواصم العربية في صمت رهيب، لا وجود لأي تحرك عربي. اين البرلمانات العربية؟ اين الاتحادات المهنية؟ اين الطلاب؟ الا توجد نخوة وكرامة عند هؤلاء، ايخافون من قمع الأنظمة؟ وهل قمع الأنظمة اكثر شراسة وفتكا من الرصاص الاسرائيلي الحي الذي واجهته نساء بيت حانون بصدورهن؟

 

ايران كل يوم تجرب صواريخها البرية والبحرية والجوية، شهاب، الكوثر، نور ونصر، اما الأنظمة العربية فتجرب ماذا؟ اساليب جديدة للفساد ونهب المال العام، ام نظريات احدث حول كيفية تعديل الدساتير وتصدير الديكتاتورية الي روسيا؟

 

نعتذر لسيدات بيت حانون والشهيدات من بينهن، مثلما نعتذر لأهل العراق، وشهداء المقاومة في لبنان، فلم تعد توجد هناك امة عربية، وانما كتل بشرية مخدرة تحمل هذا الاسم زوراً.

 

"القدس العربي"

 مواد العدد

   

     

الموت العربي الرخيص

فلورنس غزلان

 

             موت من فوقنا، وموت من حولنا..لا تخرج فالمصيدة تنتظرك في الشارع، وهزات أرضية ستحملك بعيدا عن أسرتك...خذ حلمك وارحل من هنا...هذا ما أراده شارون، وما يسعى إليه أولمرت، وما يحض عليه ليبرمان..خذ حقيبة فلسطينك ...وانس جذور أجدادك...فما يريده أبناء إسرائيل هو موتك...أنت عظيم في موتك ومخرب في حياتك...أنت محبوب في التابوت ومأسوف عليه في إعلام سيد البيت الأبيض..فلا حيلة ولا قوة له أمام اللوبي ، الذي يبتزه في السر كما في العلن...أنت مكروه ومنبوذ على حدود الكون وفي مطارات العواصم...أنت لعنة الأرض ولعنة السماء أيضا...لماذا خلقت بجلد فلسطيني؟!
أوتعتقد أن للإسرائيلي جلد يشبهك؟...إنه يخاف التشابه ويريد له الانقراض...

ربما ولد مثلك من أم وأب ..ربما يعشق محبوبته ويحلم ببيت هاديء...لكنه لا يسأل أبدا أنه يقطن اليوم في مقبرة فلسطينية ...ستنبت أشباحها كالفطر في نومه...تخرج أظافرها من تحت أغطيته...ويستيقظ ليراها وقد غرقت باللون القاني...لون الدم في بيت حانون...لون الأم الثكلى ورفات صغارها...لون الطفولة ، التي يزرعها القاتل حقدا وينفخها قوارب من بغض أسود..وينفثها دخانا ..رماديا وأصفر يحمل موتا على الدوام، وينشر رعبا وهلعا..لأنه لا يعرف لغة سوى هذه المفردات...

ينام العالم هنيئا ويعيش مريئا...يمر الموت العربي رخيصا ....في بورصة المال الإنساني...لكن موت دجاجة من بني موسى تشكل هلعا وخرقا للعرف والقوانين الدولية...لكن موت هارون لا يقاس بموت إسماعيل...من وضع قوانين ومقاييس القيمة بين الدجاجة الإسرائيلية والطفل الفلسطيني؟

أحقد وأنفث وجعي وسم هلعي وضعفي بوجه موتي المحتوم في عالم الموازين المخسوفة لصالح القوة،ولعبة أدمغة اللوثة العربية في خطبها الحيرى والمصابة بمس الفكر ورعب انهزام الكراسي من تحت العباءآت والتيجان من فوق الرؤوس...أصرخ وتصرخ معي هدى في شاطئها الغزي، ومحمد وأشرف ..وزينب وفاطمة ..وعمر وحيان ولمى ولينا..وكل ما حفلت به أسماء ضحايانا وضحايا عجزنا ..ضحايا ذلنا..وخوفنا المستمر وجرمنا ...في العراق كما في فلسطين...لأننا نفقد بوصلة المكان وبوصلة الزمان..لأننا نفقد معنى أن نكون جزءا من الإنسان...لأننا لم ندرك بعد ..أن احترام موتنا يأتي من احترامنا للحياة.................

تهرب مني أصابعي وأخشاها حين تلتقط الكلمات..أخشاها حين ترتجف أمام المأساة..أغفو فوق الحروف وأرجو من فواصلي ألا تبعد مسافاتها وتسافر كلمات وجعي بين السطور خائفة من كوابيس الخبر وخراب الأرض...خائفة من بحيرات الدم ...ترتسم بين الجمل ...وتقلب القواميس ضحلة تافهة أكثر تفاهة من العربي في محافل الأمم، وأقل قيمة من وجوده بين الكائنات...
مصابة برعب أبدي ..عشش في قمصاننا وبات في أحضاننا..رعب صاحب الصولجان ورعب القطيع أمام الذئاب...رعب من يقبعون فوق رؤوسنا رغم أننا لا نملك لرؤوسهم حصادا ولم نتمكن من قطع دابر الخوف من كرباجهم ...نموت في أسِرتنا ، ونموت في أقبيتهم، نموت..في البساتين ..حين يزرعها بيريس بعناقيد من جحيم في لبنان، ونموت في بيت حانون وجنين من دبابة تهتدي لطريقها فوق جماجمنا..وتمهد البيت للقادمين الجدد من شرق وغرب القارة العتيقة...نموت في البصرة وبغداد...برصاص من يد جارنا، وبسكين يحملها رفيق الطفولة ، الكافر بهويتي وهويته...والناكر لدجلة كما الفرات...نموت بعزف تراجيدي لا ينقطع..إلا بانقطاع الجهل من رؤوس جعلتنا نكفر بهم ..نكفر بمقاييسهم ..نكفر بقوانينهم...نكفر بأننا من سلالة تنطق لغة الضاد وتهيم تائهة ...في الربع الخالي...

فلنمت إذن..فلنمت ...طالما نعيش في الظل..طالما نعيش دون كرامة..طالما نحيا دون هواء حرية..فلنمت ونشبع موتا..طالما يجللنا عار بؤسنا في حكام لم يصنعوا سوى الخذلان ولم يحصدوا سوى الريح ..حكام لا يصونون وصية وأمانة من منحوهم الحق بأن يصيروا أسيادا..في وقت هم أصغر من عبد يباع في سوق النخاسة العالمية...

أريد أن أهرب من قلبي...من هذه الرأس المتعبة...أريد أن أغلق كل باب يتجه نحو الشرق..لقد خانني الشرق وخانني جلدي...انجرفت من بحيرة العذاب هناك..أحلم بعودة الأزرق لسماء فقدت لونها...وأرض استسلمت للسفاحين القاطنين فوق تلالها...لكني عبثاً أختفي وعبثاً أدور..حيث أحل وحيث أسافر ...أجده في حقيبتي..أقشره ...لكنه ينمو من جديد...ويلتصق بي دون فكاك...ينساب في أوردتي ويرفض الانفصال عن كرياتي...ما حيلتي ...أن أكون من فلسطين أو العراق ..أن أنتمي لدمشق ..أم بيروت.....لكني أمامكم أعلن عجزي وقرفي منكم ومن هذه الذات..العربية ..وكرهي لها لأنها لم تفهم يوما من تكون وكيف تصنع كونها وتبني إنسانها........

مواد العدد

   سامحونا

للأديبة الجزائرية ياسمينة صالح

yasmina_salah@yahoo.fr

 

 نحن الذين سكتنا دهرا ً ونطقنا كفرا ..

نحن الذين عبرنا الكلمات كي لا نقول شيئا..

كي لا نقف في الصفوف الأمامية خوفا ً من موتٍ يرافق خطانا..

سامحونا ..

اليوم نستيقظ على دمكم الغزير، في غزة و بيت حانون، و الناصرة و جينين .. نستيقظ على وجهكم الذي نعرفه جيدا ً

نعرف كم خناه في مسيرتنا الطويلة نحو الوهم الذي أسميناه سلاما ً، لنغض أبصارنا عندما تقصف الصواريخ قباب أحلامنا، وعندما يصنع الحكام منا ناقة صالح على هذه الأرض التعيسة..سامحونا!

أيها الطالعون من الصمت ..

الصارخون بالشهادة ..الغاضبون.. الثائرون.. الصابرون/ الصابرون

كيف استطعتم زلزلة تاريخنا المكتظ بالغموض وبالصواعق ؟

كيف استبدلتم فراغاتنا باليقين؟

كيف استطعتم استدراجنا إلى هذا المدى المفتوح على دمكم

لنعرف حدود خياناتنا الطويلة، وما اقترفناه في حقكم من الذنوب، ومن الآثام ؟

سامحونا!

الآن بإمكاننا الإعلان للقبيلة والعشيرة أن الجبناء و القتلة يحكموننا باسم السلام المبجل، وأننا لن ننتمي إلى هذه الأرض كما ينتمون إليها

لأن الدم وصل إلى الركبتين

ولأن المدن التي لا تناهضكم هي التي وقفت ضدكم مرتين

مرة لأجل دمكم ومرة لأجل تاريخيكم

سامحونا!

لن  يكفي الدهر كله ليغسل خطايانا

لينسى الحاضر شكلنا البائس/ صمتنا البائس/ وجودنا البائس

لن تكفينا اللغة لنعتذر لكم واحدا ً واحدا ً يا أحبابنا الموتى/الأحياء

لندفنكم كما يليق دفن الشهداء

فسامحونا!

سامحونا لنموت أقل فجيعة

لتــعبركم أحلامنا البريئة التي صدقت طوق الحمامة والنجاة  واستسلمت لغيلان الحضارة والتجارة و الدعارة!

سترقص نانسي عجرم في دبي لترفع من معنويات الشعوب الصامتة و الميتة. ستغني نجوى كرم عن الأسمر الذي "أخطأته" القذيفة و ظل يحبها نكاية في الحرب السادسة التي كادت ترمي إسرائيل في البحر، و كادت تقتل الزعماء العرب بالجلطة!

.سامحونا

هـــا عجزنا عن العودة إلى النقطة الصفر عندما اكتشفنا أننا كنا الصفر المكرر في معادلة أنتم أبطالها

يا جيل الصبر الطويل و الليل الطويل.. و الحزن الطويل..

سامحونا .. سامحونا .. سامحونا 

 

 

   

     


تأكيد أميركي لعدم وجود صفقة مع دمشق:إذا تبيّن أن الأسد مسؤول فسيحاكم

أكدت مصادر ديبلوماسية أميركية في بيروت عدم "وجود أية صفقة مع سوريا بشأن المحكمة الدولية المختصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري أو حول الوضع في لبنان، لأن أميركا مستمرة بدعم الجهود للتوصل إلى الحقيقة بشأن عمليات الاغتيال وإذا تبيّن ان الرئيس السوري بشار الأسد مسؤول عن عملية الاغتيال فستتم محاكمته، كما جرت محاكمة العديد من رؤساء الدول أمام المحاكم الدولية".
وأوضحت "ان الإدارة الأميركية لا تثق بالرئيس السوري، لأنه يعد تنفيذ بعض الأمور، ثم ينفذ أموراً متناقضة مع الوعود التي أعطاها، وهو لم يتجاوب مطلقاً مع المطالب الأميركية بشأن تغيير السلوك السوري. ونحن نريد الديموقراطية في سوريا حتى لو فاز الاخوان المسلمون أو وصلت التيارات الإسلامية للحكم، لأنه إذا كان هناك اختيار بين الديكتاتورية والقمع من جهة وبين الديموقراطية والفوضى من جهة اخرى، فنحن مع الديموقراطية، لأنه حتى لو حصلت بعض الفوضى فإنها ستؤدي لاحقاً إلى سيادة العدل والقانون. ونحن على اتصال بقوى المعارضة في سوريا".
وتوقعت المصادر "ان تخوض سوريا وإيران معركة قوية في لبنان في الأسابيع المقبلة من أجل تغيير الواقع السياسي ولأنه ليس لهما مصلحة في استمرار الاستقرار في لبنان والمنطقة، فسوريا وإيران تريدان الحصول على تنازلات من قبل الأميركيين في بعض الملفات الأساسية ولذلك سيعملان لتفجير الوضع في لبنان لابتزاز أميركا وللضغط على القوى السياسية اللبنانية".
وأوضحت المصادر "ان فوز الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية النصفية في أميركا لن يغير السياسة الأميركية في المنطقة، وخصوصاً تجاه قضايا الشرق الأوسط، فالاستراتيجية الأميركية مستمرة ولكن قد يتم تغيير بعض الوسائل والأساليب لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. وأما بالنسبة للملف العراقي فهناك حوار جدي في أميركا حول كيفية "تحقيق النصر" وليس بهدف الخروج من العراق. وقد يتم إجراء حوار مع السوريين والإيرانيين لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولكن هذا التوجه إذا تم الاتفاق عليه لن يؤدي إلى تغيير في السياسة الأميركية، والمطلوب من هاتين الدولتين التعاون من أجل الاستقرار في العراق والتوقف عن دعم الإرهاب أو تسهيل وصول الإرهابيين إلى العراق".
وعن العلاقة بإيران وإمكانية الوصول لاتفاق شامل معها، أجابت المصادر "بالنسبة لإيران كل شيء متعلق بالموقف من البرنامج النووي، وأي كلام مع إيران يعتمد على قبولها بوقف تخصيب اليورانيوم، وحالياً ليس هناك توجه بالقيام بعمل عسكري ضد إيران، وأميركا مع الحلول السلمية والديبلوماسية، لكن الخيار العسكري سيظل قائماً وهو أحد الخيارات الموضوعة على طاولة الرئيس جورج بوش للتعاطي مع إيران".
وحول مستقبل الوضع في لبنان، قالت المصادر "في لبنان هناك مشكلتان أساسيتان الأولى تتعلق بالنظام السياسي الداخلي والذي يتطلب عملية إصلاحية جذرية من أجل استيعاب التنوع وتحقيق التمثيل السياسي لجميع الفئات. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالصراعات السياسية في المنطقة وإنعكاس هذه الصراعات على الوضع اللبناني واستخدام بعض الأطراف لبنان ساحة لتوجيه الرسائل. والمشكلة اليوم ان لبنان يمرّ في مرحلة حساسة وخطيرة وقد يشهد نزاعات سياسية مرتبطة بالأوضاع الإقليمية".
وعن أسباب اتخاذ أميركا قراراً باستخدام الفيتو ضد المشروع العربي الذي يدين الممارسات الإسرائيلية في مجلس الأمن. قالت "أميركا تريد التوصل إلى حلول عملية ومشروع القرار في مجلس الأمن لم يكن ليحقق أية نتائج. نحن مع قيام دولة فلسطينية مستقلة ووقف أعمال العنف، ونحن نددنا بما جرى في بيت حانون، لكن القرار في مجلس الأمن لن يؤدي إلى أية إيجابيات بل سيساهم في تعقيد المشكلة".

             مواد العدد

قضايا وآراء

                                                   خدام:

 عندما تكون الكلمة أصبحت خطراً على الحاكم وهذا يعني أنه بلغ قمة الخوف وقمة فقدان  الثقة بالشعب

تلقى السيد عبد الحليم خدام رسالة من أحد المواطنين حول البيان الذي أصدرته جبهة الخلاص الوطني في سورية وتضمنت الرسالة ترحيب بالبيان وأشارت إلى مسألتين وهما الخوف الذي زرعه النظام منذ أكثر من أربع عقود والثانية مسألة غسيل الدماغ للأجيال من قبل النظام منذ تأسيسه وقد أجابه السيد عبد الحليم خدام بالرسالة التالية

 

الأخ الكريم

تحية طيبة وبعد

أود أن أشكرك على رسالتك التي علقت فيها على بيان جبهة الخلاص الوطني الموجه إلى شباب سورية .

لقد ركزت في رسالتك على مسألتين أساسيتين وهما الخوف والثانية غسيل الدماغ ، وقد رأيت أن اعلق على هاتين المسألتين لأن مثل هذا الحوار يشكل جزء من العمل على تنمية الحركة الوطنية من جهة وتنوير الطريق أمام مختلف القوى السياسية والاجتماعية للعمل من اجل اقتلاع هذا النظام العائلي الفاسد والمستبد .

أولا – مسألة الخوف

 عندما ينفرد الحاكم بالسلطة ويلغي دور الشعب والحياة السياسية ويصادر الحريات وتصبح كلمته هي القانون ويعطل المؤسسات الدستورية والقانونية لاحدود لأخطائه ولفساده ولقمعه لأنه يشعر أن لا أحد يحاسبه ومن هنا أنتشر الفساد في البلاد وبدأ من رأس السلطة في مثل هذه الأجواء يصبح الحاكم أسير سلطته ويزداد خوفه من مفاجئة تطيح به مما يجعله  في حالة خوف الخوف من الناس أفراد وجماعات .

لا شك أن القمع ومصادرة الحريات والتجاوز على القوانين وإفساد القضاء زرع الخوف في قلوب الناس وفي عقولهم وأفرز التخلف والفقر والضعف والمعاناة والفساد وانخفاض مستوى الكفاءات وبذلك يصبح الجميع خائفين السلطان المستبد خائف من الناس والشعب المقهور خائف من السلطان .

ومما يكشف حقيقة خوف رأس النظام وأعوانه أن الكلمة أصبحت خطراً على الحاكم وهذا يعني أنه بلغ قمة الخوف وقمة فقدان  الثقة بالشعب وإلا لماذا اعتقال المئات من الناس من أجل كلمة أو فكرة أو رأي ، الحاكم الواثق من نفسه هو الذي يعيش في مناخ الحرية والديمقراطية والخائف  يسجن نفسه في ممارسة القمع والاضطهاد  .

لماذا تكون الكلمة في الأنظمة الديمقراطية عاملاً في تجنب أخطاء السلطة فيجمع الجميع على حمايتها لأنها تصحح الخطاء وتغني الصواب ولذلك فالحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان هي المكون السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي في الأنظمة الديمقراطية .

مرت سورية عبر مرحلتين من الخوف المرحلة الأولى بدأت عندما تم الاستئثار بالسلطة وإلغاء الحياة  السياسية واستخدام القمع وتحويل الأحزاب الموجودة في البلاد إلى أدوات لتغطية الأخطاء والممارسات وانتهت هذه المرحلة بانهيار الاتحاد السوفيتي .

كانت هذه المرحلة الأشد قسوة بين عامي 1971وبين عام سقوط الاتحاد السوفيتي إذ قتل وشرد وسجن عشرات الألوف من المواطنين ومع هذه المرحلة بدأت مسيرة التخلف والضعف والفساد والفقر وقد تم تغطيتها عبر سياسة خارجية وطنية ومتوازنة .

ومن المفيد الإشارة إلى أن النظام تبنى النهج الشمولي الذي كان قائماً في الاتحاد السوفيتي وفي أوربا الشرقية

أما المرحلة الثانية فقد بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والتي ترافقت مع التطور الهائل في وسائل نقل المعلومات والمعرفة .

في هذه المرحلة أصبح من المتعذر حجب ما يجري في العالم من أحداث وتطورات وبانهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومته فقد جرت  تبدلات في الفكر والسياسة والأمن والاقتصاد وأصبحت المرحلة السوفيتية جزاء من التاريخ .

 منذ مطلع هذه المرحلة كثر التساؤل بين الناس عن مصير النظام في سورية ومتى ينهار وكانت الأصوات ترتفع ليس بين الجدران وإنما في المقاهي والمنتديات واللقاءات .

كما أن حراكاً بدأ في حزب البعث في قطاعات واسعة من قواعده منها من كان خائف من الانهيار ومنها من كان يتساءل لماذا لا يتم اتخاذ إجراءات جدية للانتقال من حالة الجمود والضعف والانكماش إلى حالة من التطور والتغيير باتجاه إطلاق الحريات العامة والفردية وتطوير صيغ العمل في الدولة والانتقال إلى دولة المؤسسات .

في هذه المرحلة تصدع جدار الخوف وازداد خوف الحاكم من أن يؤدي الحراك السياسي في المجتمع إلى تغيير النظام ولذا استمر في ممارسة القمع واعتقال أصحاب الرأي الحر .

ومن اللافت أن هذه المرحلة شهدت ولادة المنتديات الثقافية وتجمعات المثقفين الذين أطلقوا الدعوة لإلغاء قانون الطوارئ وإطلاق سراح الموقوفين وإلغاء مصادرة الحريات كل ذلك يؤكد أن طلائع المواطنين قد بدأت في هدم جدار الخوف وبدأت تعي الحاجة إلى التحرك في مختلف قطاعات الشعب وهذا لم يكن ممكناً في المرحلة الأولى .

 

تشاركني الرأي أن التغيير أصبح حاجة وطنية فقد ضعفت البلاد وازدادت  معاناة الشعب كما ازداد التخلف والفقر وأصبحت الهوة واسعة بين سورية وشقيقاتها في الوطن العربي وفي البلدان النامية في وقت تزداد فيه الأخطار على سورية بسبب السياسات المغامرة والانفعالية التي يمارسها رئيس النظام .

 ولا شك فأن مسؤولية الشباب في التوجه للمشاركة في التغيير مسألة ترتبط بمصيرهم ومصير الوطن كيف يمكن لأجيال الشباب أن تواجه  في ظل الخوف ؟ ولكن الصحيح أيضاً السؤال الآخر كيف يمكن للملايين من شباب سورية الذين أغلقت أمامهم كل الأبواب بما في ذلك أبواب العمل وعطلت طموحاتهم كيف يمكن أن يستمروا في هذا الوضع الذي يهدد مستقبلهم بالضياع والمعاناة ؟

كيف يمكن لهم أن يصمدوا وهم يرون نفراً قليلاً من جيلهم من الأسرة الحاكمة ومن دائرتها يملك بعضهم مليارات الدولارات ومئات الملايين في الوقت الذي لا يجدون فيه فرصة عمل ؟

كيف يمكن لهذه الأجيال والتي تعيش المعاناة وتشكل عصب البلاد أن تقف مترددة وهي ترى أن البلاد تنهب من قبل بشار الأسد ومن شقيقه وصهره وخاله وأبن خاله ومن المقربين منه وجميعهم لا يتجاوز عددهم خمسة عشر شخصاً في الوقت الذي تنتشر به البطالة وتتعمق الأزمات الاقتصادية ؟

كيف يمكن لأجيال الشباب أن تقبل ضياع مستقبلها دون أن تدافع عن حقها في العيش الكريم وفي الحرية وفي أن يكون لها مستقبل منير ؟

أعتقد أن السوريين وفي مقدمتهم جيل الشباب يتساءلون بعد ستة سنوات من حكم بشار الأسد ماذا قدم  لأبناء جيله غير البطالة والفقر والخوف والمستقبل المظلم ؟

إن دعوة جبهة الخلاص لشباب سورية ان يتحركوا وأن يتحاوروا إفراداً وجماعات في جامعاتهم وخارجها ليستخلصوا الطريق ويشكلوا مجموعات صغيرة تتسع لتكون نقطة الانطلاق نحو صياغة مستقبلهم ومستقبل سورية ، مستقبلهم الذي سرقه محمد مخلوف وأولاده وشركاءه وبشار الأسد وأخوته وصهره وأبناء عمومته وأقربائه ، لقد سرقوا منكم مستقبلكم أيها الشباب لينعموا هم بما نهبوه من أموال الشعب من الأموال التي كان يجب أن تنفق على بناء مشاريع لإيجاد فرص العمل وليس لتستثمر خارجاً عبر مجموعة من لصوص النظام .

أما قولك أن بعض جيل الشباب لايزال متعلقاً ببشار الأسد ويرى فيه أنه بطل الجولان فاني أشك في هذا القول لأن الجميع يعرف أن من ينهب الدولة وينشر الفساد فيها ويضطهد الناس وينشر الفقر والبطالة لا يمكن أن يكون مثلاً أعلى للشباب أو غيرهم .

إنا ما تراها من بعض جموع المصفقين والهتافيين هم مجموعة من الانتهازيين أبناء بعض المسؤولين أو الطامعين في وظيفة أو أجر .

ماذا فعل لتحرير الجولان فعل أمرين إضعاف البلاد ورفع الصوت عالياً بالمقاومة والصمود ، يحتفل بانتصار المقاومة في لبنان ومثله كالمثل القائل ( العرس في المزه والطبل في حرستا )

ثانياً – مسألة غسيل الدماغ

هذا النهج في غسيل الدماغ أخذه النظام من دول أوربا الشرقية الشيوعية ، وهنا أساءلك أيها الأخ أليست تلك الملايين التي تدفقت في شوارع موسكو وبرلين وبراغ وبودبست وبوخارست وصوفيا وفار صوفيا نمت في ظل نهج غسيل الدماغ لجميع هذه الأجيال منذ طفولتها ؟

اليس جميعهم تمت تربيته وتثقيفه منذ دخوله المدارس الابتدائية حتى تخرجه منذ الطفولة حتى الكهولة في ظل أنظمة اعتمدت غسيل دماغ مواطنيها ، وهل غسيل الدماغ منع شعوب تلك الدول من التحرك وإسقاط أنظمتها التي غسلت الأدمغة ؟

ومع كل ذلك عند أول شق في جدران تلك الأنظمة دخلت منه نسمات الحرية التي أسقطت دولة عظمى ودولاً قوية بأمنها وسطوتها .

ألم يكن الأمن في رومانيا في عهد تشاوسيسكو أقوى وأقصى من الأمن في سورية ؟

الم تكن تلك الملايين من الرومانيين الذي اسقطوا نظامهم نشؤوا في الحزب الشيوعي الروماني ؟

أين أصبح الأمن وأين إنتاج غسيل المخ  .

هذا النظام القائم في سوريا شاخ وفقد وظيفته وتحول إلى عصابة سطت على البلاد دون أن يكون لها دور وطني .

فقد النظام السوري وظيفته داخل البلاد عندما عجز على حل أزماتها وقهر شعبها بالظلم والاستبداد وجمد إمكانية النهوض والتقدم .

إني واثق أيها الأخ الكريم أن النظام على أبواب الانهيار وذلك لأنه فقد ثقته بشعبه  والنظام الذي يعتبر نفسه نظاما وطنياً لا يغلق أبواب الكليات والمدارس العسكرية والكليات والمدارس الأمنية والمواقع الهامة في الدولة أمام الشعب ويجعلها حصراً على من يعتقد أنه يشكل أمنه وحمايته  .

لقد فقد بشار الأسد ثقته بكل من حوله فوضع فاروق الشرع بالمستودع بعد أن أصبح عبأ عليه كما وضع صهره اللواء اصف شوكت تحت الرقابة ونقل من شعبة المخابرات العسكرية عدداً كبيراً من الضباط واستبدلهم بضباط من الحرس الجمهوري كما أعطى تعليمات للواء علي يونس معاون اصف شوكت أن يجمع بريد الشعبة وأن يرسله مباشرة إلى مكتب القائد العام كما طلب من اللواء علي يونس في لقاء معه أن يبقي عينيه مفتحتين على أصف شوكت لأنه غدار .

قد تتساءل أيها الأخ الكريم كيف وصلت تلك المعلومات وأجيبك أن الخلل بدأ يتسع في بنية النظام كما أن ليست للمعلومات أمن في سورية فاللواء علي يونس بعد مقابلته للرئيس التقى بعض أصدقائه وحدثهم عن ثقة الرئيس به وعن المهام التي أوكلها له بما في ذلك قوله دير بالك على أصف فهو غدار .

كيف لا يكون هذا النظام بكل أخطائه وجرائمه والشكوك التي تتكاثر بين أعضائه مهيئاً للسقوط .

مسؤوليتنا أيها الأخ أن نعمل جميعا كل منا في موقعه ومن موقعه ما نستطيع لإنقاذ سورية وتحقيق خلاصها واني واثق بأذن الله أن يوم التغيير سيكون قريباً جداً إنشاء الله

أتمنى لك التوفيق مع أطيب تحياتي

 

 عبد الحليم خدام

 

   


 

            

السادة في المعارضة السورية

الأربعاء  تشرين الثاني/ نوفمبر 2006

مواطن سوري

نداء عاجل الى جميع الاطراف سواء في الداخل او الخارج وسواء توافقتم ام لم تتوافقوا ان النظام الطائفي في سوريا قد بدء يعد العدة لبيع الوطن وللمرة الثانية كما فعل (..) حافظ الاسد

فاين انتم من الذي يحدث؟ هذه فرصتكم للتحرك يدا واحدة وكفاكم شرذمة واختلافا ولا تضيعوا الفرصة كما ضيعها اعضاء 14 آذار في لبنان عندما لم يسقطوا المندوب السامي السوري في لبنان (لحود)

انتدبوا واحدا منكم ليكون المتحدث الرسمي للمعارضة السورية ومهمته انهاك النظام الطائفي بالتصريحات اليومية اذا امكن ذلك وتنبيه الشعب السوري واعداده لاستقبال التغيير دون أية مشاكل او فوضى

وانتم تعلمون انه عندما ارسل السيد عبد الحليم خدام رسالة الى رجال الاعمال السوريين قام رئيس النظام الطائفي في سوريا بزيارة سوق الحميدية والبزورية وذلك ليثبت وجوده امام الشعب السوري وعندما كان عبد الحليم خدام يظهر على الشاشات ويبشر الشعب السوري بالتغيير واقسم بالله اني شاهدت ذلك بام العين عندما كنت اتجول في سيارتي كانت سيارات الامن السوري تتجول في اركان المحافظة وذلك لتثبت للشعب السوري اننا ما زلنا موجودين واياكم والتحرك

فما بالكم لو تحركتم يوميا فتخيلوا وقتها ارباكهم وحيرتهم وخوفهم

نحن نقدر تريثكم في طرح الامور والاعتقالات التي تطالكم وتحرمكم من ابسط حقوقكم ولكن اقتصاركم على المواقع الالكترونية التي حجبت كلها في سوريا لن يفيد بشئ والله ان لم يتحرك منكم احد وقام بالظهور يوميا او حتى اسبوعيا على الشاشات كما كان يفعل ابطال التغيير في كل انحاء العالم فان شئ مما نتمناه وانتم والله لن يحصل لن تنفع المواقع الالكترونية مع هذا النظام الشمولي الديكتاتوري ولن ينفع الا التحرك الشعبي الناتج عن التعبئة اليومية لهذا الشعب والدعوة الى العصيان بعد ان تكونوا كسبتم ود هذا الشعب واصبح ناضجا وجاهزا للتحرك

ادعوا الشعب السوري بكل اطيافه وذكروهم:

ان استعمل النظام الجيش.. فعدد الجيش السوري 500000 وعدد الشعب السوري يتجاوز ال 17مليون وحتى لو استخدم كل آلته العسكرية والامنية والاستخباراتية فعددها لايتجاوز المليون رجل فكيف بامكان هؤلاء الوقوف امام كل ابناء الشعب السوري بملايينه لو قاموا ووقفوا وقفة واحدة وانطلقوا بمسيرة التحرير كتلك التي قادها ابناء جنوب افريقيا قديما وابناء اوكرانيا وقرغيزستان حديثا

انها فرصتكم الاخيرة والذهبية فليس من مصلحتنا انتظار ما سينتج عن فوز الديمقراطيين او ما سينتج عن مباحثات مبعوث بلير او حتى الحوار المزعوم الذي يطالب به البعض في امريكا واوروبا

والله لن يقف احد في طريقكم لو وقفتم وقفة رجل واحد وانطلقتم في مسيرة الحرية بل ستجدون شعبا انهكه الظلم والفقر والشبيحة من آل الاسد وآل..

اتعبهم الذل والقهر بعد ان عشق اجدادنا الحرية والعدالة

انها الفرصة الاخيرة لكم ايها الرجال يا رجال سورية الاحرار بيدكم الحرية التي كنتم تنشدونها وتتمنوها على ارض وطنكم الحبيب سورية

بيدكم ان تقلصوا فترة غيابكم القسري عن الوطن بيدكم ان تخلصوا الشعب السوري الجريح بيدكم ان ترموا كل خلافاتكم وراء ظهوركم ووضع اليد باليد وتخليص الشعب السوري المسكين

والله هذا ندائي الاخير لكم لقد تعبنا من مناشدتكم ومراسلتكم ومن المقالات ما ينشر وما لا ينشر فأرجومنكم كل الرجاء ان تبلغ رسالتي هذه الى كل الاطياف فهذه امانة في اعناقكم

اننا لانطلب الكثير بل نطلب الحرية.. نطلب الكرامة.. نطلب العيشة الكريمة..

نطلب الديمقراطية

اليس فيكم من يساعدنا ويساعد نفسه على تحقيق هذا للشعب السوري

انه الوقت المناسب صدقوني للتحرك فلا تفوتوا الفرصة

مواد العدد

               بحكم قانون "حارة كل مين إيدو إلو"

         محسن بن بلال يحرق سفينة قناة الشام الفضائية

حكم البابا

 

برافو .. فعلها أخيراً الدكتور محسن بلال وزير الاعلام السوري، وانضم لقائمة وزراء الاعلام السوريين الذين تحسب انجازاتهم الصحافية بعدد المقالات التي شطبوها، ويشار إلى نجاحاتهم الإعلامية بعدد البرامج التي أوقفوها، ويذكر تفوقهم الإداري بعدد الصحافيين الذين منعوهم من الكتابة، أو عاقبوهم بالنقل إلى أقسام الأرشيف في صحفهم، أو نفوهم إلى مكاتب جرائدهم في المدن السورية البعيدة، ويتذكر السوريون عهودهم الوزارية مرفقةً بأسماء الصحف التي صادروا أعدادها وسحبوا تراخيصها.

وإذا كان عدنان عمران وزير الإعلام الأسبق قد توج عهده الوزاري بسحب ترخيص "الدومري" أول جريدة خاصة تصدر في سورية بعد حوالي أربعين عاماً من احتكار حزب البعث للصحافة بمعية احتكاره للدولة والمجتمع، وإذا كان مهدي دخل الله وزير الإعلام السابق قد أبى أن يغادر الوزارة من دون تحقيق انجاز يفاخر به -على الأقل- في شيخوخته، فسحب ترخيص جريدة "المبكي"، فإن الوزير بلال (الذي يتصرف ويتحرك ويسافر ويصرّح ويدبلمس -من الدبلوماسية- منذ تسلمه الوزارة وحتى اليوم مبهوراً بقدراته كما لو أنه مخترع البيتزا ومكتشف الملوخية ومبتكر الكاتش أب) أحب أن يمايز نفسه عن أسلافه من وزراء الاعلام، فأقفل أول قناة تلفزيونية سورية خاصة في اليوم الذي كانت تستعد فيه لبث أول نشرة أخبار كإعلان رسمي عن افتتاحها.

والانصاف يقتضي التماس الأعذار لثقة الوزير بلال الزائدة عن الحد الطبيعي بمواهبه، ولخطابه النابليوني وتصريحاته الشمشونية، فالرجل أتى إلى كرسي الوزارة من كرسي السفارة في اسبانيا، والذي لا بد لمن يجلس عليه أن يتملكه هاجس طارق بن زياد، وتسيطر عليه صرخته الشهيرة بجيشه بعد احراقه سفنه، وتشجيه شحنة الفردوس المفقود والحلم المشتهى الأندلسي. ولأن الوزير بلال لم تكن لديه سفن ليحرقها، ولا جيش ليخطب فيه بأن العدو من أمامه والبحر من خلفه، ولا فرنجة لينتصر عليهم، ولا أندلس ليفتحها، ولأن عمله في مرحلته الاسبانية لم يتجاوز في أحسن أحواله مهنة الدليل السياحي والمرشد الإعلامي ومدير العلاقات العامة، فقد حمل معه عقدة شخصية طارق بن زياد إلى وزارة الاعلام السورية، ليعيد انتاجها كاريكاتورياً مستبدلاً فرسان الجيش بأعضاء اتحاد الصحافيين وموظفي وزارة الاعلام، وساحات المعارك بشاشات التلفزيونات وصفحات الصحف، وإحراق السفن بإغلاق الفضائيات. وعبر هذا التفسير فقط يمكن فهم عظة الوزير بلال بجيش صحافييه في غزوة جريدة الثورة قبل أشهر عندما طالبهم بعدم الاستخفاف بالحرية الممنوحة لهم، واستيعاب خطبته في موقعة قناة anb بإعلانه قبل أيام أن اسرائيل تعثرت أمام حزب الله فتصوروا ما سيحل بها إذا تحرشت بسورية، وإدراك مغزى نفيه في معركة قناة الجزيرة قبل ساعات لوجود أي معتقل سياسي في سورية، واعتباره أن من يوصفون بمعتقلي رأي هم أشخاص ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور، وإحراقه أخيراً لقناة الشام الفضائية الخاصة!

بدون أخذ هاجس البطولة ووهم الفتوحات وشبح طارق بن زياد بعين الاعتبار، لا يمكن لشخص يستطيع العد من الواحد إلى العشرة، أن يفهم تصريحات وقرارات الوزير بلال، وحتى لو جار هذا الشخص على نفسه واعتبر أن تصريحات الوزير بلال تدخل في خانة ملء الفراغ وإثبات الوجود والتوقيع اليومي على دفتر الدوام الوزاري، لن يعثر على مبرر فعلي واحد يمكن اعتباره سبباً لإغلاق قناة الشام الفضائية الخاصة.

فإذا كان السبب هو عدم حصولها على ترخيص يمنحها حق البث انطلاقاً من الأراضي السورية، وأن ترخيصها الأساسي في دبي، فمن الذي سمح لها بالبث من دمشق في الأشهر الماضية؟ أم أنها كانت طوال الفترة الماضية تبث بشكل سري من مكان تحت الأرض مرتدية طاقية الاخفاء، إلى أن عثرت عليها أجهزة وزارة الاعلام أخيراً فسارعت لاغلاقها؟

أما إذا كان سبب اغلاقها هو الخوف من احتمال بثها في يوم من الأيام للبيان رقم واحد، فأي سوري يعرف أن القطاع الوحيد السوري الذي يعمل بكامل طاقته هو القطاع الأمني، وأن المحصول السوري الوحيد الذي يفيض عن حاجة السوق المحلي ويتم التصدير منه هو المخابرات. ويستطيع أي شخص يشكك بادعائي أن يقوم بتجربة عملية ليتأكد من دقة كلامي، ويحصي عدد المخبرين في أي شارع يتواجد به في سورية، وما عليه إلاّ أن يصرخ شاتماً أي مسؤول في سورية، ثم يبدأ بعدها بعدّ الرجال الذين سيهجمون عليه، وعدّ الأيدي التي ستصفعه، والأرجل التي ستركله، ولذلك فالمكان الوحيد الممكن لقراءة البيان رقم واحد في سورية هو القبر!

أما إذا كانت مبرر إغلاق قناة الشام هو منافستها للتلفزيون السوري وسرقة جمهوره، فكان على الوزير بلال قبل إغلاقه لقناة الشام أن يصدر أوامره بإغلاق كل محلات الحلاقة في سورية، لأن أصغر حلاق في أصغر حارة سورية يستطيع بثرثرته أن ينافس التلفزيون السوري ويسرق جمهوره!

مشكلة الخطاب الاعلامي التبريري في سورية الأولى، أنه يتخذ القرار قبل أن يفكر بالحجة المناسبة التي سيتخذها ذريعة له. إما لأنه يظن أن السوريين يؤمنون به ايمان الخليفة الراشدي أبو بكر الصديق بالرسول محمد، فيصدّقون على كل حجة يبتكرها، ويؤمّنون على كل كلمة يقولها، أو لأنه يعتقد أنه يخاطب مرضى نفسيين في مستشفى مجانين. أما مشكلته الثانية فتكمن في عدم امتحان مبرراته الساذجة بعرضها على طلاب روضة أطفال لامتحان قوة إقناعها قبل إعلانها. ولو كان لي رأي في ابتكار حجة مناسبة لإغلاق قناة الشام لنصحت وزارة الإعلام السورية باستعارة كلمة "حيونة" لازمة الفنانة صباح جزائري في مسرحية غربة، لتبرير قرارها بايقاف بث قناة الشام، لأنها أكثر اقناعاً للسوريين من الحجة الذي استخدمتها الوزارة لإيقاف بث القناة -وهو عدم حصولها على ترخيص يمنحها حق البث انطلاقاً من الأراضي السورية- لثلاثة أسباب:

أولها: أن كلمة "حيونة" تترجم سورياً في العادة باعتبارها سبباً وجيهاً وجواباً مفحماً، وتقطع الطريق على متوالية من الأسئلة المحرجة التي لن تعثر لها الوزارة على جواب.

وثانيها: لأن كلمة "حيونة" هي المفردة المناسبة لتوصيف القوانين المعتمدة في حارة "كل مين إيدو إلو" التي ابتكرها الفنانان دريد لحام ونهاد قلعي تلفزيونياً، وتطبقها وزارة الإعلام السورية واقعياً!

وثالثها: أن استخدام كلمة "حيونة" للتعبير عن حالة وقرارات وزارة الاعلام السورية يمثل التفسير الأكثر دقة لهذه الكلمة، بحيث أنه لو أراد أي أستاذ لغة عربية أن يعطي مثالاً يشرح فيه لطلابه الاستخدام الأمثل لهذه الكلمة بكامل طاقتها وبكل دلالاتها، فلن يجد أوضح من قرارات وزارة الاعلام السورية!

 

 مواد العدد

 

     


من أين يأتي النظام السوري بهؤلاء الوزراء!؟

الطاهر إبراهيم*

استضافت قناة الجزيرة القطرية، عصر يوم الخميس 9 نوفمبر الجاري، وزيرَ الإعلام السوري "محسن بلال" في فقرة "ضيف المنتصف" ضمن نشرتها الإخبارية "منتصف اليوم". وعندما سأل المذيع "عبد الصمد ناصر" الضيفَ حول موعد الإفراج عن معتقلي الرأي في سورية، قال: إن "هذا السؤال ليس في محله". وكرر نفي حكومته وجود أي معتقل سياسي في سورية، معتبراً أن من يوصفون بأنهم معتقلو رأي هم أشخاص "ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور". كما أضاف أن في سورية حرية رأي وجرائد قومية وأخرى خاصة".

نستعجل فنقول لمن يهمه أن يعرف شيئا عن الصحافة في سورية: صدرت في سورية منذ احتلال فرنسا لها عام 1920 وحتى بداية حكم نظام حزب البعث الميمون عام 1963 –أي خلال 43 عاما- أكثر من 350 صحيفة ودورية. بينما لم يزد عدد الصحف التي صدرت خلال فترة حكم البعث أي خلال 43عاما، أيضا، عن ثلاث صحف، وكلها حكومية: (البعث ، الثورة، تشرين). أما ما صدر من صحف خاصة سياسية فعددها صفر.

من جهة أخرى فقد ذكرت "مراسلون بلا حدود" أن حكومة سورية هي واحدة من بين أسوأ 12 حكومة في العالم تضع القيود وتراقب من يستعمل ويتصفح الإنترنت، بل وتعتقلهم في بعض الأحيان. وتشمل قوائم المواقع المحجوبة عن متصفحي الإنترنت في سورية مواقع ثقافية هامة ومواقع صحف عربية، مع أن إعلام النظام السوري أشاد باهتمام الرئيس بشار بالمعلوماتية، يوم كان يهيأ ليكون رئيسا بعد والده.

ليس مستغربا أن يصرّح وزير الإعلام السوري بعدم وجود معتقلي رأي في سجون سورية ،بل سيكون مستغربا لو أن الوزير اعترف بوجود هكذا معتقلين لسببين اثنين: الأول هو أن قلب الحقائق سياسة إعلامية سورية بامتياز منذ استلم حزب البعث حكم سورية عام 1963 .وثانيا كي لا يُطالب النظام السوري بالكشف عن مصير عشرات الآلاف من معتقلي الرأي الذين لا يعرف أهلوهم مصائرهم بعد أن تمت تصفيتهم في معتقل "تدمر" سيء السمعة وفي معتقلات المخابرات، في ثمانينيات القرن العشرين.

قلب الحقائق لم يكن أهم ما لاحظه المشاهد في أجوبة وزير الإعلام السوري. بل إن ما نمت عنه أجوبته من خشونة، لفتت انتباه المشاهد أكثر. فقد اعتاد المشاهد على أن هناك "طلاق بائن" بين قول الحقيقة وبين من تستضيفهم القنوات الفضائية من مسئولين سوريين. ما ذهبنا إليه يوضحه قول بلال: "هذا السؤال ليس في محله"، وكأنه يلقن المذيعين دروسا في معرفة ما هو في محله وما هو ليس في محله، ما جعل المذيعة "إيمان بنورة" -التي شاركت بتقديم فترة منتصف اليوم- تسارع إلى الاعتذار عن ضيق الوقت ومن ثم إنهاء المقابلة.

الذين يعرفون وزير الإعلام السوري "محسن بلال" لم يستغربوا سلوكه الخشن هذا. فقد ذكر طلاب كلية الطب في جامعة دمشق حيث كان "بلال" مدرسا فيها في أواخر سبعينيات القرن العشرين، كيف كان يدخل قاعة الدرس يصحبه حراسٌ طوالٌ عراضٌ يرافقونه، مما كان يثير الرعب في نفوس الطلاب.

على كل حال، لم يكن الوزير "محسن بلال" –في صلفه وبعده عن الحقيقة- فريد زمانه بين وزراء إعلام النظام السوري، فمعظم من سبقوه كانوا على شاكلته في تسويق الخبر الكاذب وإعطاء الدروس في الوطنية للشعب من على منابر النظام ،صحافةً وإذاعةً وتلفزيونا. كما إنهم كانوا يعطون صورة سيئة في معاملتهم للمثقفين السوريين المعارضين. فقد اتهم وزير الإعلام الأسبق "عدنان عمران" ناشطي ربيع دمشق باتصالهم بالسفارات الأجنبية، وكأنه يقول إنهم عملاء يقبضون المال من تلك السفارات.

كما اتهم وزير الإعلام السابق "مهدي دخل الله" في محاضرة لهم في مدينة الرقة (200 كيلومتر شرق حلب)، الكتاب الذين تنشر لهم جرائد خارج القطر السوري بقبض أموال من تلك الجرائد لا تتناسب مع قيمة ما تنشر لهم. مع أن ما يقبضه جميع الكتاب من مكافآت لقاء ما تنشره لهم تلك الصحف من مقالات لا يساوي ثمن البنزين الذي تستهلكه السيارة التي تنقل أطفال الوزير إلى روضة الأطفال أو المدرسة.

ولعل هناك من القراء من يقول: وهل اقتصر الفساد في سورية على وزراء الإعلام فحسب حتى تصدع رؤوسنا بأخبارهم؟ أم أنه نظام بعضه من بعض، "البطيء فيه رهوان".        

المراقب للشأن السوري يتساءل: أيهما يسبق الآخر فسادُ الوزير أم فسادُ المُوَزّر؟ بمعنى آخر:هل يبحث النظام عن الوزير الفاسد فيعينه في الحكومة أم أن فسادَ النظام يُعْدي "كما يُعدي السليمَ الأجربُ"؟ فمن لم يكن من الوزراء فاسدا، فعليه أن يفسد أو يرحل. وعلى ما يظهر فإن القضية أعقد من هذا التبسيط.

على كل حال المواطن السوري ينظر إلى القضية من زاوية أخرى فيقول: "طنجرة وجدت غطاها. هيك نظام بده هيك وزراء"!!!!ّ!.

*كاتب سوري

            

   مواد العدد

فقاعات وزير الاعلام

ترهات ام احلام

 هشام الشامي

 

على مبدأ أصحاب السيادة و الفخامة و العظمة الرفاق أهل الرأي و الحكم في أسدستان ، و بنفس أسلوب سيده و صاحب المزرعة الأسد الابن ؛ الذي خرج من مخبئه مباشرة بعد انتهاء القصف و التدمير و العدوان الوحشي الصهيوني على لبنان في الصيف الفائت ؛ ليبدأ قصفه الكلامي و الرزازي و خطبه الرنانة و الحماسية و بكل الاتجاهات و الأبعاد إلا باتجاه الجولان حيث لا يريد أن يزعج السائح و المستوطن الإسرائيلي ، الذي ما زال و منذ أربعة عقود ( فقط !! ) يمارس هواية التزلج على مدار العام في جبال الجولان الرائعة ، و ينعم و يستمتع و بدون أية منغصات و مزعجات ، بشمس و هواء و ثلج و ماء الجولان ، صاحب الطبيعة الساحرة الخلابة ، و الأرض الطيبة المعطاءة ، و ينابيع الحمة المعدنية الحارة ، و جبال الشيخ الشاهقة المطلة على دمشق و الغوطة ، و بحيرة طبريا الصافية ، و حقول التفاح و كروم العنب ، و كذلك يريد أن يكون سر أبيه و يحافظ على العهد الذي قطعه حافظ العهود ، ( مع الصهاينة و الأمريكان فقط ) و باني مجد الأسود ، على حماية حدودهم الشمالية من أي منغصات ، حتى شهد له الصهاينة بأنه خير من وعد معهم و أوفى0 و على نفس المبدأ أخرج وزير الإعلام الدكتور الجراح محسن بلال رأسه من تحت أنقاض القصف الإعلامي المركز الذي تلقته سوريا على مدى الفترة الماضية من قبل الولايات المتحدة و فرنسا و إنكلترا و بقية الدول الغربية و بعض الإعلام اللبناني و العربي ؛ و ذلك فور هدوء القصف المعادي المركز بسبب انشغال الإعلام الإمبريالي و الرجعي و العميل !! ، بتغطية انتخابات الكونغرس الأمريكي ، و سقوط المحافظين الجدد أمام الديموقراطيين بعد فشل سياستهم العدوانية في العراق و أفغانستان ، و أخبار التجربة النووية الكورية الشمالية ، و الملف النووي الإيراني و الاعتداءات الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين العزل في بيت حانون و غزة ، و نشوة الرفاق في أسدستان بتوصيات لجنة الكونجرس الأمريكي برئاسة جيمس بيكر حول العراق و التي أوصت - فيما أوصت - بفتح حوار مع جيران العراق بمن فيهم سوريا و إيران ، و زيارة المستشار الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، و بعض الصيحات التي أطلقتها بعض الجهات في الغرب عن ضرورة فتح حوار مع دمشق ، و تتالي التصريحات و الإشارات الإسرائيلية عن ضرورة فتح حوار مع دمشق ، حتى تفك ارتباطها مع إيران و حزب الله ، بعد كل هذا و غيره ، تجرأ الدكتور بلال و أخرج رأسه أخيراً ، و بدأ بقصف إعلامي طائش و غير مركز، و فتح نيران تصريحاته في اتجاهات عديدة ، و أتحفنا بتعبيراته الركيكة ، و أسلوبه الممجون ، و خطابه المنتهي الصلاحية ، و تابع مشوار الإعلام السوري المتخشب و المتحجر منذ استولت الدبابة البعثية الاستئصالية على قصر المهاجرين ، و بشكل خاص بعد أن تربع الأسد الأب على قصر الشعب فوق قمة قاسيون الشامخة 0

و بداية يبدو أن الوزير الدكتور لم يتعلم من تجربة وزراء الإعلام السابقين ، و هو يعلم أنه رابع وزير إعلام منذ ورث الأسد الابن العرش من أبيه قبل ست سنين عجاف ، كما لم يتعلم من بعض تصريحاته الغوغائية الشخصية السابقة ، فمثلاً عندما أعلن بعد قصف إسرائيل لعين الصاحب قرب دمشق ، و كان يومها سفيرنا !! في أسبانيا، صرح يومها أن سوريا سترد على الاعتداء ، خرج وزير الخارجية و المسؤول عنه ، و كان يومها فاروق الشرع ليقول : إن تصريحات بلال غير مسؤولة و تعبر عن رأيه الشخصي 0

و الآن دعونا نستعرض بعض تصريحات الوزير القدير التي أطلقها لوسائل الإعلام على مدى الأيام القليلة الماضية :

1-
ماذا صرح بلال لوكالة "يونايتد برس انترناشيونال" ؟ :

قال محسن بلال للوكالة : إن بلاده مرتاحة لنتائج الزيارة التي قام بها إلى دمشق الأسبوع الماضي كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير للشؤون الخارجية نايجل شاينوولد.

وقال بلال: إن الأميركيين والبريطانيين "تصرفوا بحماقة ضد سوريا وكانوا يظنون أنهم بمحاولتهم عزلها أغلقوا خانة مزعجة في المنطقة000

وأضاف بلال "عندما صدقت الرؤية السورية كان من الطبيعي أن يعود الأميركيون والبريطانيون إلى دمشق. وقد عاد إليهم صوابهم بعدما كانوا سارعوا من قبل، نتيجة تورطهم الكارثي في العراق وتعثر خططهم في لبنان، والذي كان يعدّ من الدول القليلة التي فيها أمان مئة في المئة ( ما شاء الله و خزيت العين !! ) بالتواجد السوري، ولم يكتفوا بإخراج الجيش السوري من لبنان، بل تعمدوا قطع أي علاقة سورية لبنانية وكأنهم جهلة لا يعرفون حقيقة أن العائلات السورية اللبنانية عائلة واحدة ويريدون أن يفصلوا بين العائلة الواحدة وعمق العلاقة السورية اللبنانية الشعبية".

وشدد وزير الإعلام على أن دمشق "تدرس ما تمت مناقشته مع مستشار بلير لاستخلاص نتائج الحوار ووضع خطة لعودة المياه إلى مجاريها". وأشار إلى أن مباحثات مستشار بلير "ستكون لها نتائج مرتبطة بنتائج الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة وتطورات الأمور في العراق".

2-
أما تصريحات الدكتور بلال لقناة الجزيرة الفضائية ؟ :

فقد أكد الدكتور محسن بلال أن سورية معنية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط على أساس السلام العادل والشامل 000.وجدد حرص سورية على عملية السلام مؤكداً أن سورية لم تكن يوماً عائقاً في مسالة التفاوض وإنما كانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الحكم في إسرائيل هي المعرقلة وهى التي كانت تشكك في العملية السلمية. ووصف الوزير بلال نتائج الانتخابات التشريعية الأميركية بأنها تغيير مهم مؤكداً أن الشعب الأميركى صوت من أجل التغيير وضد الحرب والعقلية النيوليبرالية المحافظة بشدة للإدارة الحالية معتبراً أن نتائج هذه الانتخابات هي عقاب حقيقي من قبل الشعب الاميركى لإدارته التي شنت حربا على العراق بسبب بواعث غير صحيحة وغير دقيقة ولذلك تتخبط القوات الاميركية والبريطانية الآن هناك. ولفت وزير الإعلام إلى أن تصويت الشعب الاميركى فى الانتخابات كان لا للحرب ولا للأخطاء مذكرا بان السيدة نانسى بيلوسى المقترحة من قبل الديمقراطيين لتترأس لأول مرة الكونغرس هي السيدة التي قالت لا للحرب على العراق وكانوا يعتبرونها خاطئة و الآن وصلت الكلمة للشعب الاميركى وهذا أمر مريح. وجدد وزير الإعلام دعم سورية لوحدة وسيادة واستقلال وحرية العراق مؤكدا أن سورية شقيقة له ومستعدة للإسهام في أن يصل العراق إلى الهدوء والسلام والوحدة والسيادة.وحول السياسة الاميركية المستقبلية بعد الانتخابات تجاه سورية رأى وزير الإعلام أن سلطة وإدارة البيت الأبيض سوف تأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات معربا عن اعتقاده بان السياسة المستقبلية لن تكون أشد أو على المستوى ذاته التي كانت عليه موضحا أن الذين صوتوا ضد الحرب على العراق لن يكونوا اشد قساوة على العراق من الذين شنوا الحرب عليه.

3-
و هذه تصريحات بلال لوكالة سانا السورية :

حيث طالب وزير الإعلام محسن بلال إسرائيل بردود واضحة على دعوة بلاده المتكررة لها لإحلال السلام.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن محسن بلال قوله: "سوريا تريد أجوبة واضحة على دعوتها للسلام وفق أسس ومبادئ الشرعية الدولية.. سوريا دولة عدل وسلام وتريد سلاماً شاملاً وعادلاً ينهي العدوان والاحتلال والغطرسة".

وجاء كلام بلال خلال حفل افتتاح "الملتقى الإعلامي الدولي الأول"، الذي تستضيفه محافظة القنيطرة حتى 7 تشرين الثاني الجاري تحت عنوان "الجولان بوابة السلام"، وذلك بمشاركة صحافيين وإعلاميين سوريين وعرب وأجانب.

وتأتي مطالبة بلال في وقت تشير تقارير صحافية إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بعث برسالة إلى سوريا عبر مبعوث أوروبي، دعاها فيها إلى المساعدة في الإفراج عن الجندي الذي تختطفه حركة حماس لقاء استئناف المفاوضات.

4-
و صرح بلال لقناة الجزيرة : لا معتقلي رأي في سورية والمعنيون هم أشخاص خالفوا الدستور!!0

فقد كرر وزير الإعلام السوري محسن بلال نفي حكومته وجود أي معتقل سياسي في سورية، معتبراً أن من يوصفون بأنهم معتقلو رأي هم أشخاص "ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور".

وسبق أن اعترف مسؤولون سوريون بوجود معتقلين سياسيين مطلقين وعوداً بإغلاق هذا الملف في مواعيد لم يجر الالتزام بها.

وفي رده على سؤال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، حول موعد الإفراج عن معتقلي الرأي في سورية، قال بلال : إن "هذا السؤال ليس في محله"، مضيفاً: "ليس لدينا معتقلي رأي .. لدينا أشخاص أمام القضاء .. لدينا أشخاص ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور".

ويشار إلى أن السلطات السورية اعتقلت مجموعة من النشطاء على خلفية توقيعهم إعلان دمشق بيروت، كما اعتقلت آخرين بسبب كتاباتهم أو زياراتهم للخارج.

لكن الوزير السوري زعم أن "لدينا (في سورية) حرية، وهناك صحف خاصة تطبع في سورية ومحطات تلفزيونية و32 محطة إذاعية". وتابع قائلاً: "حرية الرأي مصانة"، مكرراً وصفه السؤال بأنه لا صحة له.

5-
و هذه أخيراً تصريحات بلال لقناة a n b اللبنانية :

شدد بلال في لقاء مع تلفزيون anb اللبناني على أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تتعامل مع عملية السلام "كوسيط موضوعي نزيه بل انضمت مباشرة إلى الطرف المعادي إلى إسرائيل", لكنه أكد على ضرورة وجود الولايات المتحدة في أي مفاوضات سلام يمكن أن تجرى .

وردا على التقارير الإسرائيلية بتوقع حرب مع سورية في العام المقبل أشار وزير الإعلام إلى أن الحرب والتهديد بالقوة لا يحل المشكلة بل العمل على إيجاد فرصة لاستئناف مفاوضات السلام. وفيما ذكّر بأن إسرائيل تعثرت أمام حزب الله وتقوم حاليا بالتحقيق مع ضباطها ومسؤوليها جراء هذه الحرب, تساءل "هل بالإمكان أن تتصوروا ما سيحل بهم إذا ما تحرشوا بسورية؟" محذرا من أنه إذا ما توصلت سورية إلى وضع لن تنسحب فيه إسرائيل من الجولان "فإن المقاومة هي الخيار الثاني للشعب السوري".

و بعد أن استعرضنا بعض تصريحات بلال الكونتشوتية ، و النارية و المتناقضة و الغير مسؤولة ، لا نريد أن نعلق كثيراً على مثل هذا الهراء و الكذب و الدجل و الكلام بلا رصيد ( تماماً كالنقود من فئة الخمسمائة السورية التي كان يطبعها رفعت أسد و يوقع عليها في الثمانينات ) ، و اتهامه للساسة الأمريكيين و البريطانيين بأنهم حمقى و قد فقدوا صوابهم ، عندما لم يتعاملوا مع نظامه الفاسد و اللاشرعي ، و أنهم عادوا إلى رشدهم و صوابهم لما أرسلوا مستشار بلير ، و لا على تهافت بلال و سيده على مد اليد لإسرائيل كي تنقذهم مما ينتظرهم من مستحقات العدالة ، و تكالبهم و تسابقهم على الدعوى إلى السلام ، و لا عن رأيه حول نتيجة الانتخابات الأمريكية الأخيرة بأنها عقاب جماعي للإدارة الأمريكية على حروبها و أخطائها الأخرى ( ربما يقصد أخطائها مع نظامه ) ، و لا عن حرية الرأي المصونة و حرية الإعلام و الصحافة المكفولة ( و قناة الشام و جريدة الدومري و مواقع الإنترنيت المشفرة أمثلة على تلك الحرية )، فقد تكلمنا و تكلم كثيرون في ذلك و نعلم علم اليقين ( كما يعلم بلال نفسه ) أنه لا انتخابات في أسدستان الدولة الشمولية المخابراتية بامتياز، و لا أحد يستمع لكلام الشعب لا في الحرب و لا في السلم ، و فقط رئيس النظام و أبواقه هم من يحق لهم التكلم عن الشعب في كل شيء ، و ما على الشعب إلى السمع و الطاعة ، و إلا فهم خونة و عملاء و مأجورون و متآمرون تحل دمائهم ، و سنحاول أن نعود و نستقرئ رأي الشارع السوري ( الذي حاولوا تغييبه على مدى عقود عديدة ) من خلال بعض تعليقات زوار المواقع الإلكترونية السورية ، علماً أن تلك المواقع تعمل من داخل سوريا ، و محسوبة على بعض المسؤولين في النظام ، و هي بلا شك مفلترة و مصفاة بعناية

            

 مواد العدد

     

محسن بلال صادق...لكن؟

داني حرب

 

             فأجأ السيد حسونة الصحاف(محسن بلال) الجميع بكلامه عن أنه ليس هناك معتقل رأي في سوريا.

لكن أنا لم أتفاجأ .

فإذا كان حسونة الصحاف يقصد بكلمة معتقل رأي مكان الاعتقال فأنا معه.

ففي سوريا لايوجد معتقل يسمى معتقل الرأي، بل هناك معتقل المزة، معتقل تدمر، معتقل صيدنايا والأهم من هذا هو معتقل سوريا وسابقا كان يسمى معتقل سوريا ولبنان ..

حيث أن معتقل سوريا يحتوي على أكثر من 20مليون مواطن سوري يتمتعون بحقوق السجناء كاملة. فلديهم ثلاثة جرائد يومية بالإضافة إلى جريدة خاصة "مستقلة" سياسية صدرت مؤخرا.

أما إذا كان يقصد بكلمة معتقل أنها تعني سجين، فأنا معه على انه لا يوجد معتقلي رأي في سوريا .

ففي سوريا السجناء هم سجناء إضعاف الشعور القومي، والأبطال هم أبطال تقوية الشعور القومي.

إن اعتراضي على هذه التصريحات ليس تكذيب لها إنما خوفا على ما سيعقبها من أمواج المهاجرين الآتين من الدانمارك وسويسرا وهولندا والسويد والنرويج ، وخوفا على المهاجرين أنفسهم من حوادث الغرق التي سيتعرضون إليها عبر استخدامهم ما يسمى بقوارب الموت للمرور إلى سوريا عبر قبرص. فيكونون قد هربوا من قمع بلادهم إلى غرق بلادنا.

بل أكثر ما أخاف على موظفي السفارات السورية في الخارج، الذين سيتلهون عن مهماتهم الصعبة باستلام طلبات اللجوء التي لا عد لها.

سيتوافد الناس من جميع أنحاء العالم، ليمارسوا حرية التعبير كما نعرفها في سوريا، بعد أن ضاقت عليهم بلدانهم ومنعتهم أجهزة الرقابة من التعبير عن أنفسهم. ناهيك عن العمليات الانتحارية التي باتوا يخافون أن يكونوا من ضحاياها في بلدانهم، بينما في سوريا ينتحر الناس فقط لأنهم يعانون من الكآبة ولا يتسببون بقتل الآخرين معهم.

أما من ناحية أخرى فإن هذه التصريحات التي أظهرت للعالم الكم الهائل من الديمقراطية الذي تذخر به سوريا فهي تناقض التصريحات الرئاسية الأخيرة التي تحدثت عن حالة التطرف المتنامية في صفوف الشعب السوري، والتي ستخيف حتى الطيور المهاجرة من أن تهاجر أو حتى تمر من فوق البلد.

ما سبق سيتسبب بأزمة بين الرئاسة والحكومة، ونظرا لحرية الرأي في سوريا ولخلو المعتقلات من سجناء الرأي ، سينقسم الشارع في إطار تعبيره عن رأيه بين مؤيد للحكومة ومؤيد للرئاسة ..

إلا أن كل هذا سيمر بسلام.. إذ أن سوريا الله حاميها

 مواد العدد

"إكسبرس نيوز" / سورية /سياسة/قيادي/تصريح (خاص)

الخميس 9 تشرين ثاني (نوفمبر) 2006

قيادي معارض لـ "قدس برس": أطراف أمنية متنفذة تمنع الإصلاح السياسي في سورية


دمشق ـ خدمة قدس برس

اتهم قيادي سياسي سوري معارض أطرافا أمنية متشددة داخل نظام الحكم في سورية بعرقلة مسار الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي.

وقال حسن عبد العظيم أمين عام حزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي في سورية، في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس": "هناك أطراف ومراكز قوى داخل النظام لا تريد أن يحدث أي انفتاح على المعارضة أو المجتمع المدني".

وألقى باللائمة في هذا الإطار على المؤسسة الأمنية السورية، وقال إن "هذه الجهات التي تمنع الإنفتاح السياسي هي جهات أمنية متنفذة".

وعن حجم هذه الجهات ودورها في صياغة التوجهات السياسية الكبرى للبلد قال حسن عبد العظيم: "الغلبة لا تزال لقوى التشدد والتضييق ومصادرة الحريات، وعرقلة أي نوايا حقيقية للإنفتاح والإصلاح السياسي".

وقلل القيادي السياسي المعارض التمييز من أهمية الشعارات الكبيرة التي يطرحها قادة النظام السوري، وقال: "لا تفيدنا النوايا الحسنة وإنما تفيدنا النتائج والحصيلة، وهي حصيلة إما تعكس مراوحة في المكان ذاته أو تراجعا عما تم تجقيقه في السنوات الماضية".

واعتبر عبد العظيم أن عودة الهاجس الأمني للسيطرة على الساحة السياسية في سورية يعكس تراجعا عن طموح السياسيين السوريين للإصلاح، وقال: "لقد رفع شعار الإصلاح الإقتصادي كأولوية مطلقة ثم عادوا ورفعوا شعار الأمن كأولوية، وهو تراجع للوراء، ذلك أنه لا وجود لإصلاح اقتصادي إو أمني من دون إصلاحي سياسي حقيقي".

وكان التجمع الوطني الديمقراطي قد عقد اجتماعا دوريا لقيادته يوم أمس في العاصمة السورية دمشق أصدر على إثره بيانا انتقد فيه تدهور أوضاع الحريات السياسية والأمنية في سورية وعودة القبضة الأمنية للسيطرة على المناخ السياسي عامة حتى أنها طالت حتى التدخل في شؤون القضاء بعد التدخل الأمني في الطعن في قرار قاضي الإحالة بعد إحالة فاتح جاموس إلى محكمة جزائية بعد بضعة أشهر من إخلاء سبيله، على نحو أساء إلى سمعة القضاء وتعطيل دوره كما قال بيان صادر عن الاجتماع.

يذكر أن التجمع الوطني الديمقراطي هو تجمع سياسي قديم يضم حزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي وحزب الشعب الذي يتزعمه السياسي المخضرم رياض الترك وحزب العمال الثوري وحزب البعث الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي. وهو تجمع أصبح له دور أكبر يوم انضم إلى تجمع إعلان دمشق الذي جمع بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين ونشطاء المجتمع المدني من جماعة ربيع دمشق، قبل أن يأتي الإعلان عن تشكيل جبهة الخلاص الوطني في تحالف مفاجئ بين جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي انشق عن نظام الرئيس بشار الأسد واتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا له.

                       

مراسلون بلا حدود تنظّم من 7 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2006:
24 ساعة ضد الرقابة على الإنترنت
ساهموا في تقليص الرقابة على الإنترنت بفضل تعبئتكم!
إن الجميع مدعو إلى الاتصال بالموقع الإلكتروني: www.rsf.org بين يومي الثلاثاء الواقع فيه 7 تشرين الثاني/نوفمبر عند الساعة الحادية عشرة والأربعاء الواقع فيه 8 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة نفسها.
لا يزال أكثر من 60 مخالفاً إلكترونياً معتقلين في العالم لمحاولتهم التعبير عن آرائهم على الإنترنت. فما يبدو سهلاً على أي فرد في معظم دول العالم، ممنوع منعاً باتاً في 13 دولة. في الصين وتونس ومصر، قد يزجّ في السجن كل من يجرؤ على التعبير عن رأيه على مدوّنة أو موقع إلكتروني. لذا، تطلق مراسلون بلا حدود حملة "24 ساعة ضد الرقابة على الإنترنت" للتنديد بالرقابة المفروضة على الإنترنت وتحسيس الرأي العام حول هذا الوضع.
وفي هذا الإطار، تدعو المنظمة الجمهور العريض، ومتصفحي الإنترنت، والمدوّنين، والصحافيين، والطلبة إلى التنديد بالرقابة على الإنترنت بنقرة بسيطة.
"24 ساعة ضد الرقابة": دليل الاستخدام
من الثلاثاء الواقع فيه 7 تشرين الثاني/نوفمبر عند الساعة الحادية عشرة إلى يوم الأربعاء الواقع فيه 8 تشرين الثاني/نوفمبر عند الساعة الحادية عشرة، سيكرّس موقع مراسلون بلا حدود لهذه الحملة.
التظاهرة الإلكترونية
CYBERMANIF: "جحور الإنترنت السوداء"
بمجرد تصفّح الموقع الإلكتروني
www.rsf.org خلال الـ 24 ساعة المحددة، يمكنك الاطلاع على لائحة أعداء الإنترنت الـ 13 عبر النقر على خارطة الكرة الأرضية التفاعلية لإزالة جحور الإنترنت السوداء وبالتالي تعديل خريطة العالم. الهدف من ذلك: إصلاح شبكة الإنترنت، خلال 24 ساعة، في الدول التي تفرض الرقابة عليها. أما الأصوات المسجّلة فمن شأنها أن تمنح المنظمة دفعاً أكبر للتنديد بتصرّفات الدول التي تفرض الرقابة على ما يفترض بأن يكون مساحة مخصصة للحرية.
سجّلوا رسالة لمؤسس ياهو
Yahoo، جيري يانغ
سيحظى متصفّحو الإنترنت في العالم أجمعين بفرصة تسجيل رسالة موجّهة إلى مؤسس ياهو من أي جهاز كمبيوتر شخصي. وستتولى مراسلون بلا حدود مهمة إيصال كافة الرسائل إليه.
لماذا ياهو؟ لأن هذه المؤسسة كانت الأولى التي أقدمت على فرض الرقابة على محرّك البحث الخاص بها لإرضاء السلطات الصينية. فهي تتعاون منذ سنوات مع الشرطة لاعتقال المخالفين الإلكترونيين والمراسلين المستقلين في الصين وإدانتهم. وعلى سبيل المثال، حكم على الصحافي شي تاو بالسجن لمدة 10 أعوام على خلفية إرساله معلومات عبر بريده الإلكتروني المسجّل على ياهو. إلا أن هذه التصرّفات لا تقتصر على ياهو، فكثيرة هي المؤسسات الدولية التي تندد بها منظمة مراسلون بلا حدود لإقدامها على تصرّفات مماثلة. (
www.rsf.org زاوية الإنترنت).
استحدث مدونتك على
rsfblog
تطلق منظمة مراسلون بلا حدود أرضية المدوّنات الخاصة بها. فبمجرّد استحداث مدوّنتك على
www.rsfblog.org، تساعد المنظمة على دعم متصفّحي الإنترنت الذين يتحدّون الممنوعات للتعبير عن آرائهم بحرية. وسيتولى "العالم بنظر المدوّنات"، أسبوعياً، نشر آراء مدوّني العالم أجمعين حول أحداث الساعة.
www.rsf.org باللغة العربية
يزور موقع المنظمة المتوفر باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية حوالى 200000 زائر شهرياً. نظراً إلى هذا النجاح، قررت مراسلون بلا حدود إطلاق النسخة العربية من موقعها في 7 تشرين الثاني/نوفمبر. فيمكنك، منذ الآن وصاعداً، الاطلاع يومياً على وقائع حرية الصحافة باللغة العربية.
نظّمت شركة ساتشي وساتشي
Saatchi & Saatchi حملة إعلامية تدعو فيها مجتمع متصفّحي الإنترنت إلى التعبئة خلال 24 ساعة. فكل وسائل الإعلام والمواقع والمدوّنات الراغبة في المشاركة في هذه الحملة مدعوون إلى الاتصال بسيدريك جرفيه على الرقم التالي: 74 84 83 44 1 33 00.

 مواد العدد


بشار الاسد الرقصه الاخيره على المسرح اللبناني

سوريه الحره

 

ماذا بقي لبشار أسد من خيارات على الساحة اللبنانية ؟ وكيف سيتعامل مع قرار تشكيل المحكمة ونشر مسودتها ؟ ومتى سيبدأ في تفيذ مخططه على الساحة اللبنانية ؟ وأين سيقدم رقصته الأخيرة ؟, في المؤسسات الحكومية أم في الشوارع ؟ !.
لم يعد أمام بشار أسد سوى القليل من الخيارات على الساحة اللبنانية , ولم يعد أمامه سوى القيل من الوقت ليحسم أمره بأي أتجاه يسير, وفي ظروف داخلية وعربية ودولية أوضح ملامحها هي العزلة الشديدة على كافة المستويات ولم يبق له غير بعض جمهورموتوروبعض أصدقاء أشبه بشهود زور, زور على جرائم ارتكبت ,وعلى حريات وأصوات قمعت ,وعلى ثروات نهبت ,وعلى سياسات فشلت , وعلى مصالح أوطان وشعوب بيعت ,وعلى حبال رقص تقطعت من تكرار المشهد الحزين على أنغام الموت والدمار الذي عممه في لبنان وسورية ويسوق له من جديد في آخر فصل من مشهد الرقص الأخير.
وعليه انحصرت الخيارت وضاقت على بشار أسد السبل وهو على على مفترق طرق حائرا ً مترددا ً لايعرف بأي اتجاه يسير ...! ورغم هذه الحالة التي هوفيها يزيد تردده عدم وضوح أي من الطرق أمامه ,والوقت يضغط عليه والمحمكمة الدولية تزيده طيشا ً واستحقاقات الوضع الداخلي والإقليمي تعبث به وتفقده ماعنده من توازن وبكل الأحوال يبقى قليل من الوقت وتبقى الخيارات التالية أمام الرئيس بشار أسد :

أولا ً- خيار الصفقات
هذا الخيار يمثل أساس منهج النظام العام وأخذ مسارا ً أكثر وضوحا ً في سياسة بشار أسد اللبنانية والإقليمية , ووفر له الخروج من بعض المآزق في الماضي بحكم حاجة الأطراف المشتركة في اللعبة لدوره وخدمته واستمراره , والآن اختلفت الصورة بشكل جذري حيث كل الأطراف الإقليمية والدولية التي تلعب على الساحة لم تعد بحاجة إلى دوره , لأنه فشل في إعادة تأهيل نفسه وتجديد سياسته وبالتالي أصبح دوره معيقا ً, بل تحاول وبكل تصميم على إلغاء دوره وبالتالي نهاية مرحلته , لكن يبقى بعض فتات المواقف والأوراق التي يملكها ويمكن أن تشكل أرضية لصفقات جديدة ما على الساحة اللبنانية والإقليمية, وهي على وجه التحديد :
-
وجود حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله
-
قادة حماس وبعض الفصائل الموجودة في سورية ولبنان
-
توقيع اتفاق مع إسرائيل والتطبيع على غرار السادات
-
الإنضمام إلى نادي السلام ( الإستسلام ) للمخططات الخارجية .
ورزمة مفردات الصفقات أعلاه المطلوب من الرئيس بشار أسد على وجه السرعة والعلنية أن يبدأ بتنفيذها مقابل صفقة على حساب تشكيل المحكمة الدولية وإخراجها بطريقة لاتدين الرئيس السوري مباشرة ً ولفلفة موضوع المحكمة بشكل من الأشكال .

ثانيا ً- خيار المواجهة
وهذا الخيار تتداخل في الكثير من العوامل واللاعبين وأولها إيران ولها الدور الكبير في دفع بشار أسد إلى تبني هذا الخيار والإيحاء له بأن خيار الصفقة هو فخ ويالتالي سوف يكون الخاسر الأكبر في حال سلوك هذا الطريق , وعليه ليس من حل أمامه سوى المواجهة السريعة والشاملة وعلى كل الجبهات وأولها في لبنان , وهذا الخيار في أسوأ الحالات سوف يعرقل تشكيل المحكمة الدولية ,وفي حال إصرار االأمم المتحدة على تشكيل محكمة أخرى دولية ذات صلاحيات واسعة سوف يدخلها بشار أسد في متاهة الشرعية عن طريق عملاؤه في لبنان برفض هذه المحكمة كونها لم يوافق عليها البرلمان اللبناني مما يعطي بشار أسد هامش من المناورة الطويلة على أمل أن يكون عملاؤه في لبنان قد استطاعوا من إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة في لبنان .

ثالثا ً- خيار العودة إلى الشعب
وهذا الخيار الوحيد الذي سوف ينقذ الوضع في لبنان وسورية والمنطقة من الإنهيار, لكن على بشار أسد العودة إلى الشعب لا لقمعه هذه المرة بل بتسليم السلطة له من خلال أطر المعارضة الواضحة وهي جبهة الخلاص الوطني وإعلان دمشق وبقية أطراف المعارضة الأخرى وهي بالتأكيد قادرة على إيجاد حل لكل المشاكل المستعصية التي لم يثبت بشار أسد الكفاءة المطلوبة في مواجهة المشكلات سواء التي هو فعلها مباشرة أو أوقعته بها سلوك الأجهزة وطاقم الفساد المحيط به الذين يرون في بشار أسد الضعيف المهزوز والمتردد الخائف والعاجز فرصة ذهبية وغطاءً ممتازا ً لإستمرار فسادهم ونهبهم للثروة الوطنية , وهؤلاء هم الذين يدفعون بشار أسد دائما ً في مسلسل لانهائي من التصرفات الخاطئة على المستوى الداخلي والإقليمي والخارجي ويصرون على مواقف مستعصية وحلول ليست في صالح سورية ولبنان والمنطقة.

وبالمحصلة إن الرئيس بشار أسد حصر نفسه في الزاوية الميتة سوريا ً ولبنانيا ً وعربيا ًوأصبح أسير حبال متعددة متشابكة ويزيدها تعقيدا ً عليه أجهزة أمنية ومستشارين ومؤسسات لازالت تعمل بالعقلية السوفياتية القديمة والرئيس الإيراني نجاد وحراس الثورة الذين يمثل لهم بشار أسد جسرا ً إلى المنطقة العربية قد لايحلمون به عبر مئات السنين , وعليه يزيدون حبك الحبال حوله وأمامه وينفخون به وبأدائه ويوهمونه بأنهم مستعدون لتلبية كل طلباته من السلاح والمال والخطط الخبيثة إلى أن غرق في هذه الأوهام وصوروا له أن الرقص على حبال هذه التوازنات هو المخرج الوحيد من المحكمة الدولية والإستحقاقات الخطيرة المحيطة به من كل حدب وصوب ....لكن كيف لرئيس مثل بشار أسد الذي لايستطيع أن يمشي على الأرض المفروشة بالسجاد بتوازن وثبات ؟ ! أن يرقص على حبال رفيعة ومتداخلة المخفي منها أكثر من الظاهر ...فهل سيستطيع بشار أسد أن يقدم عرضا ً راقصا ً بمهارة لايمتلكها ؟ وهل سيتمكن من قطع المسافة الحرجة والخطيرة والتي تحتاج إلى حنكة ومراس وشجاعة لايعرف الرئيس أيا ً منها...؟!.

 

 

 

 

 مواد العدد

 

            

ما لم يقله مقال:أين مكمن الخطر؟

إبراهيم درويش

Nafizah_2006@yahoo.com

الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة الحالي في النظام السوري، المصنّف ضمن دعاة الإصلاح في هذا النظام العصيّ على الإصلاح، يخرج علينا هذه الأيام بمقال يحمل عنوان " أين مكمن الخطر؟"،يؤكد فيه أن الخطر كل الخطر في الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها "إسرائيل"،وأننا لسنا بحاجة إلى إيجاد أعداء نصنعهم استجابة للرغبة الأمريكية، يقول د. آغا: " ولكي تزيد(أي الولايات الأمريكية) بلاء الأمة، أثارت فينا اختلافاً عجيباً حين يطرح بعض المثقفين سؤالاً مدهشاً: "من عدونا"؟ والهدف الواضح أن نلتفت إلى عدو نصنعه بأنفسنا حين نصرُّ على أنه عدو، فيرتاح العدو الإسرائيلي الذي يطمح إلى تحالف مع العرب ضد إيران المسلمة ".

ويضيف آغا:" إنني واثق من أن المثقفين العرب يتفقون جميعاً على أن الأمة العربية ليست بحاجة إلى صنع أعداء جدد، وإذا كنت أتفهم قلق بعض دول الخليج العربي من أن تصير إيران الدولة الجارة المتاخمة (وقد خاض بعض العرب ضدها حرباً في الثمانينيات) ولها أشياع بين العرب المسلمين، فإنني أجد دواء هذا القلق في الضغط على الولايات المتحدة وعلى الغرب كله، كي يجبر إسرائيل أولاً على نزع ترسانتها النووية التي تهدد العالم كله وعلى رأسه أوروبا التي كشفت شعوبها عن قلقها من أسلحة التدمير الإسرائيلية حين صوتت في استطلاع أوروبي شهير على أن إسرائيل خطر على الأمن والسلام العالمي ".وهذا صحيح لحدّ ما.

ود.آغا ينبه إلى الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ويلخّصها بقوله:

" ويبدو أن الولايات المتحدة العازمة على مزيد من تفتيت الأمة العربية وشرذمتها، وجدت أن قواها العسكرية على ضخامتها، غير قادرة على فرض مشروعها التدميري المسمى "الشرق الأوسط الكبير" الذي تحلم بأن تكون إسرائيل أعظم دولة فيه، فلجأت إلى تنشيط الميكروبات الكامنة داخل الجسد العربي، فباتت تضرب بقوة على أوتار الطائفية الدينية والإثنية العرقية، وهدفها الواضح هو نشر الحروب الأهلية في أقطار الوطن العربي، حتى إذا ما تحول هذا الشرق العربي إلى بحر دماء، باتت إسرائيل فيه آمنة مطمئنة يستقوي بها المتحاربون ويشترون منها السلاح كي يقتل بعضهم بعضاً ".

ويتخوّف د.آغا من أن يصل الأمر ببعض العرب أن يروا في بعض الأقطار العربية أعداء لهم بناء على إيحاءات أمريكية،فيقول : " ولم يعد بعيداً أن يتوهم بعض العرب أن تكون دولة عربية ما عدواً آخر لهم إذا قررت الولايات المتحدة أنها واحدة من دول الشر التي تزعج إسرائيل أو تهدد مشروعها الصهيوني " .وهذا هو الآخر قد يكون صحيحاً،ولكن هل هذا هو كل شيء؟هل شخّص وزير الثقافة السوريّ المشكلة كما هي؟ هل ثمّة جوانب من القضية لم يتطرق الوزير السوري إليها،بالرغم من أهميتها،إما جهلاً أو تجاهلاً أو خوفاً من غضب سيده عليه،أو تغابياً؟ليسمحْ لنا السيد الوزير ببعض الإضافات والتوضيحات تجلية للصورة,وإسهاماً في الجواب على سؤاله:أين مكمن الخطر؟

1ـ  سيادة الوزير:نحن نتفهم الدوافع الأمريكية والإسرائيلية من وراء إلهاء بعضنا ببعض،ولكنّ الشيء الذي لا نستطيع فهمه حقاً هو هذا المسعى الإيراني،بالتوافق مع التواطؤ المريب للنظام السوري الذي كشّر عن صبغته الطائفية أكثر فأكثر،فنأى بنفسه عن منظومته العربية،وارتمى في أحضان الفرس الإيرانيين الذين لهم أجندتهم ومشاريعهم الامبراطورية الخاصة بهم في المنطقة العربية والإسلامية.هل لك ياسيادة وزير الثقافة أن تخبرنا عن الهدف من بناء الحسينيات والحوزات العلمية الفارسية بهذا الحجم المخيف في أرجاء سورية،وبحماية رسمية من سيدك بشار؟ هل لك أن تخبرنا عن السرّ في منح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في سورية؟وبم تفسّر اعتماد رأس النظام في دمشق على الحرس الثوري الإيراني لحمايته وحماية نظامه؟وهل لك أن تخبرنا عن سرّ تحوّل سيدك السابق حافظ أسد وسيدك اللاحق بشار إلى أدوات لتنفيذ السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية؟وإلا بم تفسر انضواء حافظ أسد تحت الراية الأمريكية لمقاتلة العراق الشقيق عام 1991م؟ألم يكن بالإمكان حلّ المسألة وقتذاك عربياً؟وبم تفسّر خلط الأوراق في الساحة اللبنانية وتشجيع عمليات الاغتيال والتدمير والتخريب هناك من جانب نظام ما زلت تأمل فيه الخير؟أليس ذلك خدمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية التي تحذّر منها؟ بم تفسّر هذا الهدوء من جانب نظام أسد على جبهة الجولان المحتل كل هذه العقود من السنين،الذي لا يمكن تفسيره إلا على أنه خدمة للصهاينة ومساعدة لهم على تحقيق أهدافهم في عموم فلسطين ؟أليس من واجب نظام دمشق أن يعمل على تحرير الأرض السورية المحتلة بنفس وتيرة دعم حزب الله لتحرير الجنوب اللبناني ومزارع شبعا؟كيف نستطيع أن نربط مسعى نظام دمشق في دعم أطراف لبنانية ضد أطراف لبنانية أخرى إلا في إطار تعطيل المحكمة الدولية والحيلولة دون معاقبة القتلة المجرمين الذين اغتالوا رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري؟أليس في التصرف السوري بحثاً عن خلق أعداء جدد لسورية؟ماذا كانت نتيجة التدخل السوري في الشأن اللبناني منذ عام 1976 حتى عام 2005 سوى تدمير علاقات الأخوة بين البلدين التوأمين منذ آلاف السنين؟

2ـ ياوزيرالثقافة السورية: ماذا تقصد بالميكروبات الكامنة داخل الجسد العربي؟ ولماذا لا يعمل هذا الجسد على قطع الطريق على تأثير هذه الميكروبات بنفسه؟ المواطن إذا طالب بحقه في الحرية والمساواة وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارىء الذي منع الحريات وكمّم الأفواه وتوسّع في بناء السجون والمقابر الجماعية وإذلال المواطن وتمكين الفاسدين المفسدين يكون ميكروباً ياداعية الإصلاح؟والمواطن المطالب بتطبيق القانون العادل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة يصبح ميكروباً يا مثقف؟والمواطن الكردي الذي يطالب بالجنسية السورية المسحوبة منه لدوافع عنصرية مقيتة، والتمتع بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية داخل الوطن السوري ميكروب ياوزير الثقافة؟ والمواطن السوري الذي يطالب بإلغاء القانون 49 لعام 1980 القاضي بإعدام كل منتسب للإخوان المسلمين ميكروب يا آغا النعسان ؟ هل هذه القضايا تحتمل التأجيل كل هذه العقود من السنين؟وهل يحتاج المواطن السوري إلى من يحرضه على نظامه الظالم الطائفي،الذي أقلّ ما يمكن وصفه به إنه نظام فقدَ كل مسوِّغات البقاء والاستمرار؟أيّ ثقافة تريد تعميمها بهذه العقلية الانتقائية ؟ وهل يحتاج المواطن السوري إلى من يذكّره أن عشرات الألوف من المواطنين السوريين السياسيين من مختلف الاتجاهات مفقودون داخل السجون السورية،منذ ربع قرن، مع ما ينبني على هذه المسألة الإنسانية الاجتماعية من نتائج وآثار تفوق الحصر؟

3ـ يا وزير الثقافة السورية: يريد القارىء أن يعرف بالضبط المقصود بقولك : " ولم يعد بعيداً أن يتوهم بعض العرب أن تكون دولة عربية ما عدواً آخر لهم إذا قررت الولايات المتحدة أنها واحدة من دول الشر التي تزعج إسرائيل أو تهدد مشروعها الصهيوني " .أهي دعاية رخيصة لنظام دمشق الذي يتاجر بالشعارات ويتقن فنّ تجيير المواقف لصالحه،ويبرع في استخدام "الكلمة الرصاصة والموقف الرصاص والدعاية الرصاصية"؟ متى كان نظام دمشق يزعج إسرائيل أو يهدد مشروعها الصهيونيّ ؟ ألا تفرّق ياوزير يامثقف يا دكتور بين خدمة إسرائيل ومشروعها الصهيوني وبين إزعاجها؟ هل عندك شكّ أن نظام أسد يشكل رأس الرمح في محور الشرّ بالنسبة لشعبه وأمته العربية والإسلامية ولدول الجوار؟

 ياوزير: إن خلط المصطلحات خطأ!! فثمة فرق بين سورية البلد والشعب، الذي يجب الدفاع عنهما في كل الظروف والأحوال،وبين النظام الظالم المستبدّ الذي يجب كنسه وتخليص البلاد والعباد من أرجاسه وشروره.أليس غريباً أن تعدّ هذا النظام هو سورية؟أو سورية متمثّلة في هذا النظام؟ يا وزير:الشمس لا تُغطى بالغربال،والشعوب لم تعد تنطلي عليها محاولات تلميع نظام مهترىء نخر السوس في كل مفاصله!!!

 

 

 

 

 

 مواد العدد

 

  المؤامره مستمره

المحامي هيثم المالح

 

             كشف الأستاذ محمد حسنين هيكل على قناة الجزيرة في عدد من أحاديثه الأسبوعية ليوم الخميس ، كشف النقاب عن تواطؤ عدد من الملوك والرؤساء العرب مع قادة الحركة الصهيونية قبل وبعد نشوء  الكيان الصهيوني ، في الوقت الذي كان هؤلاء ينادون – إعلامياً – بعكس ما يقولون في الخفاء زاعمين أنهم يناصرون القضية الفلسطينية0

كان الملك فيصل ( على خلفية رغبته ليكون ملكاً للدولة العربية ) قد تفاوض مع حاييم وايزمان مسؤول الوكالة اليهودية حول تأسيس كيان صهيوني في فلسطين ، وأبرم معه اتفاقية أوردها المؤلف جورج أنطونيوس في كتابه يقظة العرب وندرجها فيما يلي لأهميتها في هذه الظروف الراهنة :
( إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها ، والدكتور حاييم وايزمان ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنها ، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ، ويتحققان أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون في سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ، ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي يقوم بينهما فقد اتفقا على المواد التالية :
يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص ، وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهودية معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما 0

تحدد بعد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدولة العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين0

 

عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة    1917، "أي وعد بلفور"0 

 

يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الإسكان الواسع والزراعة الكثيفة 0 ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي0

 

يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضاً بحرية ممارسة العقيدة الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفضيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.  إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين0

 

تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريراً عن أحسن الوسائل للنهوض بها ، وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريراً عن أحسن الوسائل للنهوض بها ، وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد0

 

يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح0 كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم0


وُقعِّ في لندن ، انجلترا ، في اليوم الثالث من شهر يناير سنة 1919)
              ( ترجمة تحفظات فيصل عن الانكليزية)
(يجب أن أوافق على المواد المذكورة أعلاه :
بشرط أن يحصل العرب على استقلالهم كما طلبت بمذكرتي المؤرخة في الرابع من شهر يناير سنة 1919 المرسلة إلى وزارة خارجية بريطانيا العظمى 0 لكن إذا وقع أقل تعديل أو تحويل ( يقصد بما يتعلق بالمطالب الواردة بالمذكرة) فيجب أن لا أكون عندها مقيداً بأي كلمة وردت في هذه الاتفاقية التي يجب اعتبارها ملغاة لا شأن ولا قيمة قانونية لها ويجب أن لا أكون مسؤولاً بأية طريقة مهما كانت)0
هذه الاتفاقية أبرمت بصورة سرية إلا أن بعض المتحذلقين من المثقفين ينفون وجود مؤامرة 0 فإذا كانت المؤامرة هي عمل بالخفاء خلاف ما يظهر في العلن فما هو الاسم الذي يمكن أن نطلقه على هذا العمل الذي قام به فيصل الأول ؟ في رأيي هو المؤامرة بعينها 0
هؤلاء المتحذلقون يرون أنه لا فائدة من استمرار الصراع المسلح مع الكيان الصهيوني في فلسطين بعد أن حمل اسم دولة إسرائيل بداعي أن هذه الدولة أنشئت بموجب قرارات الأمم المتحدة وهي مدعومة من القوى الكبرى وعلى رأسها دولة الإرهاب العالمي – الولايات المتحدة الأمريكية - وأن الدول العربية مجتمعة لم تستطع أن تحقق نصراً في جميع حروبها مع هذه الدولة0

 


إن من يتبنى هذا الرأي لم يطلع حقيقة على التآمر الذي قام به حكام عرب من خلف الستار مع الكيان الصهيوني قبل إنشاء الدولة الإسرائيلية ومع القوى التي دفعت لإنشائها بعد ذلك0
فحين أقدم السادات على زيارته المشؤومة لإسرائيل خاطب غولدا مائير بقوله لقد جئتم بوعد بلفور، فأجابته لا بل – بوعد فيصل – وانفرد السادات بعدها بالصلح معها فكانت هذه حلقة أخرى من حلقات التآمر لضرب أية  إمكانية للتوحد العربي في مواجهة الدولة العنصرية ،  وإيذاناً لاستمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة برمتها0ثم هرول البعض لاستجداء الصلح مع العدو الصهيوني في حين لا يزال البعض يهرول بالفراغ وتستمر المؤامرة حتى الآن في المشهد الفلسطيني ، فما إن فازت حماس بالانتخابات الديمقراطية  والفريدة نوعياً حتى بدأت الضغوط تمارس عليها من كل جانب دولياً وعربياً وداخلياً0
أما الموقف الدولي الداعم للكيان الإسرائيلي بلا حدود وخارج العدالة فهو أمر مفهوم لدينا تماماً ، فحتى الآن لم تطالب أي من دول العالم – المتحضر – الدولة المعتدية بوقف عدوانها ، وتنفيذ القرارات الدولية ، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ، والتوقف عن قضم الأراضي وإقامة المستوطنات وارتكاب المجازر ، وبناء الجدار العنصري الفاصل، في حين نجد الدول الغربية تمارس على الحكومة الفلسطينية الجديدة الضغوط المادية والمعنوية لدفعها للاعتراف من جانب واحد بالكيان الإسرائيلي المصطنع ، ويجري التهديد بالتجويع والحصار ، برغم أن حق المقاومة هو حق كفلته القوانين الدولية وخاصة منها اتفاقية جنيف - التي لم تكن البلاد العربية طرفاً فيها  - فضلاً عن الحق الطبيعي 0
أريد أن أؤكد إن هذا الكيان مصطنع لسببين رئيسين :
أولهما : إنه لا يوجد في ميثاق الأمم المتحدة ونظمها أي نص يبيح لهذه المنظمة مصادرة أراضي شعب لإعطائها للأخرين0    
ثانيهما : إن نظام الأمم المتحدة يصف المنظمة الدولية بأنها منظمة غير دينية بمعنى   -علمانية-  و بالتالي فخلق كيان ديني يتعارض مع علمانية المنظمة الدولية0 
وبالتالي فالأساس الذي بنيت عليه دولة إسرائيل هو أساس فاسد وما ينبني على الفاسد فهو فاسد0
وبحكم وجود إسرائيل على الخريطة بمقتضى الأمر الواقع ،وبالدعم المطلق واللا محدود لجرائمها ضد الإنسانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، وبغض نظر لما يسمى المجتمع الدولي عن كافة الانتهاكات للقانون الإنساني ،وشرعة حقوق الإنسان ورفضها المطلق للقرارات الدولية ذات الصلة ، وبحكم هذا الوجود الفعلي تجري الضغوط لإجراء المفاوضات معها للوصول إلى حلول مناسبة تضمن لها الأمن والاستقرار والسيطرة0
وأما الوضع العربي فهو لا يحتاج إلى بيان والقاعدة الفقهية المعروفة تقول ( السكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان )، فغالبية الدول العربية ساكتة عن الحق وهي ليست فقط لا تدافع عنه وإنما هي متواطئة مع الباطل0
وأما الوضع الداخلي المأساوي في فلسطين ، فما إن فازت حماس بالانتخابات حتى كشر الشرعن أنيابه وبدأت الضغوط  الداخلية تنهال عليها من الأخوة في الداخل قبل الخارج ، فبدل أن تكون سائر الفصائل الفلسطينية معها لتعاونها في إنجاز عملها الذي ندبها له الشعب بغالبيته ، إذا بالمطالبات تنهال عليها لتعترف هي الأخرى بالدولة المصطنعة - إسرائيل –وتسلم للعدوان دون مقابل كما اعترف غيرها في أوسلو التي أبرمت فيها اتفاقية سلبت الفلسطينين كل قوة لديهم ووضعتهم عراة أمام الإرهاب الصهيوني، وكان الحصاد هو العلقم0
ثم نرى الرئيس الفلسطيني مؤخراً يطالب حماس إثبات عدم ارتكابها -  جريمة- تهريب الأسلحة إلى الأردن ، عاكساً المعنى الحقوقي في هذا المجال بصورة تقول بأن على البري أن يثبت براءته ، ثم يأتي وزير الإعلام السابق ياسر عبد ربه ليقول بأنهم سيسعون لإسقاط الحكومة الفلسطينية الجديدة ، ثم يصفها بالجهل السياسي 0
فهل هناك من ترابط بين القديم والحديث ، وهل يراد من كل هذه الضغوط استمرار حرب 1948 حتى يتم التهويد الكامل للتراب الفلسطيني ؟
إنني لا أستطيع أن أفهم موقف الرئيس عباس في وصفه للحادثة الاستشهادية في تل أبيب، وإدانته لحماس، ثم حديث عبد ربه في قناة الحره سوى أنه حلقة من سلسلة لا ندري أين ستنتهي0
إنني أقول لهؤلاء جميعاً اتقوا الله في شعبنا الفلسطيني وفي حماس التي ندبها الشعب لقيادته في المرحلة الحالية0

 

     مواد العدد
                            سوريا وعداله التدمير الشامل

                                  علي ديوب
تقول الأخبار ان البرفسور عارف دليلة، يعاني وضعا خطيرا، في السجن؛ ما الجديد؟ ألم يكن يعاني مثل ذلك ـ وان عصبيا ونفسيا ـ من قبل؟ وهل يختلف في ذلك عن شعبه؛ وعن وطنه اجمالا؟

 

من الذي أجبره علي ان يكون خبيرا في شؤون هذا الوطن وشجون أولئك الناس؟ ومن أغواه في ان يستخدم عقله ـ تلك الأداة الحادة، والممنوعة علي غير البالغين، من الرجال (الساهرين علي أمن الوطن والمواطن)، وعارف دليلة ـ مثله مثل وطنه ومواطنيه ـ لن يبلغ مثل هذه المرحلة، المملوكة حصريا لأصحاب الغلب والحول والطول والجبروت، يرهبون بها عدو الله وعدوهم!!؟

 

مجرد وجود عارف دليلة، وأمثاله ممن يتسلحون ويستخدمون العقل، في وطن يقوم علي أسطورة محاربة اسرائيل، وحماية الحدود والبلاد والعباد من مخاطرها علي وجود ومستقبل وهوية (الأمة)؛ كان يكفي لفضح ما تنطوي عليه هذه المتاجرة الفاسدة، والمزايدة في سوق السياسة السوداء.

 

 

لقد أشهر عارف دليلة حقيقة المسؤولين في البلد، حين كشف عن الخراب الذي تخفيه دعاياتهم الكاذبة، واتهمهم ـ وجها لوجه ـ حين أنهي محاضرة له ـ حاولوا مرارا طمسها، مرة بالتأجيل، وأخري بالتعتيم ـ ضمن برنامج جمعية الثلاثاء الاقتصادي، في المركز الثقافي، فرع المزة، بالقول: لا تظنوا أني أشكو من جهل المسؤولين في هذا البلد. بل أنا أشكو من فرط ذكائهم. وأعتقد أنه لو كان يحل محلهم مسؤولون اسرائيليون لما استطاعوا ان يعيثوا فسادا وتخريبا بالبلد كما فعل هؤلاء، وبهذه السرعة . وذلك قبل ان يحدد مواضع الدمار الذي الحقته آلتهم البيروقراطية الطفيلية المؤسسة علي التشويه والتجهيل، لتوفير كل السبل الممكنة لجعل الفرصة المتاحة لابتزاز المواطن ولنهب الوطن، بصورة مفتوحة، وبأقصي الامكانيات، وكل الأوقات، وفي كافة الأماكن والمكامن التي تختزن ثروات الوطن.. مما ترك هذا البائس في حالة من الموت السريري؛ الذي من أخطر علاماته ـ باعتقادي ـ قناع الجهل، الذي يقتنع به المواطن، وسيلة وقائية ـ توصل اليها بتجاربه المرة، أو بمشاهداته لـ رأس الذئب المقطوع ، أو بغريزة الخوف الوطنية، التي يتنصل ويتبرأ بفضلها من كل صنوف المعرفه، اتقاء شر أعداء المعرفة؛ وهذا علي النقيض من الدافع الطبيعي لدي بني الانسان، والذي يتجلي ـ كما هو شائع ـ في التقنع بقناع المعرفة، والتمظهر بسلوك خادع ـ بالأصح متجمل ـ يبدي أفضل صورة له، معرفيا، خلقيا، في الهيئة، أو في ما سوي ذلك من الخلال والخصال، والأوجه التي تضفي علي الانسان معاني ودلالات أكثر تحضرا ورقيا وجمالا.. ويخفي ما سواها من النسخ التي تظهر عيوبه!

 

وعلي ذلك فلم يكن أمام أعداء الوطن سوي ان يلحقوا المواطن بالوطن، معممين العدالة التي تتفق وكينونتهم (عدالة التدمير الشامل)، علي جميع مكونات المجتمع، بنوع من الدفاع المستمر عن النفس؛ مجترحين جديدا علي هذا الصعيد، يتمثل في فن الدفاع الاستباقي (الوقائي)، الذي ينتظر منه ان يضمن لهم أطول وأعتي تحكم ممكن. وهذا يولد لديهم حساسية مرضية خبيثة (معندة) تجاه المواطن الحر الكريم الأبي (بالتخصيص والتعميم)، تستنفر لها كل أجهزتهم الدفاعية، بافراط يجعل من أي دواء مجرد مسكن مؤقت، ويحول أي حلم بالعلاج الشافي الي مجرد وهم!

 

و لا تزال الأخبار عن الوطن تسابق خيال كتاب الواقعية السحرية، وتقف تحديا لكتاب محليين كسر الواقع العبثي عين خيالهم، فباتت كليلة حاسرة خجلة.. واذا خرجت قليلا عن موضوعي، أتساءل ان كانت أخبار القرن الواحد والعشرين تتحمل نكتة مثل التي حدثت في مدينة السلمية، حيث استدعيت طفلة في الصف الأول الثانوي (بعمر خمسة عشر عاما)، للمثول أما المحافظ ـ في حماه ـ ليحقق معها، ويؤنبها، ويحذرها (مجربا معها سلاحه القومي الفعال) علي مقاصدها من كلمات قصيدة ألقتها في مدينتها!!؟ أو مثل ما حدث لطفلة أخري، من ادلب، أصغر منها، نالت جائزة ـ في واحد من المهرجانات العالمية ـ وراح والدها يعد خسائره للوقت والجهد والمال، بعدد سفراته الي العاصمة، تعقبا لمصير الجائزة.. ومن سفير الي وزير.. ومن وزير الي رفيق.. والجديد في الخبر ليس محاولة الاختلاس، وتضييق الطريق ومحو الأثر، وتبديد همة المطالب بالحق؛ وحتي تهديده: الجديد هو وقوع المختلس أمام فضيحة عالمية دفعته أخيرا لاختراع حل للمشكلة!

 

علي كل بات المواطن العادي يعرف من الأخبار ما يصلح غذاء تفكهيا من الطراز العابر للثقافات؛ بل صارت أخبار بيع المناصب ـ تبعا للموقع والمردود ـ بدءا من البرلمان والقضاء، وصولا الي كراسي الادارات العامة والوزارات، ومناصب المسؤوليات الأمنية والحزبية.. وليس انتهاء بأعضاء مجالس الأحياء، وعمال المياومة. بل ان اقتطاع شوارع وساحات دمشق، وتوزيعها بين المتحكمين بمناصب المسؤوليات الأمنية والعسكرية، حولها الي ما يشبه محمية عسكرية، بمصانعها، وشركاتها الخاصة والعامة، ومكاتبها الشرعية وغير الشرعية.. هي في عيونهم الشرهة، وبين أنيابهم النهمة مجرد جيفة يتخطفونها بحسب التسلسل الوحشي (الأقوي فالأقل قوة.. )؛ انها ميدان حربهم الباردة (وأحيانا الساخنة)، التي عدوهم فيها بعضهم ـ طبعا بعد الوطن والمواطن ـ جراء تداخل السيادات، في بعض المواقع الدسمة، حيث يصبح لوقوف عربة الفول أو الموز، الغريبة، ضمن حدودهم الاقليمية، وقع أخبار ساحة المعركة. أما في الثكنات العسكرية الحقيقية فتدورر صراعات القادة الصغار أحيانا حول مياه سقاية الخضروات، التي يجند العساكر لزراعتها، ورعايتها (دون التطاول عليها!)، في ساحات الثكنة، وحول المهاجع، ما دام القادة هؤلاء ليسوا ممن يملكون المزارع المترامية، حيث يخدم الجنود وطنهم بالمعول والفــــاس؛ وغالبا حول الاستئثار بمخصصات الجنود أنفسهم، من غذاء وكساء ومحروقات؛ وأحيانا استنزافهم ـ ماليا، عينيا، أو بأشكال أكثر تعقيدا؛ مما يجعل نسبة شهداء البرد والجوع بينهم، في أقاصي الجبال، أكبر من نسبة شهداء المعارك اليعربية.. وجعل الآليات العسكرية والعربات، وحتي العتاد، كل ذلك غير صالح حتي للاستخدام في ما يسمي مشاريع تكتيكية؛ هذا اذا أسعفته العناية الاستثنائية لبعض العناصر بالوصول الي أرض المشروع!

 

و علي كل فعملية تخريب المؤسسة العسكرية، في بلد طالما رسمت مصـــيره الانقلابات العسكرية، كان أمرا مفروغا منه؛ جري بأسرع من سواه. اذ تم افتتاحه بقص كل الخيوط المنذرة باعادة الحياة لهذه المؤسسة؛ بمعني الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض. وتم تدوير السلاح الي الداخل!

 

لقد ترافقت موضة ما سمي بزمن الشفافية، في سورية، مع تقدم ثقافة الفساد خطوة، جعلت منه عملا طافيا علي السطح.. يجري ضمن آلية من الضمانات ـ كما لو أنه بات هو العمل الوحيد المكفول بالتأمينات الاجتماعية. عمل وطني، يؤدي دونما خوف؛ بل بتخويف المتمسكين ـ حتي الآن ـ بقناعة تجنبه (لا محاربته!)؛ مترافقا مع الانحدار الشديد الذي انتهي بالمؤسسات، الي ما دون اللافاعلية. بمعني الفاعلية السلبية، عبر عملية افساد طويلة المدي، أفضت الي تجنيدها في ركاب النظام ـ بدلا من تمايزها في سلطات موازية له ـ دفاعا عنه، وفتكا بخصومه (الذين يفترض أنهم أبناؤها)؛ مما حولها الي ما يشبه القطعات العسكرية، متعددة الاختصاصات، تجمعها مؤسسة واحدة وحيدة، هي مؤسسة المؤسسات (مؤسسة الفساد)، التي لم تعد تتأثر بتعيين، أو باقصاء أي شخص في بنائها، حتي لو كان في رأس الهرم؛ والتي حازت شرطا اعجازيا ـ هو ضروري في زمن التقليعات الديمقراطية ـ يؤكد صدق تخوف الدكتور عارف دليله من فرط ذكائهم، يتجلي في ضمان مظاهر الديمقراطية الحقيقية، متمثلة بصندوق الاقتراع، وتأمين تأبيد النظام، بنفس الوقت، عبر تقديمها له نظاما مدنيا حضاريا، ليس بمقدور أحد المزاودة عليه (من يمين أو يسار).

 

واذن: هل كانت شخصية العارف دليله ـ كما أطلق عليه الزميل نبيل صالح ـ أقل معرفة من سواها بكل هذا؟ أم هل كانت تحضن ازدواجية بين القول والسلوك، الي الدرجة التي جعلته يقدم علي الترشح للبرلمان، في نظام طارد للحراك المدني، والعقل المؤسسي؟ نظام ميدوزي (من ميدوزا)، حول المؤسسات الي هياكل ميتة، بدءا من نقابات الفنانين والعمال والشبيبة (الشباب)، والمعلمين والكتاب والصحفيين والفلاحين، والمحامين والأطباء والمهندسين وغرف التجارة والصناعة، انتهاء ـ وربما ابتداء ـ بالتمثيلات المحلية الصغيرة.. هذا عداك عن الولوغ في عملية التجني علي الأطفال، عبر ما يسمي منظمة طلائع البعث ، علي نموذج الأنظمة الشمولية البائدة ـ كنوع من اغتصاب رمزي للقاصرين، يستحق العقاب، علي نحو من الاغتصاب المادي؟

 

أعتقد ان الجواب بالنفي. ودليلي علي ذلك اشتغاله فرديا، في بلد طالما أحبه، واستشف معاني نجاح مواطنيه أفرادا (لا سيما في الغرب)، وفشلهم جماعات. وهي معان لا تنفصل عن فساد النظام الشمولي. ولا يختلف انخراط عارف دليلة في العملية الانتخابية، غب مفاخرة النظام بالشروع بعملية الاصلاح، عن حربه الدونكيشوتية ـ النبيلة وغير المتكافئة (الشاعرية) قبل ذلك ـ في العملية التعليمية، التي هزمه الأقزام فيها، آنذاك، علي يد كبيرهم المنتحر (كما أشيع)، لأسباب تتعلق بنزاهته، المكتشفة بين ليلة وضحاها، بعد خمس عشرة سنة من خدمته الافسادية الأمينة. أو المنحور (كما أشيع أيضا)، بأكثر من طلقة، ولأسباب تتعلق بتوهمه أنه يشغل مكانا يسمح له بوضع الشروط!!؟

 

لقد خاض عارف دليلة الانتخابات النيابية غير واهم (الا بالقدر الذي تحمله النبالة من وهم)، بأن ثمة جديدا سيوفر شرطا سحريا من العدالة والصدقية والمنافسة الشريفة، قبيل وخلال وبعد العملية الانتخابية؛ ان لم يكن له ولشريكه في القائمة الانتخابية (الصناعي الوطني رياض سيف)، فله هو بالتحديد والتعيين والتخصيص. وبرغم السابقة التي انفرد بها الشريكان (تقديم برنامج انتخابي)، ولم تكن من قبل معهودة، وبرغم ان المترشحين تقاسما الأصوات؛ لكن، ولأن سيف لم يكن قد وضع بعد علي لائحة الثروات الوطنية المطلوب رأسها.. فقد اكتفت الديمقراطية المحلية برأس عارف.. وأتذكر التقائي به مصادفة في الحلبوني، يومها، وكان قافلا من ميدان وزير الداخلية، حيث أنهي للتو معركته هناك مع طواحين البشر، متحديا الوزير ـ المتظاهر بالأسف ـ ان يكون أي من الصناديق التي يدعون خلوها من أصوات لعارف؛ ان يكون حقا خاليا من مقترعين له.. وطالب بحقه في فتح أحد الصناديق، ليكتشف البطاقات التي تحمل اسمه بالعشرات. والتي لم تهز شعرة في شارب الوزير. وكان هذا أمرا طبيعيا ـ يدركه عارف ـ ما دامت شوارب الوزير ليست ملكا له! اذ الملك للواحد الأحد.. وسواه لا أحد.. ولهذا فمن المؤكد ان مرض عارف داخل سجنه، ومثله مرض الوطن داخل قيوده، هي مجرد أشياء تدخل في باب الاهتلاكات في عربة الاستبداد.. واذا كانت الحضارة الحديثة تتعرف بقيمة الفرد، فحضارتنا أجدر بالتسمية؛ لأنه ليس فيها سوي الفرد!

ہ كاتب من سورية

"القدس العربي"

  مواد العدد

هواجس التغيير الديمقراطي في سورية

غسان المفلح - إيلاف 14 تشرين الثاني 2006

قوى التغيير

من النافل القول في كل مرة أن التغيير الديمقراطي في سورية ! مطلب الواقع السوري الحالي من أي زاوية تناولناه ! سواء سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا ووطنيا. ولن نعترض على أي وجه نظر ترى عكس ذلك ! ولكن مطلوب منها تقديم المبررات وما الذي يفسر بقاء هذا الشكل من الإداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهذه السلطة ! وعدم قدرتها كما أثبت الواقع على القدرة على الإصلاح ! وتزداد الأمور سوءا يوما بعد يوم ! وهذا أيضا باعتراف الجميع ! هذا نجده كافيا لنقول مرة أخرى أن التغيير الديمقراطي وإقامة دولة القانون والمؤسسات و حقوق الإنسان هو مطلب الواقع السوري بكل مستوياته ! وهذا يلزم أيضا البحث في عملية التغيير الديمقراطي ما يعيقها وما يجعلها تتقدم وماهي القوى الحاملة لمشروع التغيير هذا وماهو دور القوى الدولية والأقليمية ! وقبل أن نناقش موضوعنا هذا لابد من القول مرة تلو المرة أن التغيير السلمي الديمقراطي وحده الكفيل بأن يحل الأزمة الإقتصادية في سورية وليس العكس كما يحاول بعض المهتمين تصوير الأمر أن الاقتصاد هو الذي يحوز على اهتمام الناس مجسدا في رغيف الخبز ! نحن نعتقد بأنه لا يوجد مواطن سوري لا يعرف أن أحد أسباب فقره وبطالته وبطالة أولاده هو الفساد وفساد السلطة تحديدا وليس أمر آخر ! ويعرف أيضا أن تغيير الواقع إنما يمر عبر بوابة تغيير السلطة سلميا ! ولكن رغم وعيه لمصلحته هذه فهو يخاف من التعبير عن موقفه وتجسيده عبر وسائل احتجاج سلمية. وهذا الخوف يجعلنا نقارب المعنى في المسافة بين معرفة الداء والخوف من الإقدام على تقديم الدواء !! فغالبية المجتمع السوري الآن على أقل تقدير أكثرية المجتمع السوري متضرر بكل شرائحه وفئاته وقومياته وطوائفه من استمرار هذا الوضع ! وبالتالي على المعارضة إذا أرادت أن تغش نفسها بأن تقول أن المواطن السوري مهتم فقط بالمسألة المعاشية لذا تحتل المسألة الديمقراطية آخر اهتماماته ويردفها بالبطبع بحضور المسألة الوطنية ! هذا الرأي الذي تعبر عنه نخب واسعة من الطيف السوري المعارض ! وهو الذي يعرف أن مفتاح الحل لكل هذه المشاكل ليس التغيير السياسي وحسب وإنما التغيير الديمقراطي ودولة القانون التي تحمي البشر جميعا كمواطنين في نضالهم من أجل نيل حقوقهم الإنسانية ! الذي يعتبر الخطوة الأولى نحو قيام نظام ديمقراطي يشكل المفتاح الاساسي لتحسين وضع المواطن على كافة الصعد والمستويات ! ولكن هذه النخب لازالت مصرة على الهروب إلى الأمام بحجة المسائل الوطنية والمعاشية للطبقات الشعبية ! والتي هي مهمة بالطبع ولها الأولوية ولكن هذه الأولوية باتت معروفة سياقات حلولها والتي ترتبط بإرادة السلطة بالدرجة الأولى وليس بإرادة بعض نخب معارضة لا تستطيع أن تقيم اعتصاما واحدا من أجل مطلب من هذه المطالب وليس الخلل فيها وإنما بالقمع الذي يمنع بالضبط المطالبة بالحقوق وفق القانون، المطالبة بالحقوق الإنسانية المعاشية والسياسية وغيرها للمواطن ! لهذا يصبح التغيير ضرورة من أجل حل هذه المطالب !

ولازالت النخب المعارضة مشتتة في فهمها لعملية التغيير وما هي القوى التي يمكن الرهان عليها، ورؤية هذا التغيير من زوايا لم يعد الرابط بينها وبين هذه المسائل المعاشية والوطنية إلا ربطا افتراضيا مبنيا على تراكم جمعي في الخلفية الأيديولوجية والوجدانية لهذه النخب !

التغيير السياسي ليس مربوطا أيضا بقضية الديمقراطية كشعار فقط بل هو مربوط بضرورته نفسها التي تنبع أولا من فساد السلطة وآليات اشتغالها من أجل ديمومة سيطرتها المطلقة على مقدرات البلد على كافة الصعد هذه الآليات التي لم تعد صالحة ولا بأي حال من الأحوال ولم يعد هنالك شعب في العالم يقبل بها وهذه هي الضرورة الجوانية التي تفترض التغيير يمكن النظر إليها في كليتها أيضا كظاهرة لم تعد موجودة في العالم وخارج الوضعية التاريخية للمواضعات التاريخية وروحيتها فلم يعد هنالك شخص واحد في هذا العالم قادر على إدراة دولة بشكل مطلق وعشرين مليون مواطن يتصرف بهم وبأرزاقهم وقوتهم وحركتهم كرعيان في مزرعة خراف !! لهذا نجد أن سورية في وجودها التاريخي داخل روحية العصر هذه التي تلفظها تدريجيا تنتقل من وضع سيء إلى أسوأ، هذه الضرورة الجوانية تفترض أيضا أن هذه السلطة ليست [ مسجلة باسم عائلة واحدة فقط بل هي ملك للشعب يختار من يريد حتى لو أعاد اختيار هذه العائلة نفسها وفق روحية هذا العصر ـ كما حدث في بعض البلدان الت انتقلت سلميا إلى نظام ديمقراطي !! ] فحتى الملكيات التي كانت تعتبر ـ سلطات مطلقة ـ حتى فترة قريبة تقوم بمساومات حقيقية مع مجتمعاتها: الأردن، المغرب دول الخليج وانفتاح سيقود حتما خلال زمن ملحوظ إلى تغيير حقيقي في البنى السياسية والثقافية لهذه البلدان وهذا ما نشاهده يحصل أمام أعيننا، والشعب السوري لازال يبحث كيف يدخل على الأنترنت بلا رقابات ومنع وسجون !

ومن باب الخوف أن نصل إلى حالة تفرض الضرورة نفسها بطريقة عشوائية ودموية كما هي الحالات التي نشاهدها في العراق والصومال..الخ

انطلاقا من هذه السياقات وغيرها نجد أن التغيير السلمي الديمقراطي يحتاج لمقولتين:

الأولى ـ عفى الله عما مضى ! والثانية ـ إقامة أوسع تحالف عريض يضم كل من له مصلحة في التغيير وكل من هو متضرر من وجود السلطة بالذات !

وكلا هاتين المقولتين تحتاجان لتأسيس أيديولوجي وسياسي وقيمي يؤهل كل من تحتاجه المعارضة وتحتاجه عملية التغيير أن يشارك في هذه العملية ! والابتعاد قدر الإمكان على كل ما من شأنه أن يبعثر قوى السلم الأهلي للتغيير وخصوصا في سورية بالذات ! وسأضرب مثالا من الواقع السوري في هذه القضية:

إن القوى التي تدعو للتغيير والقطع مع هذا النظام الفئوي كما جاء في إعلان دمشق وفي جبهة الخلاص تتحالف ولديها الاستعداد لقيام أوسع تحالف معارض ! في نفس السياق مع قوى تريد التغيير عن طريق الإصلاح وفي نفس أرضية النظام ! بينما نجد أن هذه القوى نفسها إنما تسعى جاهدة لكي تترجم مقولة التغيير السلمي إلى: إصلاح تدريجي للنظام القائم ! ويتجسد ذلك عبر مواقفها وعرقلتها لكثير من المواقف السياسية الضرورية !

وتتحدث عن المسائل المعاشية والوطنية، كما تتحدث في نفس السياق عن خطورة المسألة الطائفية والتي تفترض حسب وجهة النظر هذه أن يكون التغيير السلمي على أرضية نفس النظام لكي لا يسمح التغيير بانفجار المجتمع ! وهذه القناعات التي ننطلق في نقاشها من النوايا الحسنة لأصحابها قولا وفعلا نريد أن نفتح النقاش معهم في تحريك وجهة نظرهم هذه نحو آفاق أخرى تساعد على وحدة الصف المعارض على أرضية التغيير وقيام نظام بديل تماما لأننا نرى أن المتغيرات السياسية وعلى كافة الصعد الأخرى في السنوات الخمس الأخيرة أوصلت الواقع السوري إلى ضرورة قيام نظام بديل لهذا النظام القائم ! ومن هذه الآفاق:

إذا كان هذا التيار يلمس خطورة المسألة الطائفية فالمفارقة أنه يلمسها خوفا من قوى التغيير وليس في القوى التي تريد المحافظة على هذا النظام مما يعني التالي:

أن القوى التي تدعو للتغيير هي قوى طائفية والقوى التي تدعو للإصلاح التدريجي وإلغاء احتكار السلطة وقوى السلطة معها هي كلها قوى لا طائفية وهذا في الواقع مخاتلة من مخاتلات الواقع السوري سلطة وبعضا من المعارضة ! هذا يشكل في الحقيقة أحد أهم الهواجس التي تجعل من التغيير عملية تحتاج إلى إزالة هذا الخوف بين كل القوى التي تدعو إليه وترسيخ الثقة والمصداقية وحرية الرأي فيما بينها من أجل قيام هذا التحالف المنشود ! واعتماد مبدأ الأكثرية في هذه التحالفات وليس مبدأ التوافق والإجماع ـ الذي تعمل به الجامعة العربية !!

من يقبل في أي تحالف عليه أن يمتلك القناعة والفكر الذي يسمح له بقبول نفسه في محطات سياسية كثيرة: كأقلية داخل هذا التحالف الواسع ! وهذه التوافقية نراها في إعلان دمشق وجبهة الخلاص ! بينما المطلوب هو ترسيخ مبدأ القلية والأكثرية والمؤسسات الديمقراطية التي تحفظ حق الأقلية والأكثرية معا !

القوى الكردية:

والتي من المفترض أن تشكل رافعة حقيقية للنضال الديمقراطي السوري إنما بأحقية مطالبها من جهة وبالحراك الذي شهدته الساحة الكردية من جهة أخرى ! نجدها تريد إلزام القوى السياسية بمفاهيم تحتاج إلى شعب حر ونظام ديمقراطي وثقافة ديمقراطية حتى يتم تحقيقها معتمدة مبدأ: خذ وطالب وليس مبدأ ضع السقف الأعلى أمام الذي تريد التحالف معه وإذا لم يوافق فهو شوفيني ! لأن أي تحالف من المفروض أنه يشكل برنامج الحد الأدنى لكل القوى المتحالفة كخطوة أولى !

وهل يعتقد بعضنا سواء في المعارضة العربية أو الكردية أنه يستطيع بغير الحوار والإقناع بالطرق اللائقة والتي يقتضيها الحوار الإيجابي وليس السلبي: أن يفرض مايريد ! كما لايجب أن يغيب عن بالنا ومن منطق الأخوة والصراحة: إن السقف الذي تحقق في العراق تحقق بفضل الوجود الأمريكي دون أن نغفل نضالات شعبنا الكردي هناك وواقع الممارسة السياسية لقياداته الحزبية ! وللمعارضة العربية: إن وجود سلطة كسلطة صدام حسين والأسد هي التي تمنع بفعل القمع تحقيق المطالب الكردية بحدها الحقوقي الإنساني وليس شيئا آخر ! وفي المقابل لم تكن إرادة الغرب الاستعماري في بدايات القرن العشرين تريد قيام دولة كردية !

فهي لو إرادت لتم لها ذلك ! وهذه الدول القائمة حاليا هي دول خلقها هذا الاستعمار نفسه ! باتت المنطقة بحاجة لتكاتف شعوبها في ظل نظم ديمقراطية وعندها سوف لن نرى مكانا لكل هذه الأيديولوجيات الشوفينية ! وربما لن نرى حدودا تماما كأوروبا ! أم أننا شعوب لا تستحق ذلك !؟ ومن يعيق هذا الأمر بشكل أساسي هو طبيعة السلط القائمة في هذه المنطقة ! لهذا التغيير بات ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وقيام أوسع تحالف من أجل إنجاز هذه المهمة بشكل سلمي يعد أكثر ضرورة بالنسبة لسورية ولشعوب المنطقة كلها.

             مواد العدد

* ثلاثية الديمقراطية والتحرّر والهويّة

بقلم: صبحي غندور *

أخبار الشرق – 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006

ثلاثية من الشعارات تفرض الآن نفسها على الساحة العربية: الديمقراطية، التحرّر من الاحتلال ومسألة الهويّة.

لكن المشكلة هي في الانفصام الحاصل ما بين هذه الشعارات نظرياً وتطبيقياً، كذلك في الجهات الخارجية المهيمنة الآن على مصائر عددٍ من البلاد العربية.

فالإدارة الأمريكية تؤكّد على المسألة الديمقراطية بينما هي تمارس الاحتلال في العراق وتدعم سياسة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما تضامنت أيضاً مع العدوان الإسرائيلي على لبنان.

فواشنطن تقف مع عملية الديمقراطية في العراق وفلسطين ولبنان، لكنّها تعادي القائمين على عمليات المقاومة ضدَّ الاحتلال في هذه البلدان. فهي مع الحريات السياسية والاجتماعية لكنّها ضدّ حرّية الأوطان!

كذلك الأمر في مسألة الهوية العربية لهذه الأوطان حيث يأتي طرح الديمقراطية منعزلاً عن الهويّة العربية بل أحياناً في المواجهة معها سعياً لاستبدالها في "هويات" طائفية أو أثنية ممّا لا يُضعف فقط الهوية العربية بل أيضاً الهوية الوطنية الواحدة، كما هو الحال في "النموذجين" العراقي واللبناني للطروحات الديمقراطية المدعومة أمريكياً.

وحينما تتحدّث واشنطن عن مجموعة من بلدان المنطقة، فإنّ التسمية تصبح "الشرق الأوسط" وتكون إسرائيل حتماً أحد الأطراف المعنية، ويكون الهدف دائماً التشجيع على التخلّي عن الهوية العربية.

فتصبح الطائفية والمذهبية بديل الهوية العربية على المستوى الوطني الداخلي، وتكون "الشرق أوسطية" هي البديل على المستوى الخارجي وعلاقات دول المنطقة مع بعضها البعض، فالديمقراطية المنشودة أمريكياً في المنطقة هي كطائر عليه أن يحلّق عالياً بلا جناحي التحرّر والهويّة العربية !!

إن تكرار الحديث الأمريكي عن حاجة المنطقة العربية للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبناء المجتمعات الديمقراطية، في ظلّ تجاهل مسألة "الاحتلال"، هو ذرّ للرماد في العيون ومحاولة تهميش الأسباب الحقيقية لنشوء جماعات العنف المسلّح في دول العالم الإسلامي، وسعي مقصود لمساواة الإرهاب المرفوض مع المقاومة المشروعة ضدّ الاحتلال.

هناك، بلا شكّ، حاجة قصوى للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحتى الثقافي، في عموم المنطقة العربية ودول العالم الإسلامي، غير أنه أجدى بالولايات المتحدة الأمريكية أن تبحث أيضاً عن مقدار مسؤولياتها والدول الغربية الأخرى عن أسباب هذا التخلّف والتدهور خلال القرن الماضي كلّه، وما قامت به معظم هذه الدول من استعمار مباشر وغير مباشر ومن سلب لثروات الشعوب النامية، ومن تدخّل عسكري وسياسي، ومن حربين عالمتين مدمّرتين للعالم كلّه، ومن "حرب باردة"، كانت دول العالم الثالث هي ساحة الصراع الساخنة لها، ومن دعم مطلق ومفتوح للعدوان الإسرائيلي الغاشم لأكثر من نصف قرن على الشعب الفلسطيني كلّه وعلى عدّة دول عربية.

إنّ الحديث الأمريكي عن الديمقراطية والإصلاح في دول "الشرق الأوسط" هو دعوة حقّ يُراد بها باطل، خاصّةً أنّ المقصود بها لا يشمل إسرائيل (رغم اعتبارها، حسب المفهوم الأمريكي، بلداً هامّاً في الشرق الأوسط). ففي الحديث عن الديمقراطية والإصلاح يتمّ استثناء إسرائيل، وفي الحديث عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية تصبح مشاركة إسرائيل أمراً حتمياً لا يمكن تجاوزه. وفي كلا "الحديثين" لا ذكر لمسألة الاحتلال الإسرائيلي ولمسؤوليته أصلاً عن الكثير من السلبيات الراهنة.

إنّ الديمقراطية السليمة والإصلاح الشامل مطلوبان فعلاً في دول المنطقة، بل في أنحاء العالم كلّه، والحاجة ماسّة لهما كذلك في مجال العلاقات بين الدول، وفي ضرورة احترام خيارات الشعوب لصيغ الحياة الدستورية فيها، وفي عدم تدخّل أيّة دولة (كبرى أو صغرى) في شؤون الدول الأخرى.

إنّ الديمقراطية هي وجه من وجهي الحرّية، وهي صيغة حكم مطلوبة في التعامل بين أبناء البلد الواحد، لكنّها ليست بديلة عن وجه الحرّية الآخر، أي حرّية الوطن وأرضه.

ولذلك فإنّ إنهاء أزمات المنطقة يكون في إنهاء كافّة أنواع الهيمنة العسكرية الأجنبية على بلدانها وإزالة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني.

هكذا أصلاً نشأت الولايات المتحدة الأمريكية، فهي تحرّرت أولاً من الهيمنة البريطانية، ثمّ شرعت هذه الولايات في بناء وضع دستوري سليم تناسبَ مع ظروفها وجغرافيتها والأصول الثقافية لشعوبها.

إنّ واشنطن تدعم الآن صيغة الفيدرالية كحلٍّ دستوري في داخل البلد الواحد، بينما الصيغة هذه هي مطلوبة بين البلدان العربية كتطوير لصيغة جامعة الدول العربية، تماماً كما في النموذج الدستوري الأمريكي بين الولايات، بحيث تقوم مستقبلاً "الولايات العربية المتحدة".

هذا ما تحتاجه المنطقة العربية الآن، وليس فقط الإصلاح السياسي. فالمنطقة بحاجة إلى صيغة تكاملية اتحادية بين دولها العربية فقط، وأن تأخذ في الحدّ الأدنى بنموذج الاتحاد الأوروبي إذا صعُب عليها اعتماد النموذج الاتحادي الأمريكي. لكنّ أيّاً من النموذجين يقتضي أولاً الاستقلال السياسي وحرّية الأرض والأوطان على قاعدة دستورية سليمة بحيث يجتمع في بلدان المنطقة كلّها العدل السياسي مع العدل الاجتماعي، وبحيث يرتفق التحرّر الوطني مع الحرّيات السياسية والبناء الديمقراطي السليم في البلدان العربية.

***

هذا عن الجانب الأمريكي المعني الآن بكثير من شؤون المنطقة العربية وتطوراتها الساخنة على أكثر من صعيد.

فماذا عن الجانب العربي وعن أصحاب الشأن أنفسهم؟

للأسف، فإنّ الواقع العربي ومعظم الطروحات الفكرية فيه، والممارسات العملية على أرضه، لا تقيم أيضاً التوازن السليم المطلوب بين ثلاثية الشعارات: الديمقراطية والتحرّر ومسألة الهوية العربية.

فالبعض يدعو للتحرّر ولمقاومة الاحتلال لكن من منابع فكرية فئوية أو من مواقع رافضة للهوية العربية. أيضاً، هناك في المنطقة العربية من يتمسّك بالهوية العربية وبشعار التحرّر من الاحتلال لكن في أطر أنظمة أو منظمات ترفض الممارسة الديمقراطية السليمة. بل هناك من يعتقد أنّ وحدة الهوية العربية تعني بالضرورة أحادية الفكر والموقف السياسي فتمنع الرأي الآخر وتعادي التعددية الفكرية والسياسية التي هي جوهر أي مجتمع ديمقراطي سليم.

فهناك اختلال كبير في المنطقة العربية بكيفية التعامل مع شعارات الديمقراطية والتحرّر والهوية العربية، وفي ذلك مسؤولية عربية مباشرة وليس فقط نتيجة تدخّل خارجي أو هيمنة أمريكية.

إنّ البلاد العربية هي أحوج ما تكون الآن إلى بناء حركة عروبية ديمقراطية تحرّرية تستند إلى توازن سليم في الفكر والممارسة بين شعارات الديمقراطية والتحرّر الوطني والهوية العربية، حركة فكرية وثقافية وسياسية تجمع ولا تفرّق داخل الوطن الواحد، وبين جميع أبناء الأمَّة العربية.. وإذا ما توفّرت الأداة السليمة يصبح من السهل تنفيذ الشعارات..

__________

* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن

 مواد العدد

 

* شمشون الجبار.. والرئيس بشار

بقلم: بلال داود *

أخبار الشرق – 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006

عليّ وعلى أعدائي.. صرخةٌ أطلقها شمشون الجبار، وهو يهدم القصرَ فوقَ رأسِهِ ورؤوسِ أعدائِه، حينَ نما شَعرُه من جديد بعدما كانتْ دليلة قدْ قصّته في ليلةٍ حمراءَ، سَكرَ فيها شمشون حتى الثمالة، بحسب الأسطورة التي نسَبَتْ سرّ قوة ذلك البطل الجبار، إلى طولِ شعرِ رأسِه.

عليّ وَعلى أعدائي... صارت مثلاً يُستخدم في مواقف كثيرة، أشهرُها استخدام مقهورٍ لا يُنْصَر أمام عدوٍ لا يُقهَر، وانقسم الناس حيالها بين مؤيِّد ومعارض، فسمّاها المُؤيِّدون فدائيةً، والمعارضون انتحارية، وسُمِّيَتْ مؤخراً إرهابيةً.

وبغض النظر عن صحّة أيّ من هذه التّسميات، فإنَّ أحداً من العاقلين لا يقبل أنْ تتحول هذه المقولة لتصبح: عليّ وعلى قومي.

مع ذلك نرى بعضَ الزعماء يطبقونها جهلاً أو عمداً، ومنهم رؤساء دول كبرى يتيهون فخراً باستقطاب الكره والعداء لأنفسِهم وشعوبهم ودولهم، جراءَ استخدامهم لقواهم العظمى في سحق الضُّعفاء واحتلال الدول واستعبادِ الشعوب ونصرة الظالم على المظلوم.

أما الزعماء الصغار ممن ليس لهم شعر شمشون، فإنهم يقفون في الجهة المقابلة، يأبون إلا تقديم شعوبهم وأقوامهم قرابين إلى القتل والعبودية، ودولهم إلى الدّمار والاحتلال، وكأن لسان حالهم يقول: على قومي قبل رأسي.

ثمّ يطلع علينا النظام الحاكم في سورية اليوم، بتحديث مُطَوَّرٍ للقاعدة الشمشونية، بدلاً من الاعتبار بما آلَ إليه حالُ توأمه اللدود، لتصبح: على قومي وَمَنْ جاورهم فكل الهَمِّ رأسي.

ولكنَّ فرقاً بسيطاً بين شمشون والنظام السوري يحولُ دون تحقيق الأحلام، ذلك أنّ النظام السّوري أقرعٌ لا شعرَ له يمده بالقوة، والشعرُ المُسْتعار لا ينفع وإن أوهم الناظرين، إذْ يكاد ينزعه المحقق الدولي برامرتس، وتظهرُ عندها السوءات.

إذن فالحل يكمُنُ ُّ في زرعِ شعرٍ جديدٍ، يُؤمَل منه حينَ ينمو في جَسَدِ الأمّة، تقويضَ البنيان على رأس القوم، لا على رؤوس الأعداء، إلا إذا كان الشعبُ السّوريُّ ومَنْ جاوَرَهم هُمُ الأعداء، فهذه قضيةٌ أخرى لم يفصِح النّظام عنها علانية.

النظام السّوري يحاول استنباتَ زرعٍ طائفي جديد، في الجسد السّوري الذي يُكَوِّنُ السُّنَّةُ فيه، ثلاثة أرباع المجموع، كانوا عبر التاريخ حماةَ الرُبع الرابع المَنْسوج فيه بألوان الطّيْف من ملل وأديان وطوائف ومذاهب وأعراق.

في نفس الوقت يُمْعِن في دفع لبنان إلى هاويةِ الحرب الطائفية من جديد، بعدَ توريطه في حرب غير متوازنةِ القوى منذ أشْهرٍ قليلة، ويترك له الخيارَ بين حكومةِ وحدةٍ وطنية يُمْسِك فيها الثلثُ المُعَطِّل عودَ الثقاب، أو طوفانٍ طائفي في الشوارع.

فإذا ما تمدّدَت الفتنة الطّائفية إلى سوريا بفعل حَمْوِ وَطيسِها في العراق مِنْ جهةٍ، والمُسَعَّرِ تحتها في لبنان من جهةٍ ثانية، وَجَدَتْ عوناً لها في زرعٍ أيْنَع، وصار أُواراً مناسباً.

إذا كانَ حرصُ النظام على رأسه مِنْ أشباحِ من أرسَلَهُم ظُلماً وتآمراً إلى العالمِ الآخَر، يدفَعُه إلى تأجيج الفتنةِ وإشعال الحرائقَ في كلّ النَّسيج، فإنَّ الشّعب السّوريَّ كما الشعب اللبناني أكثرُ وعياً وإدراكاً مما يتصورُ النظامُ، وأكثرُ اتِّعاظاً بغيره مِنَ النّظامِ نفسه، ويُوَضّحُ ذلك جلياً رفضُ كل المعارضة امتطاءَ دبابة أجنبية لا تغيّر نظاماً ديكتاتورياً ظالماً فاسداً، إلا بنظام أشدّ ديكتاتورية وأمعن ظلماً وأنتن فساداً.

مطلوب مِن الشّعب السّوريّ اليَوْمَ، أكثر مما مضى أنْ يحافظ على وعيه ووحدته وتحصّنه مِن الفتن الطائفية، ومطلوب من الأكثرية استمرارَ حماية الأقليات كما هو العهد بها، ومطلوب من العقلاء وأصحاب الرأي من المُقَرَّبين إلى النظام، صدقُ النصيحة أنَّ الطوفانَ لا يُمَيِّزُ المَسَارَ، وأخيراً مطلوب من الدول العربية الشقيقة، مبادرات على غرار تلك التي قامَ بها الزعيمُ الراحلُ الشّيخ زايد يرحمه الله، قبيل سقوط بغداد.

__________

* كاتب سوري

 

  مواد العدد         

فساد الوضع الراهن

الثلاثاء 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006

مازن كم الماز

مسكين هذا الوضع العربي الذي لا يعجب أحدا ويتجاسر عليه الجميع ويستخف به الجميع ومساكين وزراء الخارجية العرب أو من ينوب عنهم الذين اجتمعوا قريبا في القاهرة فلم يكترث أحد لا لاجتماعهم ولا لما قالوه ولا لما طرحوه فلا استنكارهم للفيتو الأمريكي أخذه أحد على محمل الجد ولا دعوتهم "الجريئة" لفك الحصار الذي ساهمت أنظمتهم به ضد الحكومة الفلسطينية هز شعرة لا في غزة ولا تل أبيب ومن المؤكد أن دعوتهم لمؤتمر دولي "للسلام" ستبقى حبيسة أوراق محاضر ذلك الاجتماع.. مساكين فعلا فهؤلاء الذين يرعدون ويزبدون إذا كان خصمهم معارضا أو داعية حقوق إنسان يضطرون اليوم إلى الكذب المفضوح بصدد ما ادعوه من رفع الحصار على الحكومة الفلسطينية التي أصبحت عمليا بحكم المستقيلة.. أتصور أن أصعب لحظة مر بها اجتماعهم العتيد كانت من نصيب ذلك الشخص البائس الذي كان عليه أن يقذف بهذه التصريحات في وجه صحفيين يشعرون بالملل أصلا.. هدد وزراء الخارجية الأشاوس أمريكا بالفعل ولكنهم هددوها بنا.. قالوا لأمريكا أن استمرار المجازر الإسرائيلية بتغطية أمريكية وبالسلاح الأمريكي تهدد الأنظمة "المعتدلة" وتيار الاعتدال عربيا مستجدين "سلاما" ما ينهي هذه الحالة المتواصلة من عرضهم كمجرد "كركوزات" على كراسي الحكم.. مسكين أيضا على ذات الدرجة حالة الجدل السياسي في بلادنا الذي انتقلت إليه عدوى حالة المسؤولين العرب وأخذ الهامش الذي تتنافس عليه وفي إطاره القوى السياسية ينكمش ويستمر بالانكماش وكأن كل شيء مصاب بالتفاهة..ففي لبنان جرى اختزال كامل الجدل السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى قضية واحدة مركزية هي قضية المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس السابق الحريري.. هذه القضية أصبحت الآن مركز الجدل والتجاذب السياسي بين الأطراف اللبنانية وهي تشكل هذا الهامش الذي بقي للسياسيين (بمعنى صناع القرار السياسي) ليجتهدوا فيه تنافسا وشتائما وتخوينا للآخر.. هنا يتبدى الحضور الطاغي للخارج سواء الأمريكي أو السوري في صياغة مفردات وقضايا الجدل السياسي الداخلي بما يوافق هوى فرقاء داخليين يستفز بعضهم ما سماه محي الدين لاذقاني "سياسة الصعايدة" أي الرغبة في الثأر (من طرف الحريري وجنبلاط) وبعضهم الآخر يرى الجار السوري والداعم الإيراني بمثابة شريان الحياة لمقاومته..هذا الخارج الذي ينظر بشكل انتقائي للدم اللبناني والسيادة اللبنانية طبعا انطلاقا من مصالحه أولا فالموت اللبناني يتوقف أمريكيا عند الحريري ومن يشتبه أن النظام السوري كان وراء قتلهم والموت اللبناني سوريا يتوقف عند من قتلتهم إسرائيل في مجازرها وقد قرر الفرقاء السياسيون جميعا تحويل ذكرى ودم الآلاف الذين قتلوا في الحرب الأهلية بيد لوردات الحرب إلى متاهة النسيان.. وكأن الشعب اللبناني لا يشكو من عدم العدالة في توزيع الثروة وبالمقابل من عدالة توزيع الدين الخارجي الضخم وظلاله السوداء على معيشته.. هذه الشكاوى التي ابتكر فريق الحكم الحالي ومن يدعمه وراء البحار مخرجا غير تقليدي لها يتمثل في مؤتمرات دعم لبنان التي تنعقد كلما دق كوز تعب الشعب بجرة استئثار البعض بالبلد فتغدق الوعود بالملايين من الدولارات التي توصف على أنها المنقذ الحقيقي من أزمة الاقتصاد والرافعة لمعيشة الناس ومن ثم تتحول إلى سيف مسلط على الرقاب منعا من إغضاب الدول المانحة وكأن المشكلة لا تكمن في الفساد ومحاصصة الدولة وتقاسمها بين أطراف الحكم وظائفا ومناصبا وامتيازات..

هنا يتواجه موقفان يختزلان كل المشهد السياسي الراهن (كما نبه الأستاذ ياسين الحاج صالح في مقالته: ديمقراطية أكثرية.. علمانية فوقية.. ديمقراطية توافقية) وهما منطقان يعبران عن طبيعة النظام السياسي القائم أو المنتظر في أكثر بلاد المشرق حاليا، فالأغلبية تريد ممارسة حقها في تطبيق مشروعها الخاص (أي ممارسة سلطتها منفردة) والأقلية تشكو من التهميش والاستبعاد عن دائرة الفعل واتخاذ القرار وتجاهل مصالحها.. هذه هي حقيقة أزمة الحالة الطائفية -المذهبية-العشائرية التي تختزل حاليا الجدل والاصطفاف السياسي الراهن في مجتمعاتنا.. هذا الاصطفاف وشكل الجدل الذي أصبح يقر به الجميع حتى المثقف الليبرالي، هذا الإقرار الذي يخفي يأسا من إمكانية تغيير جدي بعيدا عن القيادات التقليدية وعن الحالة الطائفية والعشائرية.. يأسا من إمكانيات الفعل الجماهيري ومن إمكانيات فعل الأحزاب والقوى "الفاعلة" على الساحة.. فالمنطق الذي يسود الجماهير هو منطق الولاء الطائفي والعشائري وهو وحده الذي يستفز الفعل الجماهيري وإلى جانب هذا الفعل الميليشيوي الطابع الطائفي المضمون يوجد أيضا فعل النظام ببطشه وقمعه وإمكانيات العملاق الأمريكي الهائلة العسكرية والسياسية والاقتصادية.. وبينها النخبة التي تمزقها عزلتها عن الشارع والشارع المهمش أصلا والمفتت طائفيا ومذهبيا وبالتالي لا يبقى سوى الانضواء تحت أي من المشروعين والتماهي معه أو امتطائه (كما يظن البعض أو يدعي) إما لإحداث التغيير أو للحفاظ على حالة "المقاومة".. بين ضعف الشارع وغياب الأمل أو القدرة على الأمل لدى النخبة بحركته أو تحريكه ومع استمرار بطش النظام وقهره ومع حضور الخارج الهائل خدمة لمصالحه وبشرط تهميش الداخل وإلحاقه يبدو الوضع في أزمة عميقة ربما تتطلب إنعاشا عاجلا.. إن أملا ما لن يغيب عن جزء من النخبة ذات المواقف اليسارية التي لا تستطيع الرهان على أمريكا ولا على النظام ولا أن تندمج في مشروع أيا منها، أملا يتلخص بانتقال المبادرة إلى الشارع أو بداية تحرك جدي فيه يفرضه كقوة مؤثرة على مجرى الأحداث التي تخضع حتى الآن لأمريكا والأنظمة.. إن الأمل والدعوة لفعل جماهيري لا يمكن أن يتوقف عند شرف إطلاق الدعوة والبقاء في حالة كمون وانتظار لهذا الحراك الجماهيري.. إن هذا الأمر يتطلب البدء بفعاليات سياسية ومطلبية جماهيرية تتجاوز الممكن سلطويا وتؤسس لحالة تراكمية باتجاه تفعيل النضال الجماهيري.

مواد العدد

 

 السقوط في الهاويه           

 

 

منذر خدام
يتغنى العرب كثيراً ببعض تاريخهم، فهو يعوضهم، بعض التعويض، عن حاضرهم، أو قل هو هروب من الحاضر، بكل بؤسه، وانحطاطه، وعجز أهله، وتلاعب الآخرين بهم، وتعريضهم لشتى أنواع الذل والهوان، إلى الماضي، حيث القوة والفتوحات، حيث السيادة والكرامة، حيث التقدم والازدهار.. الخ. وهم بانكفائهم نحو ماضيهم، لا يستلهمون منه مغزاه، روحه المحركة، بل يستحضرونه ليجيب عن أسئلة حاضرهم، بل مستقبلهم. وإذ يفعلون ذلك فهم واهمون، يتوهمون أن الماضي يمكن أن يكون الحاضر والمستقبل، فالماضي مشروط بماضيه، انحجز فيه، ولا يمكن أن يشكل رافعة للمستقبل، إلا بمغزاه وعبره، وهي بقيت، للأسف الشديد، خارج المدركات الراهنة لمتطلبات الحاضر والمستقبل لدى الفاعلين الاجتماعيين، وفي مقدمتهم الفاعلون في الحقل السياسي.
وإذ يتغنى العرب بتراثهم، يبالغون فيه، يكيفونه حسب أهوائهم، فهم بذلك يبرهنون على خروجهم من التاريخ، وانحجازهم في حلقة من حلقاته. فالتاريخ بما هو حراك مستمر في الزمن له اتجاه واحد، من الماضي نحو الحاضر فالمستقبل، ولا يستطيع أحد السير معه في اتجاه حركته، إلا إذا استلهم منطقه، وامتلك أدواته، واستجاب لمتطلباته.
وإذا كان هذا الماضي هو الأكثر قوة في تأثيره على وعي الحاضر ومدركاته، فهو في حقيقته لا يقبل الخروج من ذاته، ما دام الفاعل الاجتماعي فيه يعيش حاضره من أجل ماضيه، ويتطلع نحو المستقبل وفق مقاسات الماضي. هذا يجيب، جزئيا، عن التساؤل: لماذا المسار الانحداري من العلاقات والقيم الجامعة، مثل العلاقات الوطنية والقومية والإنسانية..الخ، نحو العلاقات القبلية والطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية..الخ، من قيم المواطنة والتسامح والمشاركة، نحو قيم الإقصاء والتكفير والكراهية..الخ، من فكرة الدولة والوطن والمجتمع والطبقة..الخ، إلى فكرة المنطقة، والعشيرة والمذهب..الخ، هو الأكثر حضوراً في حياة الناس، والأقرب إلى وعيهم وتقبلهم.
من جهة أخرى، لم يتغير الواقع المعيش خلال القرن الماضي الذي سمي مجازاً بعصر النهضة العربي، بما يؤسس لعلاقات وروابط وقيم مغايرة، بل العكس هو الذي حصل ولا يزال يحصل. فالقرن الماضي، هو، بحق، قرن النكبات والإخفاقات، بل الكوارث الوطنية والقومية. وبين الواقع بما فيه من مصالح وروابط وعلاقات، وبين أنماط تعقله وإدراكه، علاقات تشارط متبادلة، فكما يكون، تكون هي.
لقد فشل المشروع النهضوي العربي على كل محاوره الأساسية، على الرغم من كل ما توفر له من مقومات النجاح، والتي لم تتوفر لغيره من المشاريع المشابهة.
لقد فشل على الصعيد القومي، فلم يستطع تحقيق حلم العرب القومي في دولة موحدة أو اتحادية، وأخذ هذا الحلم بالتراجع، حتى أصبح موضع شك. وبتراجعه تقدمت عليه أحلام جهوية أو قطرية، وهي بدورها أخذت بالتحلل على مقاسات الطوائف والمذاهب والعشائر.الخ.
لقد فشل أيضاً على محوره الاقتصادي، فازداد العرب تخلفا بالقياس إلى غيرهم، بحيث أصبحوا يصنفون ضمن العالم الرابع وحتى الخامس، ولم تنفعهم ثرواتهم الهائلة، ولا القوة البشرية الكبيرة المتاحة، ولا موقعهم الاستراتيجي، الذي يتميز بقيمة اقتصادية كبيرة جداً.
وفشل أيضاً على المحور الاجتماعي، فبقيت البنية المجتمعية في وضعية غير انصهارية، مركبة من وحدات اجتماعية شاقولية، جاهزة للتنافر والتنابذ، وحتى الاقتتال. وما يجري في لبنان والعراق والسودان والصومال يصح تعميمه على كل الدول العربية.
وتعرض للفشل على المحور الثقافي، فلم يستطع إدخال العرب في العصر وثقافته، وعلمه، وبدلا من ذلك شكل ردة غير مسبوقة نحو ثقافة ماضوية تزريرية شديدة الأصولية ظاهرياً.
وحتى عندما برزت بعض الحالات الايجابية التي كان من الممكن تطويرها والبناء عليها، تآمر الحكام عليها، مع من تآمر من القوى الخارجية، فتم إجهاضها، بل تحويلها إلى روافع للهزيمة والانكفاء، في حين استخدمها الآخرون لتحقيق مزيد من التقدم والمنعة والقوة. في هذا السياق يمكن التوقف عند معارك الاستقلال السياسي المباشر، وعند حرب العدوان الثلاثي على مصر، وعند حرب عام ,1973 وعند مشاريع تصنيع مصر والعراق، وتأميم الثروات الوطنية، وأخيراً عند بروز ظاهرة المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق..الخ.
وحتى ان التحديات الكبيرة التي واجهت العرب ولا تزال تواجههم، والمتمثلة بصورة خاصة بالمشروع الصهيوني في فلسطين، ومشاريع الهيمنة الغربية، والمشاريع الإقليمية المختلفة، بدلا من أن تشحذ الهمم، وتوحد الإرادات، وتشغل العقول، وتنير البصائر، للرد عليها، تم تكييفها بما يخدم هذه المشاريع، على الضد من مصالح العرب الحيوية.
ولم يستطيعوا التعلم من المشروع الصهيوني في فلسطين، الذي راكم نجاحاته على مدى أكثر من قرن من الزمن، في الوقت الذي راكم العرب إخفاقاتهم. وكما يبدو لن يستطيعوا التعلم من المشروع الإيراني الصاعد بوتائر سريعة مذهلة، مع الفرق الكبير بين المشروعين الإسرائيلي والإيراني. فالمشروع الإسرائيلي هو مشروع لعدو تاريخي، يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا، بعد أن وطن نفسه في أرض فلسطين وطرد أهلها منها. أما المشروع الإيراني فهو مشروع صديق، يمكن أن يفيد المنطقة العربية والإسلامية برمتها، شريطة النظر إليه بعيون عربية ومن موقع المصلحة العربية، لا بعيون إسرائيلية، أو أميركية، كما هو حاصل في الوقت الراهن، من قبل أغلب الحكومات العربية.
وبعد يبقى السؤال الأساس: لماذا يتخلف العرب ويتقدم غيرهم؟ وللجواب على هذا السؤال لا بد من النظر في جوانب عديدة من جوانب الواقع العربي، ومقارنتها مع مثيلتها في المشاريع التي نجحت.
إن جميع المشاريع النهضوية الناجحة قامت على أساس من الحرية والديموقراطية، أو هي سائرة إليها، في حين لم يستطع العرب التخلص من الاستبداد السياسي والثقافي..الخ. فبدون الحرية لا مسؤولية وبدون المسؤولية لا محاسبة، وبدون الحرية والمسؤولية يسيطر الفساد وينمو التخلف.
ومن دون الديموقراطية، لا تستطيع مختلف فئات المجتمع الدفاع عن مصالحها، وبدون صوغ هذه المصالح والدفاع عنها من قبل أصحابها، يفتقد المجتمع إلى الديناميكيات الضرورية لحراكه العام.
إن حجر الزاوية في نجاح أي مشروع نهضوي هو نجاحه في بناء نظام في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يتنافس فيه أصحاب هذه المصالح لتحقيقيها بصورة سلمية وفي إطار القانون.
إن جميع المشاريع النهضوية الناجحة تأسست فيها السياسة على الثقافة، في حين لا تزال الثقافة في البلدان العربية تتأسس على السياسة، وهي في خدمتها وظيفياً. لذلك بقيت أفكار مثل التعددية والاختلاف، وفكرة القانون، وفكرة التحدد بوجود الآخر، لا بنفيه، أفكار غير أصيلة ولا متأصلة في ثقافتنا، لأن هذه الأفكار تقوم على فكرة الحرية، الغريبة عن قيم الاستبداد وثقافته.
إن جميع المشاريع النهضوية الناجحة كان لديها برامج تنموية جامعة شاملة، موزعة زمنيا على مسار استراتيجي محدد، في حين لم يكن لدى العرب مجتمعين أو من خلال دولهم القطرية مثل هذه الخطط والبرامج.
لقد لعبت دولة المؤسسات والقانون، دورا وظيفيا رائدا في قيادة المشروع النهضوي الناجح، وتأمين مستلزمات استقراره وتطوره الديناميكي، أما لدى العرب فلا تزال فكرة المؤسساتية غريبة عن ثقافتهم ومدركاتهم، في حين نجد فكرة الدولة الأمنية الجهازية، هي الفكرة المتأصلة والأصيلة في ثقافة الاستبداد وقيمه، وفي واقعه السياسي.
لقد تميزت جميع المشاريع النهضوية الناجحة بالوطنية، وانطلاقا من مصالح الوطن ومن ضرورة تطويره، دخلت في علاقات تأثير متبادلة مع الخارج بما يمثله هذا الخارج من قوى ومصالح. أما العرب فقد ارتضوا لأنفسهم التبعية للآخرين، والتكيف مع سياساتهم ومصالحهم، حتى أصبحوا في وضعية يتلقون فيها الأوامر وهم صاغرون.
وبعد إلى أين نحن سائرون؟
إن الخروج عن هذا المسار الانحداري الذي سوف يقود العرب إلى قاع التاريخ، في حال استمراره، لا يكون إلا بعكس اتجاهه. ولكي يحصل ذلك لا بد من استنهاض القوى الحية في المجتمعات العربية، من خلال العمل الجاد على خلق البدائل الوطنية الديموقراطية في السياسة، وفي الثقافة، وفي أنماط الحكم. وان خلق هذه البدائل سوف يتطلب خوض معارك حقيقية في جميع الميادين المشار إليها، وهذه مهمة النخب الثقافية والاقتصادية والسياسية الوطنية الديموقراطية فهل تعي ضرورتها. وهل يكذب حكامنا، قادة مسار الانحدار، ولو لمرة واحدة السيد حسن نصر الله، فينحازوا إلى مصالح شعوبهم بدلا من كراسيهم، فيعتقوا هذه الشعوب من نير استبدادهم، وفي ذلك تحرير لهم ولشعوبهم، ودخول في التاريخ بدلا من الخروج منه.
(?) كاتب سوري

 


مواد العدد

االديمقراطية خياراً وطنياً وإنسانياً لمجتمعاتنا لجزء العاشر

بسام العيسمي            

معوقاتها... وشروط الانتقال إليها
(
غياب الديمقراطية ثقافة وممارسة على امتداد تاريخنا):-
الديمقراطية هي التجسيد العملي للحرية. هي تغليب لغة العقل في استنباط الخيارات الإنسانية الواعية والمسؤولة لإرادة المجتمع في تحقيق العدالة والمساواة بين أفراده.
من خلال إيجاد حالة من التوازنات بين الرؤى والمصالح المختلفة. إذ لكل فرد منهجه وتفكيره، وله مصالحه وميوله، التي قد تختلف أو تأتلف مع الآخرين مما يؤدي ذلك بالضرورة إلى اختلاف وتنوّع مواقف الأفراد والجماعات اتجاه الظواهر والأشياء والسياسات بما يعتقدونه خيراً أو صواباً أو مصلحة. وكل من يدّعي لنفسه القدرة أو الحق في امتلاك الحقيقة الكاملة والنظرة الصائبة دون الآخرين ولو كان ذلك عن حسن نية سيصل بالضرورة إلى مصادرة الرأي المختلف معه وإلغائه ومحاصرته ليفرض على المجتمع قسراً رأيه ومعتقداته وتصوراته.
فالديمقراطية هي نقيض الطغيان والدكتاتورية. والشرط الأساسي لممارساتها هو امتلاك الوعي وثقافة التسامح وقبول الاختلاف التي تتعزز أيضاً بالممارسة للسلوكيات الديمقراطية، فهي ليست بضاعة نشتريها ولايمكن أن نصبح ديمقراطيين بقرار سياسي بين ليلة وضحاها. وهي ليست نصوصاً مكتوبة وإجراءات مرعية فقط؛ بل يجب أن تترسّخ في العقول والأذهان أولاً.
كما أنها لا تنضج إلاّ من خلال صيرورة تطورية زمنية لتنمو وتكبر وتُزهر في وعينا، ولتصبح جزءاً من ثقافتنا، وموجهاً لسلوكياتنا ومواقفنا.
فهل نحن شعوب المنطقة نملك ذاكرة ديمقراطية؟ هل تراثنا القديم حمل شيء لنا منها؟ هل امتلكنا سابقاً وفي فترة ما أو نمتلك الآن وعياً ديمقراطياً؟
بتصوّري إنّنا وعلى مدى تاريخنا القديم وحتى اليوم لم نعش الديمقراطية لا فكراً ولا ممارسةً، فدائماً كانت ولازالت تُختصر الأوطان والشعوب بزعمائها وقاداتها وملوكها وأمرائها.
فمثلاً في الجاهلية قبل الإسلام حينما كانت القبائل تغزو بعضها بعضاً فأول ما تلجأ إليه القبيلة الغازية كان استهداف قائد أو أمير القبيلة التي يغزونها أسراً وقتلاً. فإذا ما تم لهم ذلك يعني أنهم حققوا النصر الأكيد لهم والهزيمة المحتّمة للقبيلة المغزوّة مهما كانت لهذه الأخيرة شوكة وبأس ومهما كانت تملك من رجال وعتاد وقوة فإنها لابدّ وأن تستسلم وترضخ للغازين وإن دلَّ هذا على شيء إنّما يدلُّ على ذهنية الشخصنة والهيمنة والاستئثار وعلى اختصار الأوطان والأشخاص بقادتها وزعمائها.
وحينما جاء الإسلام شكّل نقلة نوعية وتطوّرية هامة وكبيرة في حياة شعوب تلك المنطقة شملت كافة مناحي الحياة، وأدخل القبائل المتناحرة بمشروع عالمي بعد أن أزال العداوة والبغضاء والثأر والضغينة التي كانت تحكم علاقاتهم مع بعضهم البعض ووحدّها حول الإسلام وتعاليمه ونشر رسالته.
لا نريد أن ندخل هنا بتفاصيل الحالة العامة لهذا الانتقال وتداعياته على مجمل مناحي الحياة في الفكر والاعتقاد والممارسة وشكّل الدولة التي أرادها والعلاقات المختلفة والجديدة التي أنتجتها وأوجدتها تلك الحقبة ولا يتسع المجال لبحثها في هذه الدراسة.
والذي يهمنا وما يتصل ببحثنا عن الديمقراطية هو (نظام الشورى في الإسلام) الذي هو شكل من أشكال الديمقراطية والتي هدفت في حينها إشراك المجتمع أو الرعية وأخذ رأيها بالشؤون العامة، وقد تكون ناجحة في وقتها وتؤدي الغاية منها إذا نظرنا إليها في سياقها التاريخي والزمني مراعين بذلك درجة التطور ومستوى الوعي في تلك المرحلة. وما يُفهم من معناها وغايتها كما وردت في سياق النص (...وشاورهم في الأمر).
نفهم من ذلك أنها لا تقضي الإلزام في أخذ رأي الآخرين أي هي جوازية، كما أنها لا تُلزم الحاكم أو الخليفة الأخذ بالمشورة التي أسديت له من قبل من جرت مشاورتهم في قضية ما. أي أنها تأتي من باب الاستئناس. أما الديمقراطية هي آلية ملزمة وسلطة لإنتاج القرار الجماعي.
ولم نلحظ أو نسمع تعديلاً جرى أو تطويراً لمبدأ أو لآليات الشورى يختلف عن فهمنا وتفسيرنا لها منذ أن ورد النص بها في البدايات وهنا للمسألة وجهان: الأول إذا اعتبرنا أن مبدأ الشورى مقدس لذاته ويعطي معناه لأول وهلة وتتبين الغاية أو العلة التي وجد من أجلها.
وهذا يعني أن التعامل مع مبدأ الشورى جرى بقدسية لذاته وأعطي للنقل هنا أهمية تفوق العقل بالميل إلى تكريس النص الحرفي الذي لا يقبل التفسير أو التطور أو التأويل مراعاة لحاجات الناس وتلبية لغايته، وهذا مايكرس الجمود وفيه نزعة للتجريد حينما نعتمد حلولاً لمشكلات مفترضة عبر آليات اُعتمدت في زمان ما ونسحبها على الحاضر والمستقبل إلى ما لا نهاية متجاهلين ومغيبين دور العقل في استنباط الحلول وإبداع الآليات الجديدة التي تناسب زمانها والقادرة على التصدي للمشاكل الحقيقية التي تواجه المجتمعات تبعاً لحاجات التطور. ومع الأسف إن هذا الفهم هو الذي ساد ويسود حتى الآن وهو الذي يقيِّد الفقه الإسلامي ويُلغي قدرته في ابتداع آليات جديدة لتطوير وتطبيق مبدأ الشورى بما يناسب العصر بإعطاء دوراً أكبر للعقل ومرونة كافية ليحقق هذا المبدأ الغاية الدنيوية المتمثلة في إشراك الشعوب بمصائرها واحترام خياراتها.
وبرأيي أن مبدأ الشورى ليس مقدساً من حيث آليته كما تم فهمها وطريقة الأخذ بها من قبل الأوائل لأن الآلية هي الوسيلة التي تخدم الغاية، والغاية من وراء هذا النص كما يفهم في سياقه اللغوي هي تحقيق أكبر قدر من العدالة وإشراك الناس في شؤونهم، وتقرير أمورهم، ولو تعزز ذلك الفهم المتطوّر لهذا المبدأ كونه وسيلة لكانت هذه الآلية قد تطورت وتبدلت وعُدّلت بخيارات بشرية واعية ولكانت وصلت إلى ما وصلت إليه الديمقراطية بشكلها المعرفي كآلية مثلى تهدف إلى نفس الغاية.
فالوسائل تتبدل بتبدل الأزمان وتتنوع تبعاً لحاجات المجتمع ودرجة تطوره وحتى نكون منصفين ففي المئة سنة الأولى أو يزيد من الإسلام اتسّم الفقه القانوني بحرية واسعة ومرونة كافية حيث كان الفقهاء يغلبون العقل باعتباره قائداً للنص لا تابعاً له. وكانوا يغلبون المصلحة حتى ولو تناقضت مع النص في بعض الأحيان. ومثال ذلك هو ما قام به الخليفة عمر بن الخطاب من إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم رغم ورود النص به، ورغم أنه كان نافذاً في زمن النبوة، فغلّب المصلحة على النص وذهب في تدليله على ذلك أن هناك حكمة من وراء كل نص فإذا انتفت الحكمة يكون النص قد استنفذ أغراضه، فالشريعة قاعدة الفقه وهي تتكون من نصوص قرآنية وسنة نبوية يستخلص منها الفقهاء أحكامهم، لكنّ الفقهاء لم يستخدموا كل نصوص القرآن والسنة مادة لأحكامهم مما يبرز هنا جانب الاختيار.
وحسب رأي المعتدلين والمجددين يرون أن للشريعة وجهان أو جانبان. جانب الإنزال وهو إلهي وسماوي أما الاختيار فهو وضعي وأرضي ويمثل اختياراً عقلياً وعملياً لنصوص بعينها تناسب المجتمع من حيث الزمان والمكان والمشكلات التي تواجهه وتتبدّل تلك الخيارات بتبدّل الأزمان وتطوّر الحاجات، ومن هنا جاء الناسخ والمنسوخ، ومع الأسف إن هذا التطور المرن والقادر على التجديد وإيجاد الحلول للمشكلات الحقيقية التي تواجه المجتمعات في تطوّرهاه باعتماد خيارات عقلية تتناسب مع الزمان والمكان تعرّض لانتكاسة أدت إلى تعطيل مصادر التشريع الأربعة من عرف واستحسان ومصلحة وشرع الأمم السابقة.
والمشكلة إن هذا التطور التفاعلي الإيجابي مع قضايا المجتمع لمصادر التشريع الأربعة التي ذكرناها قد توقف في مرحلة زمنية ما وما أنتجته تلك الخيارات والاختيارات من حلول ومعالجات وقواعد تناسب زمنها، لكن ما أفرزه تغليب مبدأ النقل وتوقف الاجتهاد، حيث اعتبر ما تم اختياره من قبل الأوائل لا يصلح لمجتمعاتهم فقط وإنما يصلح لجميع المجتمعات على اختلاف الأزمان والأمكنة حتى يوم القيامة مما أحدث بعض التناقض والتعارض بين ما ورثناه من الفقه التقليدي وما بين شرعنة حقوق الإنسان وبعض الإنتاجات الإنسانية الرائعة التي تحفظ الحقوق الإنسانية والشخصية والطبيعية للأفراد ومع الديمقراطية المؤسسة على حقوق الإنسان والتي تحققت بفضل نضالات شعوب الأرض قاطبة لتحقيق كرامتها وتأمين احترام خياراتها وصون إنسانيتها وحقوقها من العسف والاستبداد لأنها تؤمن للشعب أن يحكم نفسه ويشترك في إدارة شؤونه ويفرض مصالحه الجمعية التي تنتجها آلية الديمقراطية، أي أنها المشاركة في الحكم من خلال سلطة القرار الجماعي الذي يجب أن يحترم ويأخذ به سنداً للعقد الاجتماعي بين السلطة والشعب.
أما الحكم في الإسلام هو لله وحده والخليفة هو نائب عنه يعمل على تنفيذ القانون الإلهي في الأرض، فالفقه الشيعي يقيم الإمامة على الأعلمية (سلسلة الأئمة الاثني عشر) فإن الإمام خليفة الله يساوي النبي في جميع الخصائص ما عدا خاصية الوحي.
أما الفقه السني لا يشترط الأعلمية فينظر إلى الخلافة على أنها مجرد وكالة عن الأمة وبكلا الفقهين يُعتبر الشرع هو حق خالص لله تعالى وهو الأحكام التي أتى بها القرآن الكريم والتي سنها رسول الله والفقه هو مجموعة الأحكام الشرعية المستنبطة من الكتاب والسنة.
وحق البشر ينحصر في إصدار التشريعات لتطبيق وتنفيذ الأحكام الشرعية وتسمى تشريعات تنفيذية والحق أيضاً في استصدار تشريعات تنظيمية لتنظيم حياة الجماعة وسد حاجاتها فيما سكتت عنه الشريعة.
وهذان الحقان يكتسبان شرعيتهما ودالتهما في الفقه السني من دائرة المباح لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد به نص شرعي.
أما في الفقه الشيعي فميدانهما منطقة الفراغ التشريعي.
إلا أنه لم يحدد القرآن الكريم أو النبي بعد وفاته أي نمط يمكن اتباعه لإدارة الحكم من بعده، على نقيض التوراة ولم يشر إلى مثال واجب الإتّباع من بعده لإدارة السلطة، مما أحدث ذلك جدلاً بعد وفاته مباشرة بين المهاجرين والأنصار من هو صاحب الحق لإدارة شؤون المسلمين من بعده وكان اجتماع السقيفة الذي تمخض عنه إقامة الخلافة التي مثلّت بداية الممارسة السياسية السلطوية الإسلامية حيث اختير الخليفة الأول الصحابي أبوبكر خليفة للمسلمين وكان مقياس الاختبار وحوامله هي مدى القرب أو البعد من الرسول الكريم واقتفاء آثاره وتمثل سلوكياته.
وما حدث بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان من أزمة في اختيار الخليفة الرابع علي بن أبي طالب التي لاقت المعارضة وعدم القبول من والي سورية آنذاك معاوية حيث حدثت مجابهة بينهما تم تذليلها بواسطة لجنة وساطة وتحكيم ثبتت الخليفة علي كخليفة رابع كانت ممارسة سياسية بحتة استُخدم بها الدين أداة أو في السياسة ونتج عنها أزمة وانقسام المسلمين بين شيعة وهم أنصار علي وخوارج وهم الذين رفضوا التحكيم وسنه من التزموا بسلطة الخلفاء.
وما أن انتهى عصر الخلافة الراشدي حتى وضحت صورة استخدام الدين كأداة في خدمة المطامع والمصالح السياسية من خلال إبتداع قاعدة التوريث في الحكم الإسلامي الذي بدأ مع العصر الأموي من عام (666-750م) وبعده الحكم العباسي والذي استمر حتى عام (1228م) وجاء بعده الحكم العثماني وخلال تلك الفترة لم ينتقل الحكم من شخص إلى شخص أو من جماعة إلى جماعة إلاّ بقوة القوة ولم يذهب الحكم أو يُترك إلاّ بقوة الضعف حيث طوع الخطاب الديني لصالح القصر ولإكسابه الشرعية والتغني بفضائله وخصائصه وتم المبالغة في نعت الحاكم وإلصاق مجموعة من الصفات به تصوره وكأنه فوق مستوى البشر وما هو إلا منةٌ من الله وممثله على الأرض فمن عصاه في أمور الدنيا وكأنه عصى الله وكفر به ويقام الحد عليه وإنه العليم الذي لا يخطئ والأعلم بمصالح الأمة والرعية وشؤون المسلمين أكثر من الرعية نفسها، مما غيّب ذلك الآراء الحقيقية والحرة للأفراد وضاقت الحريات وقُمعت الآراء المعارضة والمجددة وكُفّر أصحابها ولاقوا أنواعاً شتى من الظلم والتنكيل والتعذيب وسادت الثقافة المزيفة لدى الكثير في حيّز الممارسة الاجتماعية مما قوّت الروح الانتهازية التي اتخذت مدح الحاكم وتمجيد البلاط والولاء المطلق له وابتداع كلمات الإطناب والإعجاب بشخصه وعلمه وحكمته وقوته وبأسه كوسيلة لنيل رضائه والتنعّم بما يغدقه عليهم من خيرات ومغانم وما يؤمنه ذلك لهم من أمن وأمان على ذواتهم، مع احترامنا وعدم إغفالنا للحاكم العادل في الإسلام.
فنمط الحكم هذا والآليات التي تحكمه واختصار الرعية أو الشعب بشخص الحاكم وتهميش المجتمع وإقصائه لم يسمح بظهور أي ممارسة ديمقراطية يستطيع الأفراد من خلالها التعبير عن آرائهم وميولهم دون خوف من بطش الحاكم وعقابه مما أفقد المجتمع أي قدرة على المشاركة الحقيقية في إدارة شؤونه واختيار قادته وحكامه أو مسائلتهم إذا أخطأوا وضلّوا أو جانبوا الصواب.
وكان الميل إلى تضييق الحريات والسير نحو التزمت الديني الأصولي أيضاً تعزّز مع بروز بعض المنازعات السياسية التي رافقت الفتوحات الإسلامية والتي كانت وبنظر الفاتحين يجب مواجهتها سريعاً وإخمادها كي لا تستفحل وتعمُّ الفوضى في بلاد المسلمين، ولتوطيد أركان الحكم وحمايته من التصدع والاهتزاز.
ومثلما لم ترافق الممارسة الديمقراطية ولم تلقَ واقعاً على الأرض في لحظات توهّج وتوسّع الدولة الإسلامية في عصر الفتوحات والازدهار.
أيضاً لم تُمكّنْ الديمقراطية على أرض الواقع ولم تُمارس في لحظات التراجع والانكسار فكانت هي أي الديمقراطية الخاسر الوحيد في الحالتين.
كما أن بعض الأخطاء والحوادث والحالات وما أحدثه التفتت الذي قسم الإسلام عام (656م) وما تركه من أثر تدمير المغول لبغداد في منتصف القرن الثالث عشر، وما ألمَّ بالدولة الإسلامية من انحطاط وتراجع وتدهور وضياع الخلافة عام 1919.
كل هذا لم يقود إلى مراجعة نقدية وتصويبية لما حدث تُشرك فيها الرعية لمناقشة الأخطاء والنواقص واقتراح الحلول بممارسة فعلية وكشكل من أشكال الديمقراطية لمواجهة الأزمات والانكسارات التي ألمت بالدولة الإسلامية بل على العكس من ذلك فقد نما ميلاً قوياً وغريزياً لدى المجتمع للتمسك بالأصولية ورفض أي تجديد تفرضه وتطلبه حاجات التطور وتبدل الأزمان بل نشط التيار المحافظ الذي يدعو للعودة إلى القديم والتمسك بحرفية النص وتغليب مبدأ النقل على العقل كرد فعل على ما حدث وكخشبة خلاص للخروج من الحالة غير المرضية التي وصلت إليها دولة الإسلام، والعودة إلى القديم ومحاربة التجديد الذي هو بتصورهم الطريق التي تعود بهم إلى القوة والعزة والشكيمة التي وصلت إليها الحضارة الإسلامية في البدايات حتى القرن التاسع عشر حينما كان الغرب المسيحي غارقاً في الجهل والهمجية.
إلاّ أن الغرب وخلال عدة قرون ونتيجة للثورة الصناعية التي أنتجت مفاهيم سياسية جديدة ودكّت الحكم الإقطاعي المغلق والمطلق في أوروبا والذي أضحى عائقاً أمام العلاقات الاقتصادية الجديدة التي فرضها التطور التقني والصناعي حيث أقيمت الملكية الدستورية والتي وفّرت وأقامت دولة القانون.
وتقدمت الابتكارات العلمية والتقنية وتعزز الميل إلى العقلانية والعلمانية وتم تقسيم الكنيسة وإبعادها عن دائرة الممارسة السياسية وفصل الدين عن الدولة كل هذا أتاح للغرب ونتيجة تطور نظامه الاقتصادي الرأسمالي تشكلت عنده رغبة التوسع والسيطرة الاستعمارية خارج حدوده وتم ذلك على حساب الدولة الإسلامية لأنها أضحت وبفضل التراجع والتدهور الذي ألمّ بها لقمة سائغة له والحلقة الأضعف فقام بغزو مدننا وولاياتنا مستغلاً لخيراتنا ناهباً لمواردنا سالباً لحريتنا في تقرير مصيرنا ووقعت الإمبراطورية العثمانية أو ما يسمى بتركة الرجل المريض تحت براثن الاستعمار الغربي الذي قسم المنطقة في حينها وقطع أوصالها إلى دويلات ومناطق نفوذ ووزعها كغنائم على دوله بما يتفق مع أطماعه فكانت سايكس بيكو.
مما ولّد لدى المجتمعات العربية والإسلامية روح التمرد والعداء للغازي وهذا أمر طبيعي لأي شعب يتعرض للغزو والاحتلال فلابد وأن تولد لديه روح المقاومة الرافضة للهوان والذل والاستعداد للتضحية والفداء لتحقيق جلاء المستعمر وإخراجه من الوطن.
في هذه الفترة التي أعقبت الثورة الفرنسية وما حققه الغرب من تقدم وتطور في كافة مناحي العلوم الإنسانية والتقنية والتطور العلمي والصناعي الكبيرين الذي تم بفضل الثورة الصناعية كما أسلفنا وبمقابل ما وصلنا إليه من ضعف وتشرذم وتخلف وتفكك في الوقت الذي حقق فيه الفكر القومي الأوروبي نجاحات كبيرة وهامة في تكوين الأمم الأوروبية والحفاظ على وحدتها، برز لدينا الفكر الإصلاحي الذي بدأ يتلمس الحلول لمشكلاتنا بالنـزوع إلى العقلانية والميل إلى الاجتهاد والتجديد ودمقرطة الحياة السياسية وإبقاء الدين خارج النـزاعات السياسية كمدخل لتحسين وتنمية قدرة المجتمع في صراعه ضد التخلف والتفكك لمعاودة النمو والتقدم ومحاولة اللحاق بركب الحضارة التي ابتعدنا عنها أشواطاً كبيرة.
وكان أبرز دعاة هذا الإصلاح وتبني الفكر الإصلاحي في القرن التاسع عشر بعض كبار علماء المسلمين ومن أبرزهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو وغيرهم من العلماء.
-
وما ساهم في تبلور هذا الفكر ووسع مطرحه إضافة إلى صدمة علم الأنوار الغربي وما حملته الثورة الفرنسية من تأكيد ونشر لمبادئ الحرية والمساواة وإبعاد الدين عن الممارسة السياسية وإبقائه كمنظومة أخلاقية توجه السلوك الإنساني نحو الخير والابتعاد عن الرذيلة وكمخزون روحي كبير وقيم شمولية هادية ومحصنة لأخلاقية المجتمع، هي ولادة الفكر القومي في منطقتنا والذي برق إشعاعه من ألمانيا الذي نما فيها وتوهج كرد فعل على الغزو الفرنسي لها في بدايات القرن التاسع عشر.
فكراً يمجد القومية الألمانية ويبرز التضاريس التي تمتلكها والخاصة بها والتي تشكل منها أمة متميزة عن غيرها على الاستمرار والازدهار لما تملكه من شروط وأساسيات المعرفة والقوة الروحية.
وتعزز الميل نحو العلمانية لأن الكثيرين من الناس بدأوا يتلمسون حلولاً لمشاكلهم خارج منظومة الفكر الديني إزاء كثير من الظواهر السياسية والعلمية والتقنية لصعوبة إيجاد روابط قوية بينها وبين الفكر الديني والتي هي وجدت وتكونت خارجة حيث نظر القوميون العرب إلى القومية باعتبارها الرابطة بين المجموعات المكونة للأمة التي يحترم فيها الجميع ضمن وطن واحد تنسحب وتندمج الروابط الأخرى تحت سقفها إن كانت دينية أو عرقية أو جهوية 0
ولاقى هذا الفكر معتنقوه ومؤيدوه في بلادنا ومن أبرز رواده المفكر زكي الأرسوزي وميشيل عفلق وغيرهم من الذين حاولوا إبراز مشتركات بناء الأمة وممكنات إنجاز البناء القومي لما يملكه العرب من روابط اللغة المشتركة والعادات والتقاليد والمخزون الإرثي لشعوب المنطقة وتاريخها المشترك قبل تجزئتها ومصيرها الذي يجب أن تتوحد حوله لتقاوم وتحبط ما يدور حولها من مؤامرات ولتبني أمتها وتخرج من ظلمتها وتستعيد دورها وانطلاقتها إلى معراج التقدم فطرح هذا التيار شعارات كبيرة دغدغت مشاعر الجماهير آنذاك كاستراتيجية عمل وهي الوحدة والحرية والاشتراكية مما حقق له هذا اتساع في قاعدته لدى الجماهير التواقة للتحرر من الاستعمار ولتحقيق أمانيها في التنمية والتقدم وبناء الأمة الواحدة .
ولابد من الإشارة هنا إلى أن الديمقراطية التي اعتمدها هذا التيار ونظر إليها موقفاً سياسياً ولن يفصلها أو يخرجها مع توجهاته الأخرى من رؤيته في كيفية تحقيق طموحاته اعتماداً على مبدأ المشروعية الثورية أي العنف والقوة التي قادت في النهاية لسيادة الحزب الواحد وتغيب الجماهير والوقوع في أتون عبادة الفرد.
فتعزز مشروع الاعتدال والإصلاح الإسلامي مع تألق المشروع القومي واتساع قاعدته دون أن يلغي هذا الاعتدال أو يوقف المد الأصولي المتحجر ذا الميول العنيفة وإنما أضعفه إلى حد ما.
وكان لمجموعة التحولات العالمية التي ساقتها قيام الحرب العالمية الثانية وتداعياتها أثراً كبيراً في حياة الشعوب والمجتمعات وخاصة منها مجتمعات ما تسمى بالعالم الثالث ونحن منها حيث أنهار أعتى نظامين عنصريين وهما الفاشية والنازية وقيام منظومة الدول الاشتراكية وتحول الاتحاد السوفيتي إلى قوة عظمى انتهجت في سياساتها مواجهة ومحاصرة البلدان ذات النـزعة الاستعمارية والإمبريالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وقدمت كل العون والمساعدة لدول العالم الثالث لتتمكن من إنجاز استقلالها وتحقيق حريتها.
كل هذه الأحداث ساهمت بحدوث تحولات وتغيرات في بنية الواقع العربي نالت على أثرها معظم بلداننا استقلالها، مما أحدث ذلك اصطفافات جديدة خدمت تنامي الشعور القومي والاجتماعي عند أفراد المجتمع الذي بدأ عن طريق تياراته وأحزابه البحث عن حلول لمعظم القضايا العالقة وإشكالياتها وتعزيز وصيانة الاستقلال الوطني وتحقيق التنمية وتحسين الظروف المعاشية للجماهير وتنظيم الحياة السياسية في البلاد وصولاً إلى إنجاز البناء القومي للأمة وتحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة دولة الحق والقانون، وتعددت أنظمة الحكم لدينا بعد الاستقلال وتنوعت صيغ ممارسة السلطة وتمكن البناء القومي من الصعود واستلام الحكم في قسم من دولنا وأقام سلطات شمولية استلمت الحكم عن طريق الانقلابات بمنظور الشرعية الثورية الذي كان سائداً ومتشعباً آنذاك وبدأت الحكومات تمارس السلطة وصادرتها بالكامل لصالحها وأدارت الحكم من خلال تسميات مختلفة لكنها متفقة في الجوهر كمجلس قيادة الثورة أو اللجان الثورية أو تحالف قوى الشعب العامل وفشلت تلك القوى والأحزاب السير بالبلاد لخدمة مشروعها وشعاراتها التي بقيت شعارات ترفع ويافطات معزولة عن الواقع العملي للممارسة الذي كان يتجه باتجاه تكريس القطرية مما أبقى العشائرية والفئوية والقبلية وهي البنى القديمة للمجتمع العربي حية لأن الممارسات العملية لأنظمة الحكم المستبدة كانت تنسجم مع هذه البنى ولا تقوضها.
رغم أن كثيراً من هذه الأنظمة وأثناء استلامها للسلطة رفعت شعارات ذات مضمون ديمقراطي وقومي وركزت على دور الجماهير والطبقات الشعبية الفقيرة في تحديد خيارات الحكم وممارسة السلطة، لكن الذي جرى في الواقع ومنذ استلامها أخذت تركز مواقع القرار بيدها وتعمل على إقصاء وعزل كل القوى السياسية والتيارات الأخرى وإبعاد الجميع عن المشاركة في القرار السياسي والشأن العام وأدخلت كل أشكال الولاءات الأخرى من قومية وإنسانية ووطنية من بوابة الولاء للزعيم أو القائد مما جعل السلطات الحاكمة في هذه البلدان تفرض سيطرتها القسرية المتحكمة على مجمل مظاهر حياة الناس ونشاطاتهم عن طريق التصفية والقمع مما نشر الرعب والخوف في صفوف العامة الذي ترافق بسلوكيات اجتماعية ونفسية وسعت دائرة الرياء والكذب والانتهازية في المجتمع.
مما يقودنا هذا إلى أن معوقات التطبيق الديمقراطي في مجتمعاتنا يأتي من الخلل الحاصل بين الفكر والواقع بين الشعار والممارسة التي لم تسمح بتشكل الوعي الديمقراطي. وبين مستويات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما يرافقها من تعددية في الاتجاهات الفكرية من أقصى اليمين المتمثل بالحركات الأصولية والتكفيرية إلى أقصى اليسار المتمثل بالقوى العدمية التي تكتفي بالإطلاقية السياسية والشعاراتية المفصولة عن معطيات الواقع وما نعانيه من تخلف وجهل وتبعية .
فرغم التحولات التي جرت وتبدل السلطات والحكومات وتنوع أنظمة الحكم من ملكية وجمهورية إلا أن طبيعة ممارسة السلطة عبر تاريخها في منطقتنا لم تتغير وظل يغلب عليها الطابع الاستبدادي الممثل في شخصية الأمير أو الوالي أو الملك أو الرئيس أو قائد الثورة أو الأمين العام وهذا لا يبدل شيئاً مادامت هذه السلطات وعلى مدى تاريخها الطويل تؤدي نفس الدور وتقوم بنفس الوظيفة في تغييب الجماهير وقمع صوتها وإجبارها على الرضوخ والطاعة وتعويدها العبودية لتأتلف الذل والخنوع فإن خالفت الوالي تتهم بالكفر والإلحاد ويقام عليها الحد وكأنها كفرت بالخالق وإن خالفت الحاكم أو الزعيم المُلهم وأظهرت معتقداتها بما تراه صواباً اتهمت بالمعارضة والخيانة والعمالة للأجنبي والنتيجة واحدة إيقاع العقاب بمن خرج عن طاعة السلطتين الزمنية والروحية.
كما أن لابد من الإشارة بأن معظم الحكومات والقيادات العربية وصلت إلى السلطة عن طريق الشرعية الثورية والانقلابات وليس عن طريق الخيارات الحرة للجماهير أي من خلال المعايير الديمقراطية مما سيبقي القوى المتسيدة أو السلطات تعيش حالة القلق والخوف من تشكّل تيارات وقوى أخرى تزيحها بنفس الطريقة العنيفة فيجعلها هذا تُفّرط باستخدام القوة لتغييب الرأي الآخر وضبط إيقاع حركة المجتمع في إطار مصالحها وتوجهاتها، أي أنها تعمل من أجل ذاتها فقط واستمرارها في الحكم وبذلك حتى ولو كانت حسنة النية في شعاراتها وتوجهاتها حين استلامها السلطة لابد وأن تتحول إلى سلطة مقيدة بيروقراطية وتكون محصلة ممارساتها على أرض الواقع تغيب الديمقراطية ومحاربتها وكم أفواه الناس ومصادرة حرياتهم المدنية والسياسية بالمنع والقمع والملاحقة والسجن والأحكام العرفية، وهذا ما يفسر لنا كثيراً من الأنظمة العربية التي ضمت دساتيرها الحقوق المدنية والسياسية للأفراد والفصل بين السلطات وتأكيد الحريات العامة وسيادة القانون عجزت عن تحقيق ما وعدت به بل إن رفع تلك الشعارات نظرياً واختلاف الممارسة على الأرض زاد في حدة تناقضات المجتمع وبقيت الشعارات حبراً على ورق ولم تستطع أن تتجاوز عوامل التخلف أو إنجاز التنمية أو تحقيق الديمقراطية بل سارت نحو تشديد قبضتها على المجتمع وملاحقة القوى المختلفة معها والتنكيل بها وأصبح الخوف المتبادل وعدم الثقة هي التي تحكم العلاقة بين الشعب والسلطة وظل العقل العربي لاستدامة استلابه لعبودية الحاكم وبقائه أسير البنى المجتمعية المتكسرة والمنغلقة والمتخلفة مؤسساً على مجموعة من العبوديات، العبودية للحاكم، العبودية للأسر، العبودية لزعيم القبيلة، لشيخ العائلة وبقيت هذه العبوديات تمارس ضغطها على الإنسان العربي وتحاصره وتجهض طاقاته الإبداعية وتقتل لديه روح المغامرة والخلق والإبداع لأنه أسير لحسابات العقاب، أي أنه يحسب حساباً للعقاب والمسائلة إزاء إقدامه على أي عمل قبل أن يحسب حساب الثواب، فممارسة السلطة السياسية الحاكمة الاستبدادية تغيب الرأي والرأي الآخر وتمارس ضغطها لأدلجة المعتقدات والميول وضبطها في المجتمع لاستدامة سيطرتها تشكل امتداداً واستمراراً لممارسة السلطة الدينية التي حاولت تسخير الدين كأداة بيدها لتثبيت حكمها.
كليهما يلغيان حق المنافسة والحوار ويمنعان الرأي والرأي الآخر ويقفان سداً معيقاً بوجه التحول الديمقراطي.
ولا زال مفهوم الرعية يعشعش في بنية العقل العربي وهذا ما يبرر استدامة سلطة الحاكم المطلق عبر تاريخنا على أنها سلطة مقدرة ومحدودة وقدرية وهذا ما أشار إليه عبد الرحمن الكواكبي في وقف قوة المستبد وقبول الرعية لهذا الاستبداد ورضوخها (... ويغتصب أموالهم فيمتحدونه على إبقاء حياتهم.. وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً وإذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيماً).
حيث أن تغيب المشاركة الجماهيرية وتأييد عزل المجتمع ومنعه من الإسهام في صنع القرار السياسي في البلاد هي سمة قديمة جديدة لازالت مستمرة حتى الآن ولازال القائمين على الحكم والسلطة يعطوا لأنفسهم التميّز عن الآخرين والعظمة والقدرة الخارقة في التعاطي مع الحالة السياسية واحتكار ممارستها والاستئثار بها دون الشعب الذين يستخدمون معه كل وسائل الحصار والمنع والملاحقة والتخويف والسجن ليبقى بعيداً وخارج دائرة التعاطي السياسي. وبالتالي تتحول كل مؤسسات صنع القرار ومراقبته وما يتبع ذلك من إدارات محلية ومجالس تمثيلية إلى توضعات ومفاصل في جسد السلطة محكومة برؤيتها وتوجهاتها لا ينطلق لسانها إلا لتمجيدها ولا يعلو صوتها إلا بالهتاف لها وبذلك تتحول هذه المؤسسات إلى مسرح عرائس لا دم فيها ولا روح فاقدة القدرة على تحريك نفسها وإنما هناك من يحركها بإرادته وقت ما يشاء وبالكيفية التي يريدها لإكمال المسرحية.
إزاء هذه الأوضاع المتردية والمزرية والانكسارات المتوالية والهزائم المتكررة التي ألّمت بنا وتداعيات إفلاس المشروع القومي العربي في تطبيق شعاراته التي رفعها تكرست القطرية بدل الوحدة وضاقت الحرية واستبدلت بنقيضها الاستبداد سيفاً مسلطاً على الحريات العامة أما الاشتراكية فازددنا فقراً وحرماناً.
ولم تستطع كل الجيوش العربية بموازناتها وترسانات أسلحتها من أن تحرر شبراً واحداً من الأراضي المغتصبة بل توالت هزائمنا وانكساراتنا ولم يستطع أو يتمكن العالم العربي من خلال أنظمته المختلفة بناء نظام عربي يستجيب لحاجات الشعوب العربية وأصبحت عملية تقرير وتوجيه المصير السياسي للعالم العربي تتم بقسم كبير منها خارج مؤسسات هذا النظام وأصبحنا منفعلين لا فاعلين ولسنا طرفاً مهماً في أي أزمة ولو تعلقت بنا مما انعكس هذا بروداً وخللاً وتناقضات في العلاقات الداخلية لدول هذا النظام.
ومن ناحية أخرى لازالت إسرائيل متنكرة لحقوق الشعب العربي الفلسطيني ولازال أكثر من أربعة ملايين فلسطيني مشرداً خارج أرضه ومازالت ترتكب المجازر تلو المجازر بحق أطفاله ونسائه وشيوخه ويتم هذا بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية وتحت مرأى العالم المتحضر.
فإسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي ولدت بولادة غير شرعية بقرار من هيئة المجتمع الدولي وهي الوحيدة التي لا زالت تضرب بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة عرض الحائط ولم تطبق منها شيئاً ولم تتمثل لإرادة هذا المجتمع الدولي الغربي الذي رعاها وأشرف على ولادتها حتى اشتد عودها مما يدل هذا على أن منطقتنا تقع في ظل تحريف المشروعية الدولية ومازال استمرار تواطئ قوى دولية كبرى على حقوق شعبنا وسكوتهم على كل الخروقات والاعتداءات والمجازر الإسرائيلية المتوالية التي ترتكبها في لبنان وفلسطين واستمرارية احتلالها لأرضنا وتنكرها لحقوقنا إضافة إلى ما تعانيه منطقتنا من التوظيف المصلحي والنفعي السياسي والدعائي لحقوق الإنسان والديمقراطية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية مما شكل هذا أزمة ثقة كبيرة ضربت مصداقيتها في منطقتنا لانحيازها الكامل مع العدو الإسرائيلي مما كان هذا سبباً مهماً وعائقاً من العوائق التي تحول دون نشر ثقافة حقوق الإنسان لدينا وتؤخر عملية التحول الديمقراطي.
فتلاعب الولايات المتحدة بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوظيف النفعي والغائي لهذه الحقوق لفرض مصالحها ورؤاها السياسية على الشعوب والكيل بمكياليين مما حدا بالبعض للنظر إلى منظومة هذه الحقوق بعين التوجس والريبة واعتبارها كأداة من أدوات الهيمنة الغربية.
كما أن الأنظمة الشمولية العربية تستثمر هذه الظاهرة أي تلاعب أمريكا الفاضح بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية استثماراً ذكياً وماهراً للتضييق على دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية اللذين يريدون الانتقال إلى مجتمع أكثر إنسانية تحفظ للمرء فيه كرامته فيكيلون لهم التهم بدون حساب بأنهم عملاء للغرب أو للولايات المتحدة الأمريكية أو ينفذون أجندة أجنبية وما إلى ذلك من تهم لا لشيء وإنما لتكريس الخضوع للقيم الشمولية واستدامة الاستبداد وهروباً من الاستحقاقات الملحة لمجتمعاتنا العربية المتمثلة في تكريس قيم الديمقراطية واحترام الذات الإنسانية .
إزاء هذه الوضع المعقد الذي يخضع لتجاذبات كبيرة وعديدة ولخصوصية الصراع في المنطقة ولغياب الفكر الديمقراطي والممارسة الديمقراطية عبر تاريخنا الطويل وحتى الآن0 وكوننا لا نحمل ذاكرة ديمقراطية ولم تكن يوماً من الأيام جزءاً من تراثنا ونتيجة لضعف المعارضات العربية الديمقراطية والليبرالية وقصور خطابها في أن تجسد المشروع الديمقراطي كمشروع نهضوي وطني متكامل استطاعت الأنظمة العربية بشكل عام وعلى امتداد عالمنا العربي من تغييب الديمقراطية والتنكر لكثير من الحقوق الإنسانية المتعلقة باحترام الذ ات البشرية فكراً وعقيدة واستطاعت إلى حد ما استثمار هذه اللوحة المليئة بالتناقضات والتداخلات الحرجة من وضع الوطنية في خانة الاستبداد والشمولية فأي شخص يرفع صوته للمطالبة ببعض الحقوق أو يشير إلى بعض النواقص والتجاوزات أو يعلن موقفه إزاء بعض الظواهر والسياسات لابد وأن يخضع إلى امتحان في الوطنية.
وقد يُرمى به في غياهب السجن 0
إزاء هذا الوضع المأزوم مجتمعات مهمشة ومعزولة أنظمة تسلطية لا تقبل الاختلاف ولا يتسع صدرها للرأي الآخر همّها استدامة بقائها في السلطة إفلاس المشروع القومي تكسر أحلام الجماهير وخيبة أملها بهذا النظام العربي الرسمي العاجز عن إيجاد حلول لمشاكلها وأزماتها التي تزداد وتتفاقم. والانفصال التام إلى حد التناقض بين الشعار والممارسة واستمرار التواطئ الأمريكي وانحيازه التام للعدوانية الإسرائيلية وسكوته بل ودعمه لها لانتهاك القانون الدولي واستمرارية احتلالها للأرض العربية وتوسيع هذا الاحتلال بالتوسع الاستيطاني والذي يتم في سياق تناقض تام وكامل مع قرارات الأمم المتحدة التي تعاني من التهميش لدورها في الشؤون الدولية وارتهانها بإرادة الدول العظمى.
هذه اللوحة القاتمة ضياع المثل تبخر الأحلام وانكسارها عجز وشلل يعاني منه النظام العربي الرسمي فقدان الأمل في المستقبل.
بدأت معه الناس تبحث وتتلمس حلولاً من الماضي بالعودة إليه مما أسهم ذلك بنمو سريع للتيار الأصولي الإسلامي المتشدد وتعزز الميل للعنف ونمت ذهنية رافضة لكل تحديث في الحياة السياسية والاجتماعية وتنظر بريبة ومعارضة وعدم قبول للحداثة والعقلانية وناصبتها العداء كونها بنظرهم هي التي مكنت الغرب من الهيمنة على بلاد الإسلام.
ونحن كما أسلفنا سابقاً أن التيار المتشدد الأصولي سجل ضعفاً وتراجعاً في لحظات توهج الشعور القومي الذي ألهب الجماهير حماساً ودغدغ مشاعرها من خلال شعاراته التي رفعها وبرنامجه الذي طرحه وما ساعد من تأجيج المشاعر القومية وأعطى الجماهير أملاً في تحقيق أحلامها وطموحاتها بعض الحوادث التي شكلت أعمدة حاملة لهذه الأحلام مثل قيام الوحدة السورية المصرية في عام 1958 أملت منها الجماهير بداية لتحقيق الوحدة الشاملة بين الأقطار العربية وظنتها بداية الغيث كما أن دحر العدوان الثلاثي على مصر وتأميم قناة السويس كل هذا ساهم بذلك والمعروف أن أي شعب في لحظات الانتصار ينظر إلى الحقيقة أمامه ويشكل هوية جامعة حاملة لطموحاته وأماله لتنقله إلى المستقبل تذوب فيها وتنخفض عنها كل الولاءات والانتماءات الأخرى.
أما في لحظات الانكسار والتراجع وضياع الحلم وخيبة الأمل تعود الناس إلى الماضي ويتعزز الميل الأصولي وتضعف الهوية الجامعة وتصاب بالتصدع والشلل.
لذلك يغلب طابع التعقل والاعتدال في لحظات الصعود والتقدم والازدهار ويتعزز الميل إلى العنف واللا عقلانية والتشدد والعودة إلى الماضي في لحظات الانكسار.
فحركة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا عام 1928 والتي تهدف في نشأتها وبرنامجها حينها إلى إقامة مجتمع تعود إليه الخلافة وتطبق فيه الشريعة وفق حرفيتها ورفعت شعار الإسلام هو الحل حيث وجد هذا الخطاب صداه وأنصاره لدى الكثير من الشباب العربي لم يستطع أن يحقق نجاحاً ملموساً في زمن النهوض والدليل على ذلك أن سورية عاشت في الخمسينات تجربة ديمقراطية تكاد تكون فريدة في العالم العربي آنذاك وبنت أيضاً مؤسسات حقيقية تؤسس لدولة الحق والقانون وكان هناك قانون أحزاب وقانون جمعيات يسمح بحراك المجتمع دون تضييق أو منع ولم تكن هناك حالة طوارئ تقيد الحريات العامة وجرت فيها انتخابات نيابية لم يحقق فيها التيار الأصولي الإسلامي نجاحاً باهراً.
وحينما بدأ التراجع نتيجة لواقع ظالم ومؤلم وضاعت بوصلة المستقبل لدى الجماهير ومنيت أحلامها بالانكسار والتبخر مما أوصلها إلى درجة اليأس فتعزز الميل لدى الكثير إلى التشدد والالتحاق بشبكات إسلامية أو تبنّيها وتأييدها علناً أم سراً تؤمن بالعنف وترفض كل ما هو قائم وتؤسس لذهنية تشحن بها العامة بأنه لا يمكن العبور إلى المستقبل وإعادة الكرامة إلا من خلال العودة للماضي وليس البناء على الحاضر وبذلك أصبح هذا التيار ينظر إلى الحقيقة من خلال السلف معزولة عن شروطها وزمانها. فتعزز الخطاب الأصولي وأضحى أسير قناعات غير قابلة للمناقشة والتمحيص يستمدها بحرفيتها من الماضي ويحاول الحكم على الحاضر ورؤية المستقبل بكل تفاصيله وتنوعاته وأحداثه من خلالها متجاوزاً ومهملاً لبعد الزمان والمكان مما يقود ذلك إلى أمه متخيلة.
فرفض كل ما هو قائم ومختلف مع ذلك التخيل يقوي لدى معتنقيه ذهنية الصراع بين الخير والشر بين الكفر والإيمان ويوّلد عند الأشخاص الميل للعنف ورفض الآخر ويعزز ثقافة الموت والاستشهاد للوصول إلى السعادة الأبدية التي هي في العالم الآخر إذ أن الفكر الأصولي يعمل على إعلاء حدود الهوية تبعاً لمقتضيات الدعوة والتذكير بالأمجاد القديمة حينما كان الناس حسبما يعتقدون يلتزمون الصراط المستقيم وبث الاعتقاد بإمكانية عودة العصر الذهبي والصعود إلى مدارج الحضارة حينما يتمكن الإسلاميون الدفاع عن دينهم ومحاربة الكفر وأهله والاقتصاص منهم وفرض شعار الإسلام هو الحل والقرآن الكريم هو الدستور وإجبار المثل الديمقراطي العلماني على التقهقهر والانكفاء والعودة إلى القانون الإلهي الذي هو أسمى من قانون البشر.
هذا الشحن الأصولي المتطرف الذي يولد العنف ويضع مناصريه في مواجهة كبيرة على صعيدين مع قوى الشر والاستكبار والملاحدة حسب تصورهم وهم الولايات المتحدة الأمريكية والغرب المسيحي واليهود الكفرة والمواجهة مع الأنظمة والنخب العربية والإسلامية الظالمة والمرتدة والتي استبدلت قانون الله بقانون البشر وعممت الكفر وغادرت مواقع الإيمان برؤية تقسم العالم إلى دارين، دار الإسلام ودار الحرب والحفاظ على دار الإسلام وإعلاء كلمة الله لا تأتي بقناعاتهم إلا من خلال توسيع وتطهير رقعة أرض الإسلام بالجهاد لتذكير البشر بحضور الله وبالقيم الروحية والأخلاق.
...
يتبع...

 

 

 مواد العدد

 
                                                            الشباب السوري ولعنه الاغتراب

                                                                         اياد العبد الله
أجمل القش
يفقد نضارة بشرته
تحت الأغلال


( ... )


كثيرا ما كانت "الحكمة" القائلة: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" هي الحكمة التي طالما رددها مدرسينا على مسامعنا أو طلبوا كتابتها في أعلى السبورة.وذلك بالطبع، ليس بهدف إنشاء جيل حكيم،وإنما بهدف إنشاء جيل مشبع بقيم الطاعة والامتثال.وقد كانت الترجمة العملية لهذه "الحكمة" هي آلية "الحفظ والتلقين" المعتمدة في العملية التربوية,والتي هي ـ هذه الآليةـ بفضل النمط الفوقي التسلطي الذي تتضمنه في التعامل مع الطلاب, تقوم تدريجيا, بالقضاء على إمكانية أن يعبر هؤلاء الطلاب عن أنفسهم عبر آليات المبادرة والمشاركة والحوار، مما سيؤسس بالتالي لقذف العقل بعيدا وتحريم النقد وإعلاء فضائل التلقين وتعطيل الخيال ... الخ.


بكلمة أخرى تقف هذه العملية التربوية ضد نفسها عندما تعتمد على آلية " الحفظ والتلقين " التي تستبعد عمليات التفكير من إدراك وتذكر فعال وتخيل وتحليل وتركيب وتجريد وتعميم ومحاكمة وإبداع.

عندما سيدخل هؤلاء الطلاب إلى الجامعة لن يتغير عليهم الشيء الكثير فالآلية التلقينية الفوقية هي التي تعتمد في التعليم، وما على الطلاب في هذه الحالة إلا الاستمرار بما أتقنوه سابقا. هذا بالإضافة إلى المستوى المتدني للكتاب الجامعي الذي يصح عليه وصف الدكتور عزت السيد أحمد بأنه " مقبرة التعليم الجامعي في سورية " (جريدة تشرين، العدد 8910)

ليست طوارئية التعليم هذه إلا امتداداً أو نتاجاً لحالة طوارئ لازالت تثقل على المجتمع السوري منذ أكثر من أربعين عاماً. وحالة الطوارئ هذه ما هي إلا نتيجة طبيعية لكل ثورة تفصح عن نفسها على أنها الوليدة الشرعية الآتية من التزاوج الذي تم بين الضرورة التاريخية والفضيلة الوطنية. تنطوي حالة الطوارئ على فهم خاص للكينونة الاجتماعية، قائم على تراتب هرمي يقسم المجتمع إلى مستويين: أعلى (السلطة) و أسفل (المجتمع)، يعطي للسلطة مضمونا " رسالياً " يهدف إلى تطوير وتحضير المجتمع الذي تتجلى عناصره على أنها كم منفعل، أو سديم لا ملامح له. وهذا ما سيظهر السلطة على أنها علّة وجود هذا المجتمع و شرط تشكله. كما يقوم منطق الطوارئ بتأميم التاريخ وإعادة إنتاجه بحيث يظهر أداءه أشبه بأداء البوليس، فصيرورته هي باتجاه التخلص من كل ما يعيق تقدمه نحو الأهداف الكبرى . وهذا ما سيعطيه مضموناً غائياً، فهو يسير إلى نهاية ـ مشرقة بالطبع ـ ولا يعرف الطريق إليها إلا من استدعاه التاريخ لأداء هذه المهمة.

سيترعرع الشباب السوري في مواجهة ما يتخلق عن حالة الطوارئ من قوى ومهام متعالية عن مستوى البشر، (التاريخ، التحرير، الوحدة، البيروقراطية، الأمن...)، وسينوء تحت حملها الثقيل، وهو الذي يعاني من هامشيته، وعدم أخذ رأيه فيما يتعلق بحياته الشخصية، فما بالك بمصير الوطن. هذا بالإضافة إلى الفجوة المعرفية التي تفصله عن العالم، وتمنعه من محاولات التأقلم والتفاعل معه. بالإضافة أيضا إلى مشاكل العمل والبطالة، الحب و الزواج...

إنه جيل فقدان الأمل بامتياز.ولهذا لا يجد مجالا للتنفيس إلا بالهجرة أوالحلم بها ، وبالإرهاب أو بالانزواء في تجمعات مغلقة و مفصولة عن بعضها البعض. أي انتماء نستطيع أن نتحدث عنه في مجتمع بلا نوافذ ؟

إن مرجعيات الانتماء عند هؤلاء الشباب دائما خارجية، فهي إما مستمدة من الماضي الذي مضى، أو من الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً، أو من فراغ لا اطمئنان فيه. أما الواقع الحاضر فهو دائماً مصادر لصالح إحدى هذه المرجعيات وغيرها، ولهذا يعيش هذا الشباب واقعه بشكل سحري، فهو لا يدرك واقعيته إلا بقدر ما يتماهى مع إحدى النماذج أو الشخصيات التي تتيحها له هذه المرجعيات، حيث يعي وجوده من خلالها، ممارساً في هذا نوعاً من الكوجيتو الخاص به: " أنا فلان إذاً أنا موجود ". أي أنه يكف عن أن يكون نفسه، إنه غيره.

            

   

         مواد العدد


عاجل وملح.. المطلوب من جميع السوريين

هشام الشامي

             - مقدمة: بعد أن حقق كل ما يصبو إليه في هذه الحياة الدنيا، ووصل لمجد أحلامه وغرة سؤدده، وملك المال الوفير، والولد الكثير، والخدم والحشم والمزارع والفلل والسيارات الفارهة، وكل وسائل السعادة والرفاهية والعيش الرغيد، وفي يوم الأربعاء الماضي الثامن من تشرين الثاني؛ استقل السيد العجوز الستيني / أبو محمد سيارته المرسيدس السوداء!! وانطلق مغادراً مزرعته الجميلة الواسعة!! التي تبهر أعين الناظرين إليها، وسار قاطعاً الفيافي والأدغال، حتى وصل إلى أقرب سكة للقطار في طريقه، ثم نزل من سيارته الفخمة المفيّمة، وأغلق بابها بإحكام، وجلس ينتظر أول قطار سيصل إلى المنطقة، وما إن لمح القطار قادماً من بعيد، حتى انتصب واقفاً، ونفض الغبار عن بنطاله، ورتب قميصه، وأصلح هندامه، ومشط شعره بأصابعه وأستعد للقاء هذا الزائر القادم، وعندما أصبحت عجلات القطار الفولاذية قريبة منه، نفذ بكل شجاعة ورجولة ورباطة جأش ما دبر وخطط وأعد نفسه له، وسار على نفس الطريق التي تحبه وتفضله عائلته المحترمة، ورمى بنفسه تحت عجلات القطار، وحقق أمنيته وأمنية عائلته الكريمة في الموت انتحاراً، كما درجت عليه العادة في تلك العائلة الانتحارية العظيمة.

نعم يا سادة هذه حقيقة ما جرى مع السيد المنتحر على كنعان، شقيق السيد وزير الداخلية المنتحر في 12 تشرين الأول من السنة الماضية اللواء غازي كنعان، فبينما فضل الوزير السابق الانتحار في مكتبه الفخم في وزارة الداخلية قرب ساحة المرجة وسط دمشق، وبطريقة بدائية تقليدية وعادية ومتداولة كثيراً وذلك بإطلاق النار على نفسه من مسدسه الشخصي المذهب بعد أن وضعه داخل فمه وأطبق عليه شفتاه، أراد السيد علي أن يكون انتحاره بطريقة أكثر شجاعة ورجولة وإثارة، فاختار الانتحار دهساً وتحت قطار يزن آلاف الأطنان من الحديد والفولاذ، وليس بعيداً عن بلدته ومسقط رأسه بحمرة، وذلك قرب منطقة بستان الباشا القريبة جداً من قرداحة، مسقط رأس رؤساء وزعماء وملوك سورية الخالدين المخلدين.

و قد أكد أبناء وبنات الفقيد وأحفاده وأصهاره وأخوته وأعمامه وأخواله وجميع أقربائه وأصدقائه ومعارفه أن الفقيد كان يعاني من مرض الاكتئاب الشديد ومن أعراض نفسية غريبة أخرى، كانت قد أصابت أيضاً في الماضي اللواء غازي كنعان قبل انتحاره، والتي عادة ما تصيب أبناء عائلة كنعان بشكل عام.

وللتذكير ولأخذ العلم فقط؛ فإن السيد المنتحر/ علي كنعان الذي شُيّع ما بقي من جثمانه – حيث تم التعرف عليه من خلال سيارته المرسيدس السوداء المتوقفة قرب موقع الحادث فقط – من مستشفى جبلة الوطني إلى مثواه الأخير في قريته بحمرا، بعد ظهر يوم الخميس التاسع من تشرين الثاني؛ كان قد صرح للصحفي الفرنسي الشهير / جورج مالبرينو، والذي يعمل في صحيفة الفيغارو الفرنسية، بتصريح هام إثر انتحار شقيقه اللواء الوزير / غازي كنعان – الذي كان قد التقى عدة مرات رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق / رفيق الحريري؛ المحقق الألماني ديفيد ميليس – اتهم فيه الرئيس السوري الفريق الركن الرفيق / بشار الأسد، وكلاً من شقيقه العقيد الركن الرفيق / ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري، وصهره اللواء الركن الرفيق / آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية، بتدبير اغتيال شقيقه اللواء الركن الرفيق / غازي كنعان.

-
و المطلوب: أخيراً؛ ندعو أربعين مليوناً من السوريين، شطرهم داخل السجن الكبير أسدستان، ومثلهم في المنافي العديدة والبعيدة، أن يدعوا على قلب رجل واحد، لعائلة كنعان بالشفاء العاجل والسريع، وذلك قبل أن تصبح عائلة كنعان من الديناصورات وباقي المنقرضات.

 

 

 

 

 

 مواد العدد    

عاش أورتيغا يسقط التلفزيون السوري


خلف علي الخلف

             أنا سعيد هذه الايام بشكل لا يمكن إخفاؤه، وأصبح هذا يشكل قلقا كبيرا لأصدقائي والمحيطين بي ومن يشاهدوني في " السنة مرة "
وسعادتي لا تتعلق بالحكم على صدام بالاعدام شنقاً!! لأني- مثل كل المحللين الاستراتيجيين العرب الذين يعلمون بالغيب وما ورائه! عبر تحليلاتهم التي تقوم على أحلامهم، وخصوصا العسكريين منهم الذين دائما يتوقعون النصر لأي جهة يناصرونها- قد توقعت له الإعدام منذ استلامه الحكم وليس فقط منذ القبض عليه في جورته الشهيرة. وكذلك أتوقع لكل الطغاة إما الإعدام أو الموت! فلتهنأ شعوبنا المقهورة إن القدر آتٍ لا ريب فيه ..
وكذلك لا يمكن أن تتعلق سعادتي بالوضع الداخلي السوري لأسباب عديدة منها أني مللت من متابعته، وكذلك لأن الحال على ما هو عليه منذ ... ما يقرب النصف قرن، ولا يوجد قضاء في بلادنا كي يلجأ المتضرر إليه حسب العبارة الشهيرة في الدراما المصرية. والحال السوري لمن لا يعلمه هو:
نظام قوي (مش سائل عن حدا) يزج كل من قال آخ يا راسي في السجون، هو ومن سمعه. ومن كان بقربه ولم يسمعه!!!
معارضين مبددين في مشارق الارض ومغاربها يصفون الخلاقات داخل تنظيماتهم و تجمعاتهم، ويصدرون بيانات تحيي النصر الإلهي لحزب الله، بانتظار ما ستفسر عنه الضغوط الدولية على إيران ومن ثم وثوقهم من انعكاسها على " بنية " النظام، لأن النظام لم يعد يتعرض لضغوط في الآونة المنصرمة.
سجناء رأي يقضون أحكام " عادلة جداً " من محاكم "عادية جداً " ومنظمات حقوق إنسان يتخانق زعماؤها على من هو الرئيس الشرعي للمنظمة وتتحدد شرعية الرئيس بامتلاكه الايميل الاساسي للمنظمة أو الجمعية وليس شيئاً آخر.
ولا يمكن أن تكون سعادتي ناتجة عن الوضع اللبناني " الشقيق السابق " فـ الرئيس السوري إيميل لحود متمسكاً بالكرسي وعاضاً عليه بنواجذه، وحزب الله الإيراني السوري اللبناني يهدد بقلب الأرض تحت أقدام ( أو فوق رأس) كل من يقترب من سوريا أو رئيسها اللبناني إيميل لحود، وطاولة الرئيس بري لا يمكن أن تسفر عن شيئ (أقول هذا كمحلل غير إستراتيجي) لأن عمرها نصف قرن أو تزيد!!
ولا يمكن أن يكون منشأ هذه السعادة الوضع العراقي طبعاً، لأن الوضع هناك شائك للدرجة التي لم يعد يعرف أي " استراتيجي " (غير عروبي حصراً: فهؤلاء بصيرتهم واضحة تكشف الماضي والحاضر والمستقبل )، رأس الوضع من رجليه حتى لو استخدم كل أدواته التحليلية من رمي الودع الى علم الحروف الى ضرب المندل " وقص الرمل ".
أنا سعيد (وجداً) بعودة صديقي الجنرال دانييل أورتيغا إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع رغم أنف التلفزيون السوري الذي اسقطه (حسب تحليلي غير الإستراتيجي) قبل ستة عشر عاماً خلت.. وكنت قد كتبت هذا في العام الفارط عبر مقال بعنوان: نيكارغوا ومنها الخبر الأخير (إيلاف 03/10/2005) إلا أن التلفزيون السوري مثله مثل النظام السياسي (العربي ) يقتل القتيل ويمشي بجنازته، ومثله مثل " الإستراتيجين العرب" فاقد الذاكرة ونسي دوره في إسقاط الجبهة الساندينية وعلى راسها أورتيغا، فتراه مبتهجاً هذه الأيام بعودة أورتيغا مذكراً مشاهديه أن أمريكا هي التي أسقطته!!
وابتهاج التلفزيون السوري له ما يبرره إذ يتوقع هذا ( التلفزيون ) أن التاريخ يعود تدريجياً الى الوراء، وهكذا ستصبح أمريكا اللاتينية جبهة الصمود والتصدي "مجددا " ضد الإمبريالية العالمية وحلفائها ( الصهاينة ) في المنطقة. فكاسترو تعافى من وكسته الصحية وعاد ليجلس الى كرسيه الذي جلس عليه أخوه في فترة غيابه، وشافيز يهدر بصوته الحماسي البعثي مطالباً بإعدام بوش بدلاً عن صدام، ولولا الشيوعي رئيساً للبرازيل، وهاهو الجنرال أورتيغا يعود الى الكرسي- الذي تم تنجيده بكل تأكيد ولم يبق على حاله- عبر صناديق الاقتراع، وهكذا يكتمل الطوق ضد أمريكا الإمبريالية الشريرة وسيحاصر ليس رئيسها بوش فحسب بل نظامها السياسي الاستعماري الذي يهدف الى تركيع الشعوب المناضلة وقياداتها التاريخية، وبدعم (ولا أدري لمن سيقدم الدعم) من جبهة الصمود والتصدي الـ لاتينية هذه سيسقط النظام الأمريكي ويتسنم الحكم فيها أحد المناضلين البعثيين أو اقاربهم في امريكا وهكذا ستعيش الانظمة العربية المناضلة (وأصدقاؤها في العالم) في سبات ونبات وتخلف صبيان وبنات يستلمون الحكم من أبائهم واجدادهم الى يوم يبعثون...
إذاً من حق التلفزيون (السوري) أن يبتهج في هذه الحال... لكن كيف لي أن أكون سعيداً في ظل هذه المؤشرات التي يدل عليها ابتهاج التلفزيون السوري وبكل تأكيد وزير الاعلام ( وهو سوري أيضاً )؟!
الحقيقة كنت أضحك وانا أشاهد مذيعو ( نعم مذيعو لأن الخبر استمر اياماً وتبدل أكثر من مذيع في نشرة الأخبار) التلفزيون المناضل وهم يتلون بحماس شديد خبر فوز (صديقي ) أورتيغا بشكل ديمقراطي وعبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة مراقبة من جهات أمريكية!! ودولية.
كنت أبتسم لحماسة المذيعين للانتخابات الديمقراطية لأن هذا يوقعهم هم وحزبهم العظيم في تناقض (فكري) فعقيدة حزبنا العظيم تقول بالديموقراطية الشعبية التي لم يفهما احد الى يومنا هذا لان الشعب لم ينتخب أحد يوماً فلم الحماس لانتخابات ديموقراطية؟ ألا يشوه هذا فكر المناضلين الذي لُقنوه منذ أمد طويل أن الديموقراطية لا تعطى لأعداء الثورة ولا حتى لأصدقائها فقط لابنائها من المناضلين العتاة حصراً.
وهذا كان يذكرني بخبر رئيس كان التلفزيون السوري بكل صفاقة وبراءة يتلوه على مسامعنا وهو محاكمة نتنياهو بسبب ابقائه لوحات تشكيلية أهديت له ابان ترؤسه الحكومة في منزله!.. تخيلوا هذا الفاسد الصغير، على وزن برجوازي صغير التي هي من أقسى الشتائم في عقيدة حزب البعث العظيم الذي جعل من كل قياداته برجوزايين كبار لأنهم قادة مناضلين ولا يليق بهم أقل من ذلك
أضحك ملأ شدقي، لقد أجبر صديقي أورتيغا التلفزيون السوري (الذي أسقطه ) أن يتحمس للديموقراطية مرة أخرى ولصناديق الاقتراع مرة أخرى والمرة الأولى هي انتخاب شافيز العظيم.. وأتوقع أن يرسل التلفزيون السوري،كما حاله في كل المنعطفات التاريخية، برقية وفاء معمدة بالدم الى (الجنرال) أورتيغا يعاهده فيها على المضي قدماً جنباً الى جنب (لأنه ليس بعثي فلن يقول له خلف قيادتكم ) في النضال ضد الامبريالية الأمريكية التي تهدف إلى تركيع القيادات التاريخية المناضلة مثلما فعلت مع القائد الضرورة صدام حسين عجل الله بحكمه

مواد العدد

            

أطفـال سـوريا يعملون منذ الصغـر

الدكتور   خالد الاحمـد*

أظهر تقرير صادر عن تجمع سوري معارض (تجمع الأحرار الوطني الديمقراطي) وجود نحو (600 ) ألف طفل في سـورية يقومون بأعمال قاسـية ضمن شروط غير صحية وغير إنسانية وبأجور منخفضة . وأشار التقرير إلى أن 65% من الأطفال دون سن الخامسة عشرة في الريف السوري يعملون، ونسبة الأطفال العاملين في المدن 36%. وأن هناك نحو 80 ألف طفل في الشريحة العمرية (10 ـ 14) يشتغلون 50 ساعة في الأسبوع. وأشار التقرير إلى أن عمالة الأطفال الإناث بدون أجر تشكل 90% من عدد الأطفال الإناث في الريف [ يعملن في حقول أهلهن ، أو أقاربهن على سـبيل التطـوع والمسـاعدة ] . فيما تعرض 10% من الأطفال العاملين لإصابات عمل أو أمراض مزمنـة. 

ووفقاً لتقارير حقوقية سابقة فإن أسباب ظاهرة عمالة الأطفال تعود إلى أسباب اقتصادية وهو انخفاض مستوى دخل الأسرة وانخفاض معدل الرواتب والأجور.

 

تذكرت عندما قرأت هذا الخبر :

 أن ولدي البكر ( د. ثائر ) لما دخل المرحلة الثانوية ، عرض عليه بعض زملائه العمل لمدة سـاعتين في اليوم ( بيع حاجات للحجيج ) ، ومكة والمدينة تعـج بالباعة أثناء موسـم الحج ، وكان أخوه ( م. أنس ) بعده بسنتين فقط ، وحسب لهما بعض أصحابهم كذا ريال من الدخل خلال شهر الحج فقط .... ولكنني رفضت ، لأنني أعرف أن انشـغال تفكير الولد بالبيع والشراء وحساب الربح والخسارة يأخذ منه جهداً ومشـقة أريـد أن يوفروها لدراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء والنحو وغيرها ، وأعانني الله ، فلم يمارس أحـد من أولادي عملاً قبل تخرجهم من الجامعـة ...ولله الحمد والفضل والمنـة ، ومقابل ذلك لم يحصل أي منهم على ثانويـة بأقـل من ( 92 % ) تقريباً ، وتمكنوا من دراسات التخصصات العملية التي يجدون لها عمـلاً في بلاد الغربـة ...

وأنـا مدرس متعـاقد ( في السعوديـة )  راتبي على أساس الليسانس ، وأعيل أسـرة تعدادها عشرة أفراد ، وحتى تخرج الولد البكر من الثانوية لم أمارس أي عمل إضـافي في الدروس الخصوصية ، لكن بدأتها بعد دخوله الجامعة ، وبعد سـنوات قليلة كان عندي ثلاثة في الجامعة في آن واحد ... ومع ذلك صرت أعمل في الدروس الخصوصية – إضافة إلى وظيفـة الـمدرس - ورزقني الله مايكفيهم ولم أسـمح لهم بالعمل حتى التخرج من الجامعات ولله الفضل والمنـة .... وهذا  ـ في الغالب -  لأنني خارج سوريا !!!

 

وتذكرت أيضاً ماقرأتـه قبل أسـبوع :

 

نشـرت صحيفة القبس الكويتية أنه كشف النقاب في العاصمة البريطانية عن أن أحد أركان عائلـة الأسـد السوريـة كلف شـركة ( نايت فرانك ) العقاريـة ببيع قصر ( هاي غيت) السكني المعروف باسم  ) ويتانهيرست ) ، وهو ثاني أكـبر قصر سـكني بعد قصر ( باكنغهام بالاس ) الذي تملكه الملكة اليزابيت الثانية.

وتعرض الشركة العقار على المستثمرين الأفـراد بمبلغ يصل إلى ( 32  ) مليون استرليني وترفض الحديث عن اسم صاحبه.

ويتألف القصـر من( 655 ) غرفـة وجنـاحاً ومملوك عبر شـركـة الاوفشــور  (منير ديفيلوبمنت ) التي اشترته العام 1985 وطورته في حينه بكلفة 5 ملايين جنيه استرليني.

وتأتي الصفقـة في أعقاب ما ذكر عن أن رجل الأعمـال السـوري الأصل سـايمون حلبي يخطط للتخلي عن حافظة استثمارات عقاريـة لندنية بقيمة ( 1.8 ) مليار استرليني (3.4 مليارات دولار ) ..

وللذكرى من البدهيات أن حافظ الأسـد ابن فلاح من القرداحـة ، وسكنت أسـرته كلها في الأربعينـات عندما نزلت إلى مدينة الـلاذقيـة من أجل دراسـة الولد الأصغر ( رفعت ) سـكنت في غرفـة واحدة مستأجرة ... ( انظر باترك سل ص 25 ) ...

ومن العقبات التي وقفت في طرق زواجه من ( أنيسة مخلوف ) أنه كان فقيراً ، بينما آل مخلوف من الوجهاء في الجبل ( باترك سل ص 97 ) ... يقول سل : ( وفي سنوات زواجهما الأولى لم يكن الأسـد قادراً على تأمين مستوى الحياة الذي اعتادت عليه ..)

وبعـد يعترف حافظ الأسـد أنـه يملك شـقة سكنية مكونة من ثلاث غرف استطاع أن يشتريها وهو ضابط طيار ....

ثم صار رئيسـاً للجمهوريـة عام (1971م) ، وفتحت لـه خزينة سـوريا ، وكان النفط السوري لايدخل في خزينة الدولة ، بل يدخل في خزينـة حافظ الأسـد ، وذلك جهاراً نهاراً وليس سـراً ، وقد سُـئل وزير الاقتصاد يومها ( العمادي ) من قبل صحفية غربية قالت : هل صحيح أن النفط السوري لايدخل في خزينـة الدولـة ، فلـم ينف ِ ذلك وإنما قال : النفط السوري في أيدي أمينـة ....

وفتحـت لحافظ الأسـد خزائـن دول الخـليج الثريـة ، ينهـب منها المليـارات بحجـة أنه دولة صمود وتصدي ، وأنـه يمنع إيـران ( سـياسـة ) عن احتلال دول الخليج ، ونهب حافظ الأسـد مليارات منها ...

وهكذا ترون أن عائلـة الأسـد تملك قصراً سكنياً في لنـدن ، يأتي بالدرجـة الثانيـة بعد القصر الذي تملكه الملكة ( اليزابث ) الثانية ، التي تنحـدر من سلالة ملوك منذ عدة قرون ....

 

ما سبب الفقـر في سـوريا !!؟

قال التيار السوري الديمقراطي أن سورية فقيرة لأن ثرواتها تدر بجيوب وأرصدة أقارب الرئيس بشارالأسد الذين يساعدوه في قمع الشعب السوري واضطهاده ليسكت عن الظلم والسرقات والرشا ومظاهر الفساد والاستبداد .

وقال التيار في بيان اليوم رداً على تصريحات أخيرة للأسد قال فيها إن سورية بلد فقير وشعبها في بعض المناطق لا يجد الأساسيات وثلث سكانها حسب إحصائيات الأمم المتحدة تحت خط الفقر رغم نفطها ومعادنها وزراعتها وموقعها الذي تباهي به الأمم وآثارها العريقة التي تجعلها رائدة في مجال السياحة التي تدر على أهلها أكثر مما يدره النفط وذلك لأن ثروتها "صارت في جيوب وأرصدة أعمامك وأخوالك وكبار ضباط استخباراتك الذين يساعدونك حالياً في قمع الشعب السوري واضطهاده ليسكت عن الظلم والسرقات والرشا وكافة مظاهر الفساد والاستبداد " .

 

وفيما يلي نص البيان :

قال الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي في حديثه الأخير ل بي بي سي (المشكلة الأصعب التي يعاني منها الناس هي الوضع الاقتصادي نحن بلد فقير وليس غنيـاً وأينما أذهب كمسؤول فإنـي ألتقي الناس وأول شـيء يتحدثون عنه هو الأجـور والبطالة والمدارس والخدمات الطبية إنهم لا يمتلكون الأساسيات بعض الأحيان في بعض المناطق).

صدقت أيها الدكتور فسوريا الآن بلد فقير وشعبها في بعض المناطق لا يجد الأساسيات وثلث سكانها حسب إحصائيات الأمم المتحدة تحت خط الفقر لكن هل سألت نفسك ما الذي جعل سورية بلداً فقيراً ؟ رغم نفطها ومعادنها وزراعتها وموقعها الذي تباهي به الأمم وآثارها العريقة التي تجعلها رائدة في مجال السياحة التي تدر على أهلها أكثر مما يدره النفط .

سورية فقيرة يا دكتور بشار لأن ثروتها صارت في جيوب وأرصدة أعمامك وأخوالك وكبار ضباط استخباراتك الذين يساعدونك حالياً في قمع الشعب السوري واضطهاده ليسكت عن الظلم والسرقات والرشا وكافة مظاهر الفساد والاستبداد .....

لقد لقي أخوك  ( باسـل ) مصرعه عن ( 14 ) مليار دولار ومات عمـك ( جميل ) وورثته ما زالوا يتصارعون في دمشق وباريس ولوزان - رغم تدخلك الشخصي - على أربعة مليارات وسبعمائة مليون دولار بينما عمك الثاني ( رفعت ) ينام على خمسة بلايين دولار وهذا ما يجعله موضع حسد ضابط كبير لم يخرج إلا بمليــار ونصف المليار من الدولارات فقط أما خالك ( محمد مخلوف ) فان ثروته مع أبنه حسب تقديرات جنيف ودبي تتجاوز ال( 17 ) مليار دولار هذا غير تحويلات بهجت سليمان وغير ما خرج به والقائمة طويلة وأنت خير من يعرفها وبالتفصيل الدقيق ....

السبب الآخر لفقر سورية أيها الرئيس انك شردت خيرة أدمغتها الاقتصادية في مختلف قارات العالم ووضعت الباقي في السجون وعلى رأسهم شيخهم الجليل الدكتور عارف دليلة الذي تتدهور صحته في سجنه هذه الأيام دون أن يتلقى العلاج المناسب لأنه تجرأ وطالب بوضع حد للفساد الذي أصبح ثقافة عامة في ســورية في عهدك وعهد أبيك

سورية فقيرة أيها الرئيس وسبب فقرها معروف لديك ولدينا ...

التوقيع   : الأمانة العامة للتيار الديمقراطي السوري

هذا هو سبب الفقر المنتشـر في سـوريا ، وأذكر ببرنامج من يربح المليون لجورج قرداحي ، كان السؤال أيها الدولة الأغنى : سوريا ، السعودية ، الإمارات !!؟ ووقف المتسـابق يفكر بين السعودية والإمارات مدة من الزمن ، ثم استفاد من خاصة حذف أحد الاختيارات ، فحـذفت ( الإمارات ) ، وعندئذ فرح المتسابق كما يبدو لنا جميعاً أن الجواب صار واضحاً وهو السعودية ...ولما نطق بالجواب ...قال جورج قرداحي ( خطأ) .... الكمبيوتر يقول : سوريا أغنى من السعودية ، السعودية فيها نفط ...كذا وكذا ، وسوريا فيها نفط كذا وكذا ، وفيها قطن كذا وكذا ، وفيها قمح وفيها فاكهة وفيها فوسفات وفيها اصطياف وفيها مغتربون يحولون سنوياً كذا وكذا ... وفي النهاية سوريا أغنى من السعودية !!!؟  على ذمـة كمبيوتر ( جورج قرداحي ) أما أنا فمازلت لا أصدق ، لأنني أعرف كيف يعيش زميلي المدرس السعودي في السعودية ، وكيف يعيش زميلي المدرس السوري في سوريا !!!؟  ولاحاجة لذكر التفاصيل ....

وهذا غني عن التعليق ... نهب آل الأسـد خيرات سـوريا وثرواتها ، حتى أفقروا شعبها ، فاضطر الآبـاء والأمهات إلى تشغيل أطفالهم الصغار ، مضحين بمستقبلهم ...على مبدأ ( أطعمني اليوم واذبحني غداً ) ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ....

وهذا وحـده كـاف أيها الشعب السوري ، كي تفكـر جديـاً بالخلاص من هذا النظام ، من هذه المافيـا الأسـدية ... وتـرد ما سـرقته من ثروات الشعب إلى خزينـة الدولة ، لتنفق على قطاع الصحة والتعليم ....التي يشـكو منها الشعب ، ويعترف بشار نفسـه بذلك ....

*كاتب سوري في المنفـى

 

 مواد العدد

 

 

 

 

     


الانتحار على الطريقه السوريه

حكم البابا

            

حتى لو كان شقيق وزير الداخلية السوري المنتحر غازي كنعان قد انتحر فعلاً، كان على الذين سرّبوا حادثة وفاته منتحراً، أن يجدوا سبباً آخر أكثر اقناعاً لسامعيه يمنعهم من الابتسام - احتراماً لجلال الموت - رغماً عن إرادتهم عند تلقيه، وهو أمر فكروا فيه بالتأكيد وإلاّ لما اجتهدوا - منعاً لهذه الابتسامة بالذات - في الحديث عن حالة اكتئاب كان يمر بها الرجل جعلته يبتعد عن منزله ويختار مزرعته للنوم فيها وحيداً، وبالمناسبة فقد سبق وأن أطل السبب النفسي للانتحار برأسه مارّاً في سياق الأخبار التي تم تداولها عند إعلان انتحار الوزير كنعان، وذكر حينها بأن هناك حالة اضطراب نفسي وسوابق انتحار في عائلة كنعان قد تكون أحد أسباب اقدامه على الانتحار!

ومحاولة منع الابتسامة اللاإرادية التي ترتسم على شفتي من يسمع خبر انتحار غازي كنعان ومن بعده بعام شقيقه علي كنعان، هي التي أدت لتشوش وتضارب في الأخبار عن سبب الانتحار، ففي الوقت الذي اعتبر فيه موقع "سيريا نيوز" الالكتروني المقرب من بعض ذوي النفوذ في سورية، أن مصدراً مطلعاً من قرية الشقيق المنتحر للوزير المنتحر، ذكر لهم أن سبب الوفاة حادث سير عادي لا علاقة له بقتل النفس، وأنه توفي بعد أن صدمه قطار، عندما كان يحاول قطع سكته بسيارته، مضيفاً لتأكيد مصداقية قصته أن المكان الذي جرت فيه الحادثة هو مكان معروف، تتكرر فيه الحوادث بشكل يدعو للاستغراب – لاحظوا هذه الجملة - ومذكراً بحادث جرى في نفس المكان قضى فيه عدد كبير من أطفال روضة مدرسة كانوا في باص يعبرون الطريق عندما صدمهم القطار قبل سنوات، ومنهياً روايته عن الحادث بنفي قاطع لمصادر قريبة من القضية بأن ما قيل عن انتحاره أو قتله أمر مثير للسخرية والضحك – انتبهوا إلى هذه العبارة -!

في نفس الوقت الذي نشر فيه خبر موقع "سيريا نيوز" السالف الذكر، قدمت مراسلة موقع "ايلاف" الالكتروني المقربة من دوائر في السلطة السورية، رواية أخرى لحادثة الوفاة تؤكد انتحار شقيق الوزير بسبب معاناته من اضطرابات نفسية، ومستخدمة نفس مكان واكسسوارات الخبر السابق من قطار وسكة وسيارة وجثة، مع اختلاف بسيط هو في وجود السيارة سليمة ومركونة إلى جانب سكة القطار، وجثة الرجل مهشمة فوق السكة، نافية على لسان مصدر سوري رسمي أن يكون حادث الانتحار مدبراً، ساخراً – دققوا في هذه الكلمة - من مثل هذه الأنباء التي تحمل سورية مسؤولية كل عمل يقترفه صاحبه، أو أي شخص آخر في سورية أو خارجها.

ليست لدي رغبة في مناقشة تفاصيل القصة، وطرح أسئلة محرجة من قبيل إذا كانت سكة القطار مبررة في رواية الحادث، فما مبررها في رواية الانتحار؟ وألم يكن باستطاعة شقيق الوزير كنعان في الرواية الانتحارية أن يجد طريقة للانتحار أقل مشقة من قيادة سيارته حتى سكة القطار والاستلقاء عليها؟ أم أنه فضل الانتحار بهذه الطريقة ليمايز نفسه عن انتحار شقيقه برصاصة في فمه؟ ولماذا تبدو تصريحات المصدر المطلع في رواية الحادث، والمصدر الرسمي في رواية الانتحار كما لو أنها تطبيق عملي للعبارة القائلة (يكاد المريب يقول خذوني)!

أي مقارنة بسيطة بين الروايتين تؤكد أن الهاجس الأول لهما هو محاولة منع السخرية والضحك التي قد يثيرهما سماع الخبر، بحيث يتحول إلى نكته في الشارع السوري مشابهة للنكته التي شاعت قبل سنوات عن انتحار رئيس مجلس الوزراء الأسبق محمود الزعبي برصاصتين في الرأس، وما دام لم يصدر خبر رسمي يقدم رواية مقنعة - للناس وليس لمعديها فقط - لحادثة وفاة شقيق الوزير المنتحر غازي كنعان، فستبقى القصة مجالاً للتندر، مثلها مثل مسلسل عمليات جند الشام الارهابية، وعمليات انتحار المسؤولين السابقين واللاحقين في سورية، لكن أخشى ما أخشاه أن نسمع رواية ثالثة من ابتكار وزارة الاعلام السورية (تشبه تصريح وزيرها الأخير حول عدم وجود معتقلي رأي في سورية، والموجودون في السجن أشخاص اقترفوا أموراً تنافي الدستور والقانون، وكأن ميشيل كيلو قبض عليه بحادثة نشل، وأنور البني متهم بزنى المحارم) كأن يخطر في عقول مسؤولي وزارة الاعلام السورية رواية الحادثة على النحو الذي يقول بأن شقيق اللواء كنعان كان يشاهد فيلماً لـ"باباي" فتأثر به، وحاول تقليده، وتناول قليلاً من السبانخ، ثم ذهب ليجرب قوته ويوقف بيديه القطار، لكن ولأنه لم ينتظر إلى أن تعطي السبانخ مفعولها توفي دهساً تحت عجلات القطار، حينها سنترحم بالتأكيد على الروايتين الحاليتين اللتين تتوجهان لمتلقي منغولي مصاب بقصور دماغي، أكثر مما تتوجه لي ولك، وله ولها، ولنا وله


مواد العدد
درويش محمى : النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية              

درويش محمى

الحديث الذي يتردد صداه قوياً وعالياً منذ فترة في وسائل الاعلام العربية بشقيها الفضائي والارضي، عن فشل واخفاق" الديمقراطية" في العراق، والدعوات الضالة المتنامية التي تقول بعدم جدوى التغيير وابقاء" الحال على ما هو عليه" وعدم صلاحية الفكرالديمقراطي القادم من الغرب وعدم انسجامه مع الثقافة والواقع المشرقي والعربي والاسلامي، حديث يفتقر الى ابسط قواعد اعمال العقل والحقيقة، ودعوات ساذجة موجهة الى جمهور ساذج، لاتصل الى درجة الطرح العقلاني والجدل الجاد القائم على حقائق موضوعية ثابتة.

القول بفشل الديمقراطية في العراق" في حال ـ لا قدر الله ـ للتجربة العراقية الحالية ان تفشل"، وكما هو معروف، التجربة العراقية لم تفشل كما انها لم تنجح بعد، والصراع على اشده والمعركة ماتزال قائمة بين اتباع الماضي وانصار الايدولوجيات العقيمة وتلاميذ الثقافة الاستبدادية ومجاهدي الظلامية والقومية الشعاراتية من جهة، وانصار المستقبل والديمقراطية والثقافة الحرة وحقوق الانسان والحريات من جهة اخرى، واذا افترضنا بفشل وعجز الطرف الاخيروهزيمته، حينها وحينها فقط يجوز ويحق لمن يشاء، الادعاء بفشل الحكومة العراقية وسياساتها المتبعة، وفشل قوى التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، وفشل الانسان العراقي ـ للأسف ـ في استغلال"فرصة من الذهب" للحاق بركب الحضارة والتقدم والتطور والرفاهية، كما يجوز في الوقت نفسه، اعتبار فشل هؤلاء نجاحاً للقومجية والبعثيين وحلفائهم من السلفية الظلاميين وانتصاراً لقوى الاستبداد والفاشية من دول الجوار العراقي، ولكن من غير الممكن، الادعاء والقول بفشل الديمقراطية" كفكر ومنهج"، ولا يعني البتة وبأي شكل من الاشكال، فشلاً لقيم الحرية والديمقراطية والليبرالية، فالفرق شاسع بين فشل الشعب العراقي بأن يتمقرط وبين فشل الديمقراطية في العراق، والامرمختلف كلياً، وخلط البعض لمثل هذه المعادلة، تجني واضح وسخيف جداً للحقيقة.

النقاش حول الديمقراطية وضروراتها من عدمه، نقاش عقيم وجاهل، لان التجربة الديمقراطية العالمية تجربة عريقة، لم تعد محل نقاش وجدال، واصبحت جزءلا يتجزء من الحضارة الانسانية، واللاديمقراطيون على انواعهم امام مشكلة كبيرة، لانهم يفتقدون الى الحجة والبرهان لدحض الديمقراطية ومزاياها العديدة، التي لم تعد مجرد نظرية ولا مجموعة افكار، بل عملية قائمة متكاملة وتجربة ناجحة بكل المقاييس، واضحت الديمقراطية الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه، لكل الدول والامم التي تسعى للتطور والعصرنة والازدهار، اعداء الديمقراطية اليوم، لا يواجهون تجربة جديدة ووليدة محدودة الزمان والمكان بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة، وبدأت قوة الدول والامم الديمقراطية وازدهارها ظاهرة واضحة، في اكثر العيون عتمة وعمى واكثر العقول تخلفاً وجهلاً واكثر القلوب حقداً وبغضاً.

الهجمة الشرسة على القيم الديمقراطية والافكار الليبرالية في الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص في العالم العربي، تختلف من حيث المصدر والشكل، ولكنها تتفق في الهدف المتمثل برفض التوجه الحتمي لشعوب الشرق الاوسط، نحو تبني قيم الحرية والفكرالديمقراطي والتحرر والانعتاق من ثقافة وسلطة الاستبداد الديني والفاشي القوموي.

الفئة الاولى من اعداء الديمقراطية " اللاديمقراطيون"،لا يرفضون الديمقراطية كمبدأ "علناً على الاقل"، ربما يعود السبب في ذلك كما اسلفت، لقوة وتماسك الفكر والتجربة الديمقراطية، لذلك نجد هذه الفئة تتماطل وتدعي بالخصوصية المشرقية والقومية والمحلية، كحجة لتبرير رفضها ولتمرير ثقافتها الاستبدادية، وهي شلة منحرفة فكرياً من مثقفي السلطة ومريديها من"قومجية ومصلحجية" وتجارالكلمة، اما الفئة الثانية فهي ترفض الديمقراطية جهراً وعلناً وجملة وتفصيلاً، ويعتبرونها ظاهرة دخيلة تأمرية وبضاعة غربية وغريبة لتجارغرباء، وهذه الفئة تتألف من الاسلاميين والقومجيين المتطرفيين، الفئتين وباختلاف الوانهم وادعائاتهم توحدهم العداء والغاية المشتركة في ابقاء المنطقة وشعوبها في حالة دائمة من التخلف والاستبداد.

المفارقة والمعضلة الحقيقية تكمن في ضعف الوعي السياسي لدى "الجمهور"، والجهل الشبه التام للمفاهيم والقيم الديمقراطية لدى الانسان الشرقي والعربي، حيث"تشكل السبب الرئيس" في استمرار ثقافة الاستبداد، وتأثر هذا الوعي بالثقافة الاستبدادية القومية منها والدينية يجعلها في عداء مع ذاتها ومصالحها، الامر الذي يسهل على اللاديمقراطيين مهمتهم في بقاء الاستبداد كثقافة طاغية، ويسهل لهم كسب حربهم غير المقدسة ضد الفكر الديمقراطي.

بالتأكيد مجتمعاتنا تعاني من أفات وأزمات عديدة لا تحصى، نتيجة لثقافة العنف والاستبداد القومي والديني والقبلي المتخلف، التي حكمت لقرون وماتزال تتحكم بكل مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية، وهذه الظاهرة اللا حضارية، تشكل سبباً اضافياً قوياً لحاجة شعوبنا وبلداننا للنهج الديمقراطي، على عكس مايدعيه مثقفي الاستبداد والفاشية القومية والدينية.

الحرية حق ثابت للانسان والمجتمعات الانسانية، والديمقراطية قيمة ملازمة للوجود الانساني، اي كان انتمائه او لونه اودرجة وعيه وثقافته ومهما كانت درجة تحضره او تخلفه، والتحجج بجهل مجتمعاتنا لرفض النهج الديمقراطي حجة واهية الغاية منها الاستمرار في الثقافة الفاشية والاستبدادية، بل على العكس تماماً، المجتمعات المتخلفة اكثر حاجة من غيرها للديمقراطية واطلاق الحريات، والادعاء بالخصوصية المشرقية او الخصوصية العربية والاسلامية لرفض الديمقراطية، ايضاً حجة واهية كسابقتها، لان الديمقراطية وفقط الديمقراطية تقبل التنوع وتحترم الخصوصية، مهما كان نوعها لانها تقوم على ارادات حرة وغير مقيدة ولاتفرض مسبقاً.

نحن مثلنا مثل غيرنا يا ناس " ما حدا احسن من حدا" والديمقراطية قادمة لا محالة وهي مسألة وقت ليس الا، والنقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية، الجاري اليوم، سينظر اليه في المستقبل القريب باستهزاء واستهجان، وسيقال عن البعض........، فمن يقبل على نفسه..........، وللحديث بقية ؟؟؟

كاتب سوري

مواد العدد

لبنان...مزيد من التصعيد ينطوي على "تفكير كانتوني" ويخدم التخريب السوريّ

نصير الاسعد

             لن تمنع استقالة وزراء الثنائية الشيعية "أمل" و"حزب الله" مجلس الوزراء من إقرار النظام الأساسي للمحكمة الدولية في الجلسة الاستثنائية التي يعقدها اليوم. ففي ظل عدم قبول الرئيس فؤاد السنيورة هذه الاستقالة، يستطيع مجلس الوزراء أن يجتمع بنصابه القانوني المحدّد دستورياً بالثلثين وأن يقرّ بالثلثين ويزيد نظام المحكمة الذي وُضع هو نفسه بالتوافق بين الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي.
لا مشكلة قانونية ـ دستورية إذاً على هذا الصعيد. بيد ان توقيت الثنائية الشيعية لاستقالة وزرائها في ضوء دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد لبتّ هذا الموضوع، يطرحُ مشكلة من نوع آخر، تتجسّد في رفض الثنائية الشيعية تأمين "النصاب الوطني" لإقرار نظام المحكمة الدولية.
الاستقالة: الطرفان يتجنّبان إقرار المحكمة
أو يتجنّبان رفضها؟
طبعاً، من نافل القول ان الاستقالة، بالصلة مع وضع نظام المحكمة على جدول أعمال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، تعني واحداً من أمرين. الأول، هو ان طرفَي الثنائية يتجنّبان في أحسن الأحوال المشاركة في إقرار نظام المحكمة أو إقراره في حضور وزرائهما. والثاني هو ان الطرفين يتجنّبان في أسوأ الأحوال الاعتراض حضورياً على المحكمة الدولية. غير ان "المحظور" وقع مع ذلك: ان ممثلي الشيعة في السلطة التنفيذية يمتنعون عن المشاركة في قرار "تاريخي" يقضي بإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وإذا كان من شأن هذا الموقف أن يشكّل استفزازاً لفريق واسع من اللبنانيين هو فريق 14 آذار بتعدّده السياسي والطائفي، فإن من شأنه بالدرجة الأولى أن يراكم حساسيات شيعية ـ سنيّة داخل الساحة الإسلامية.
كانت مشاركة وزراء "أمل" و"حزب الله" في مجلس الوزراء ومشاركتهم في إقرار المحكمة الدولية، ستشكّل فرصة ذهبية ليس فقط لتأمين نصاب وطني "كامل" حول هذا الموضوع، بل فرصة للطرفين، لا سيما "حزب الله" لدعم المطالبة بما يسمّى "حكومة الوحدة الوطنية".
الاستقالة: حجّة في يد 14 آذار
فعشيّة الجلسة "الأخيرة" للتشاور، وتحديداً يوم الجمعة الفائت، سوّق الطرفان لا سيما "حزب الله" لـ"مقايضة" تقوم على "المحكمة الدولية في مقابل الثلث المعطّل"، وفي ذهن الحزب كما تبيّن إنّ "المقايضة" كانت تقضي بالموافقة "المبدئية" على المحكمة الدولية في مقابل الثلث المعطّل. وحيال هذه "المقايضة" المعروضة، كان لفريق 14 آذار موقف واضح وحاسم: لا مقايضة للمحكمة بـ"السلطة" فكيف إذا كان المعروض مقايضة موافقة "مبدئية" على المحكمة بـ"السلطة"؟ وفي تقدير فريق 14 آذار، انه كان على الطرفَين تجسيد الموافقة "المبدئية" التي سبق لهما أن أعطياها على طاولة الحوار في آذار الماضي بالسير في إقرار المحكمة بدون تحفّظ، خصوصاً ان نظام المحكمة ليس "مبادئ عامة" بل هو مبادئ محدّدة، وان مشروع النظام بات في لبنان وفي عهدة الحكومة ويُفترض بفريق الثنائية وحلفائه أن يقوم بمبادرة حسن نيّة في هذا المجال، يمكن التأسيس عليها في مرحلة ثانية من البحث في "حكومة الوحدة الوطنية.
بطبيعة الحال، أتت استقالة وزراء "أمل" و"حزب الله" في هذا التوقيت، ليس فقط لـ"تكشف" الارتباط بين المطالبة بما يسمّى "حكومة وحدة وطنية" وبين المحكمة الدولية، بل أتت تعزّز شكوك 14 آذار في هذه المطالبة. فكيف يمكن قيام "حكومة وحدة وطنية" مع من يحاول "المستحيل" لحماية النظام السوري ونظامه الأمني من العدالة؟ وكيف يمكن الاطمئنان إلى فريق لو كان لديه الثلث المعطّل فعلاً لما تردّد في استخدامه في أي وقت تعطيلاً للسلطة وقرارها؟. وكيف إذا كانت العلاقات الإقليمية تتقدّم على حسابات الوحدة الوطنية، خاصّة متى عُرف انّ تخريب المحكمة الدوليّة هو المدخل الى تخريب لبنان وإعادة الوصاية في امتداد التخريب.
لماذا الذهاب مباشرة إلى الخطوة "الأخيرة"؟
لا جدال إذاً في ان الاستقالة كشفت ان مخاوف 14 آذار في محلها. لكنّ السؤال يبقى الآتي: لماذا قرّرت الثنائية الشيعية الذَهاب مباشرة إلى الخطوة الأقصى، أي الخطوة النهائية؟
ينطلق هذا السؤال ممّا كان معروفاً ومعلناً من جانب "حزب الله" بشكل خاص، لجهة تأكيده على ان المرحلة التي تلي فشل التشاور، ستكون "مرحلة الشارع" المفتوحة على الاستقالة، سواء من الحكومة أو من المجلس النيابي. وبهذا المعنى فإن تقديم خطوة الاستقالة على خطوة النزول إلى الشارع، يعني مجموعة من الأمور.
في "الحدّ الأدنى"، تعني الاستقالة ان الذهاب مباشرة إلى الشارع يواجه أزمة حقيقية، وثمة من سارع إلى القول أو "تسرّع" في القول ان الاستقالة بديل من النزول إلى الشارع.
أزمة الذهاب إلى الشارع.. واستئخاره لإعادة تكوين الملفّ
غير ان للمسألة وجهاً آخر. فممّا لا شك فيه ان "التعبئة" التي قام "حزب الله" بها خلال الفترة الأخيرة تمحورت حول "فكرة" ان للصراع الذي يخوضه ضدّ 14 آذار والأكثرية بعداً غير طائفي. لكنه، ومع مرور الوقت، اكتشف أن ليس ثمة شارع مسيحي لصراعه هو على السلطة، وانّه لن يكون شارع مسيحيّ له، وان حليفه الجنرال عون يواجه مأزقاً حقيقياً بالعلاقة مع الشارع المسيحي. و"على ما يبدو"، ارتأى "حزب الله" أن "يستأخر" النزول إلى الشارع ليعيد "تكوين ملفّ" هذا النزول.
تظهير مشكلة "الشراكة الشيعية"
وفي عملية "إعادة تكوين الملفّ"، يبدو الحزب متجهاً إلى محاولة "تظهير" ما يدّعي انها مشكلة "الشراكة الشيعية" في السلطة. وبكلام آخر، ان الحزب يحاول تجنّب التفسير الطبيعي والمنطقيّ المُعطى بأنه يتهرّب من إقرار المحكمة الدولية تغطية للنظام السوري، وبأنه يعدّ "المسرح اللبناني" في خدمة المشروع الإقليمي الإيراني السوري، بأن يثير مشكلة "الشراكة الشيعية". وغنيّ عن القول، إستنتاجاً ممّا تقدّم، ان الانتقال من تعبئة "سياسية" إلى تعبئة حول ملفّ شيعي، يحتاج إلى بعض الوقت، ما دفع "حزب الله" إلى استعجال الذهاب نحو الاستقالة.
ثمة من يعتبر الاستقالة بديلاً من الشارع. وثمة من يبدي اعتقاده ان الرئيس نبيه بري وجد ان الاستقالة خطوة في الأزمة "أفضل" من النزول إلى الشارع الذي يعني خطوة نحو الصدام الأهلي.
خطوات تصعيدية في "أزمة مفتوحة"
غير ان المعلومات التي توافرت خلال الساعات الماضية، تفيد ان "حزب الله" يتعاطى مع استقالة الوزراء الشيعة بصفتها خطوة أولى لتكوين ملفّ "الأزمة المفتوحة". وفي هذا المجال، تقول المعلومات ان ثمة خطوتين يجري التحضير لهما: الاستقالة الشيعية من مجلس النواب، والاستقالة الشيعية من "الدولة" أي من الإدارة.
موقف الرئيس بري من هاتين الخطوتين ليس معروفاً. وعلى الأرجح، لن يكون في قدرة الجنرال عون "مسايرة" خطوة الاستقالة من مجلس النواب، وهي خطوة مرفوضة في تراث الموارنة مثلها مثل النزول إلى الشارع لفرض تغييرات دستورية. وهذا ما جعل البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير يذكّر أمام زوّاره خلال الأيام الماضية بأن موقفه منَع حركة 14 آذار في العام 2005 من التوجه إلى بعبدا، وبأن موقفه لا يزال هو هو اليوم ضدّ النزول إلى الشارع لقلب الحكومة.
محظور "كانتوني"
وفي جميع الأحوال، إذا كانت الاستقالة من الحكومة، على درجة كبيرة من الخطورة، كونها محاولة لإسقاط "النصاب الوطني" في ظل إمساك الثنائية بين "أمل" و"حزب الله" بالتمثيل السياسي الشيعي، فإن الاستقالة من مجلس النواب ـ والإدارة ـ أكثر خطورة لانها تنطوي على "فكر كانتوني". ذلك ان إخراج الشيعة من "النظام" ومن "الدولة" ليس فقط "لعباً" بالوحدة الوطنية وليس فقط إستدراجاً لفوضى، بل هو لعب بالكيان والدولة، فكيف إذا كان ما يُرمى به "حزب الله" من اتهام بأن له دولته في جوار الدولة، صحيحاً؟. وعليه، إذا تأكّدت المعلومات عن خطوات تصعيدية في الاتجاه المذكور، يكون الموضوع أخطر من الشارع، أي ان "استئخار" الشارع لا يكون عندئذٍ قراراً "حكيماً" مؤسساً على المعطيات، بل يكون خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام في المشكلة.
سوف يكون إقدام "حزب الله" على هذا "النوع" من التصعيد تفريطاً من جانبه بكل المسلّمات اللبنانية، علماً ان "حزب الله" لم يعطِ خلال السنوات الماضية، لا سيما خلال السنتين الماضيتين وتحديداً بعد الانسحاب السوري "الرسمي" الدلالات على الأخذ بخيار "اللبننننة". لكن، "يصعب" أن يصدّق المرء إمكان إقدام بري على تغطية خطوتين إضافيتين من هذا القبيل.
فللرئيس بري موقف واضح من اتفاق الطائف. وهو يعلم علم اليقين ان الطائف لا يستوي مع خطوات تصعّد الأزمة في الكيان والدولة. ويعلم، وهو قال ذلك أكثر من مرة ان خطوات من هذا "النوع" تؤسس لمشكلة شيعية ـ شيعية.
بري وخيار "الاضطرار"
لم يكن أحد في 14 آذار يريد أن يسير بري في خيار الاستقالة من الحكومة، وهو الذي كان في طليعة المحذّرين من "الفراغ"، وكان يؤكد أن لا إسقاط للحكومة ولا استقالة منها، وان المطلوب هو التوافق المسبق على الحكومة البديلة. لكن ثمة "تفهماً" في 14 آذار لهذا الخيار "الاضطراري" لدى بري، لانه بالفعل "إضطراري" بالنظر إلى ما هو معروف من هامش ضيّق مفروض عليه. وثمة "أمل" في أن يستطيع رئيس المجلس "عقلنة" الفريق الآخر من الثنائية الشيعية، تأسيساً على عناوين التمايز العديدة بينه وبين "حزب الله".
والآن، بالرغم من تصعيد الأزمة من جانب "حزب الله" خصوصاً، وبالرغم ممّا يثيره هذا التصعيد من مخاوف "أهلية"، ومع العلم ان هذا التصعيد يدخل في صميم قرار متّخذ من جانب الحزب، وعلى الصعيد الإقليمي سورياً وإيرانياً بـ"المواجهة" في خدمة إخضاع البلد للوصاية مجدداً، فثمة مجال للتفاؤل بنسبة ولو ضئيلة.
"
تفاؤل" بعد الذروة
فـ"الأزمة" بلغت خلال الساعات الماضية مستوى "عالياً". وإذا كان لها أن "تعلو" عملياً أكثر في المقبل من الأيام، فليس ثمة أزمة أعلى منها في "طبيعتها". وأن تكون الأزمة ذروة في حدّ ذاتها، أمر يفترض أن يكون "مقنعاً" للجميع بأن الحل يجب أن يكون متكاملاً. وأن تكون الأزمة ما بعدها أزمة، يُفترض أن يكون أمراً "مقنعاً" بأن المقاربة لا يمكن أن تكون جزئية وبأن التسوية الشاملة هي المخرج.
وثمة فرصة يمكن أن تتجدّد بعد الانتهاء من إقرار المحكمة الدولية. فسحب هذا الموضوع بعد بتّه، يزيل صاعقاً فعلياً. وإذا أخذ في الاعتبار ما يقوله الناس من ان "كُبر" أي موضوع من شأنه أن "يصغّر" الحدث: "إذا كبُرت لا تصغر".. فإنه يُفترض أن يكون ذلك كله دافعاً إلى تجديد الفرصة.. إلا إذا كان البعض قد قرّر مسبقاً "الإقفال" على التسوية وفي وجهها، وعندئذٍ لا حول ولا قوة إلا بالله، علماً أن ليس في إقرار المحكمة الدولية أي هزيمة لفريق داخلي ذي موقعيّة، بل هو هزيمة "أخيرة" للإرهاب ونظامه الأمني ـ المخابراتي، وعلماً ان البحث بعد إقرار المحكمة سيكون محرّراً من "الهواجس" بالنسبة إلى فريق 14 آذار ومن "الإحراج" بالنسبة إلى الفريق الآخر. انها ساعة لـ"التعقّل" إذاً.

مواد العدد